الطريق إلى التوبة
6.1K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة

#الحلقة3

همس الحاج صديقي الحاج محمد لديه حملة لزيارة المراقد المقدسة، وقد اتفقت معه ان يأخذكما معه في
الاربعين(، هتفت زينب )ولكني لن اتركك يا ابي ؟؟(، ابتسم الحاج وهمس)اسمعيني جيدا. ستذهبين مع زوجك في رحلة
الاربعين لزيارة ابا عبد الله الحسين، ستذهبون مشاية.
تمشون من النجف الى كربلاء. لعلها تكون رحله متعبه
خاصة عليك يا زينب. ولكنك تحتاجينها. (انتفضت زينب وهتفت)كيف اتركك يا ابي؟؟(استرسل الاب )في هذه الرحلة
ستعيدون ترتيب اوراقكم ، اهدافكم ، خياراتكم ، ستتغير
حياتكم ، لابد ان تذهبوا (، هتفت زينب بجزع )لن اتركك يا
ابي( ابتسم الحاج )لن تتركيني يا صغيرتي ، انا معك دائما ،
ولكن يجب ان تطيعي اباك العجوز، انكبت زينب على كف
سمعا وطاعه(، مسح على رأسها ابيها تلثمه بحنان وتهمس )
بحب وقال (الله يرضى عليك زينبي) ، هتفت زينب بعناد
طفولي ولكني لن اسافر الا بعد ان اطمئن عليك، ابتسم الحاج وهمس
ستطمأنين علي قريبا ،قريبا، والان اتركوني
انام قليلا ، ياااااه ، كم انا متعب ، اغمض الحاج عيناه ، وتعالت انفاسه منتظمة ، عدل مقداد لحاف الحاج بحنان ،
مسحت زينب دموعها ، واسندت رأسها لكف والدها ،
تعمدت ان لا تنظر لمقداد ، بدت مستعده ان تتزوجه وتسافر
معه ألى مكان ، فقط يعود لها والدها معافا ، وتنتهي هذه
الازمة ، لم تكن تعلم زينب ان انتباهة والدها كانت صحوة
الموت له ، الانتباهه الاخيرة ليوصي احبته ، مع تباشير
الفجر ، اسلم الحاج ابراهيم روحه لبارئها ، بهدوء توفي
الحاج ، انتهت زينب من صالة الفجر ، ذهبت لوالدها لتجده
مبتسما ولكنه لا يتنفس ، صرخت بالممرضات ،الكون يدور
بها ، يمزق روحها الف قطعه وقطعه، انهارت باكيه ،
تتذكر وجه مقداد باكيا ، الممرضات يحاولن تهدئتها ، ابرة
تنغرس بذراعها ، ثم ظلام دامس ، لقد رحل والدها، فما نفع
النور ؟ هل ستستمر زينب مع مقداد بعد رحيل الاب؟؟ الايام
التالية لوفاة الحاج كانت الاقسى على زينب، دفن الوالد
الحنون، العزاء، الوحدة، زوايا البيت التي تنطق بأسمه،
حياتها بدون والدها، كيف تعيش بعد من كان لها الوجود
بأكمله، تتلفت حولها فتراه جالسا هناك يقرأ الصحيفة، تلتفت هنا فتراه يرتشف قهوته الصباحية، تغمض عينيها فتسمع
صوته يناديها زينبي. حبيبتي، ما أصعب فراق الاحبه، لا اعتراض على مشيئة هللا سبحانه.
ولكنها تلك الغصة المؤلمة التي يسببها الحنين ، الحزن
يدمرها من صوب ، ووصية والدها تقيدها من صوب ،
بذهنها تدور كلماته فلا تتخيل نفسها تنقضها بعد وعودها ،
اما مقداد ، كان يدور حولها ولا يقترب ، محترما احزانها
،يرى شجنها وألمها ، يتمنى لو يستطيع مواساتها ولكنه كان
يتهيب دخول معبد احزانها ، لذلك كان يرعاها من بعيد لا ينتظر جزاء ولا شكورا ، التزم مقداد الصمت وعيناه
معلقتان بالرزنامة ، موعد الاربعين يقترب حثيثا ، وزينب غارقه بأحزانها ، شعر بخجل شديد ان يذكرها بسفرهم
القريب ، وفي ذات الوقت لم يستطع ان يتناسى ان هذه
الرحلة كانت وصية الحاج ابراهيم الاخيرة، وهكذا.. لم يجد
من يعينه سوى عمة زينب .زار مقداد العمه في منزلها ،
كان خجلا وهو يخبرها بسبب زيارته ، ابتسمت العمه بوهن
وقالت : لقد كان مخططا لهذه الرحلة منذ البداية، مثل
الزواج ، كما تعلم ( ، هز مقداد رأسه موافقا ، همست العمه) لا تقلق ، انا سأفتح معها الموضوع ، اعرف كيف ان اقنعها
، استعد للرحلة (، هب مقداد واقفا ،شكرها وقبل ان يخرج
هتفت به العمه )مقداد التفت اليها ، فقالت اوصيك بزينب
خيرا ، هي عنيدة ، ولكنها طيبه ، ستتغير ، ابتسم مقداد
وقالزينب بعيني يا عمتي ،خرج مقداد مصحوبا بدعوات العمه الطيبة ،
انطلق بسيارته وعاد بذاكرته متصفحا سنوات
حياته ،ترى ماذا تذكر مقداد وماذا دار في مخيلته؟؟ انطلقت
السيارة بمقداد وانطلقت معه ذاكرته ، عاد سنوات وسنوات ،
عاد لطفولته يتيما في الخامسة من عمره ، فقد والديه بحادث
بشع ، احتضنه عمه الاكبر ، احتوى يتمه ، وعوضه فقد امه وابيه ، في منزل عمه أبو حسين عرف معنى ان تكون غريبا
بصورة قريب ،غريبا بين اهلك ، كان الكل يحبه ويحسن
معاملته بدء بالعم وزوجته الطيبة ، ونهاية بأبناء العم الذين
يكبرون مقداد بالعمر فعطفوا عليه واشفقوا عليه ، بالرغم من
كل هذا الحب والشفقة ، الا ان شعورا بالغربة كان يتملكه ،
كان يعرف انه ليس ابنهم ، هو اليتيم الذي تكرموا بكفالته ،
لذا كان دائما هادئا مطيعا ،محترما غربته بينهم، لا يزال
يتذكر ذلك اليوم في المدرسة ، حدثتهم المعلمة عن قصة حياة
النبي الكريم وكيف كفله عمه أبو طالب بعد وفاة والديه ،
يومها قارن مقداد الطفل بين أبو طالب وبين عمه ، رسمت
براءته صورة واحدة لأثنين ، صورة للعم الحاني الرؤوم،
يومها عاد لعمه واحتضنه بحب ، حتى استغرب عمه كل هذه
العاطفة ، همس له مقداد عمي انت تشبه أبو طالب ،
ضحك العم وفهم ما يدور بخيال الطفل اليتيم ، قبله بحب