الطريق إلى التوبة
6.1K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة9

بدأت زينب بالتعرف على النساء معها ، كان حديث ام احمد المليء بالشجون كالمفتاح الذي فتح القلوب لتنثر آلامها على درب الحسين ، ابرار الشابة الخجولة اتت للزيارة مع زوجها وطفلتها الصغيرة زهره ، بعد سنوات من طلب الذرية نذروا
إن رزقهم الله طفل ان يزوروا ابا عبد الله مشيا على الاقدام ، وتحقق العطاء الالهي ، وهاهم يدفعون طفلتهم بعربتها امام
اعينهم ولسانهم يلهج بالثناء على الله تعالى ، ام حبيب وام هاني وام فيصل صديقات اعتدن ان يكن بركب المشاية كل عام ، تعرفن على بعضهن في اول رحلة لهن ، جمعهن حب الحسين واليوم يمشين للأمام للمرة الرابعة ويخططن للعام القادم بمشيئة الله ، كم غبطتهم زينب ، الكل كان يتحدث بشجن ، الا انفال ، لفتت انتباه زينب بصمتها ، تبتسم بحب للجميع ولكنها احتفظت بسرها بقلبها الصغير ، الكل الحظ ذلك ولكن الجميع احترموا صمتها واكتفوا بالدعاء لها بقضاء الحاجات ، كان مقداد يراقب اندماج زينب بالمجموعة بسعادة
، فالصحبة الطيبة تخفف من عناء السفر ، الجميع احاط ام احمد بحب ، كانت خطوات الركب المبارك تفيض بالتراحم
بينهم ، في فترة العصر ارتفع يشدو بقصيده تتحدث عن شوق المشاية للوصول للحسين ، بدا صوته شجيا عذبا وسط الطريق الممتد ، ارتعشت القلوب شوقا ودمعت العيون لهفة ولهجت الالسن بالدعاء له بالتوفيق والحفظ ، الشمس تقترب من الغروب ، ومن بعيد الحت الاستراحة الأخيرة لهذا اليوم
، ارتفع صوت التكبير مؤذنا لأقامة الصلاة ، الله اكبر الله اكبر ، بدت النساء الستعداد للوضوء ، زينب تساعد ام احمد ، انفال تحمل زهره ريثما تتوضأ ابرار ، ام هاني تحمل عباءة ام حبيب ، ام فيصل تساعد صاحبة المنزل بفرش سجاجيد الصلاة ، الرجال ما بين مستعد للوضوء ، ومتوضئ يرتعش من برودة الجو ، ومن بعيد ارتفعت رائحة الطعام
اللذيذ ، هنيئا لكم يا زائرين ، كانت صاحبة الاستراحة تردد بحب وهي تجهز طعام العشاء ، الله اكبر ، بدأت
الصلاة .. للكعبة تتجه الوجوه، والخطوات للحسين تسعى، لم
تعلم زينب ان استمرارها مع هذه المجموعة الطيبة امرا لم يقدره الله تعالى لها بعد صلاة الفجر وتناول الفطور، انطلق الركب، لاحظت زينب ان ابرار تحمل طفلتها زهره، سألت زينب ابرار عن
عربة طفلتها، همست ابرار هكذا افضل بعد قليل اقتربت انفال من زينب وهمست لها عند الحمامات رأينا سيده معها
ثلاث اطفال، وعربة الاطفال مكسورة، ابرار اعطت عربتها للسيدة وحملت طفلتها ابتسمت زينب، وهمست لأنفال هذا التصرف يليق بزوار الحسين ...، توقفت زينب، نظرت لها انفال فوجدتها مصفرة، سألتها بقلق هل انت بخير ؟؟،
عادت زينب تمشي بتثاقل صداع ... لا تقلقي لكن مشية زينب بدت ثقيلة، لحظات واقترب مقداد من زينب بعد ان
لاحظ تثاقل خطواتها زينب ... هل انت بخير ؟؟، ابتسمت وهمست مجرد صداع ... لا تقلق، ابتعدت انفال لتترك مقداد يماشي زينب، مع كل خطوة بدا الطريق يغيم في عيني زينب، كانت تفتح اعينها على اتساعها، ولكن هيهات، في
النهاية، تهاوت على الارض فتلقفها مقداد بذراعيه، لمس جبينها، فوجده حارا، تجمعت السيدات حولها بقلق، احتضنتها
ام احمد وهي تردد باسم الله ... ما بك يا زينب ؟؟ توقف الجميع محتارا، وكان القرار حازما ... تركب زينب باص
لتصل كربلاء او تبقى زينب في الاستراحة القريبة لترتاح وتستعيد قوتها ... ثم تمشي وتلتحق بالركب ... هتفت زينب معترضة بصوت ضعيف ارجوكم لا ترسلوني بالباص ... اتركوني ارتاح والتحق بكم ... سأستعيد قوتي واكمل
الطريق، هتف مقداد سأبقى معها ثم نلحق بكم
احتضنت ام احمد زينب وهتفت وانا سأبقى معها ايضا، شكرها مقداد
وقال لها يمكنك الذهاب يا خاله، لا داعي لأن تتأخري معنا ابتسمت الحاجه زينب تحتاج سيده معها ... كل تأخيره فيها
خيره يا ولدي ، انطلق الركب وهو يدعو بالشفاء لزينب ، التي كانت تبكي حزنا ومقداد وام احمد يواسونها ويشدون من
ازرها ، بعربه خشبية قديمة اخذوها من احد المنازل القريبة نقلوا زينب ألقرب استراحة ، كالعادة كان هناك مستوصف
صغير للطوارئ الطبية ، استقبلوا زينب بكل اهتمام ، كانت ام احمد مع زينب ، تخرج تطمئن مقداد عليها ، ثم تعود
لتحتضنها بحب وتدعو لها بالشفاء ، كان وجود ام احمد عونا عظيما لمقداد وزينب ، بدت كالأم لهما بعطفها وحنانها ، في
المساء رن هاتف ام احمد ، كان ولدها احمد يبكي معتذرا طالبا المغفرة .. استسلمت ام احمد للبكاء رحمة بوحيدها
وفرحة بعودته اليها ... لقد نالت مرادها قبل ان تنتهي رحلتها، ما اكرمك يا الله ... وما أعذب المسير اليك يا ابا عبد الله
ذهبت حمى زينب مع هموم ام احمد ... كان اتصال احمد كالبلسم لقلب امه الجريح ... بدت اكثر قوة وتفاؤل ... اما
زينب فكانت تجتهد لتستعيد صحتها خلال الساعات القليلة القادمة ، لا تريد ان تضيع المزيد من الوقت ، مقداد استطاع
ان يراها بعد ان اخرجوها من خيمة النساء الطبية ، لتستريح في خيمة خارجيه ، لن تنسى زينب ابدا قلقه عليها ، همست له بصدق لا