#الحلقة_٣٥
🍃في صباح أحد الأيام بينما كنت منشغلاً بزيارة البقيع، انتبهتُ إلى ضابط وهّابي قد أخذ آلة تصوير 📸 من يد طفل كان يريد اِلتقاط صورة للبقيع، فذهبتُ وأخذتُ آلة التصوير منه وأعدتها إلى الطفل.
ثمّ ذهبتُ إلى نهاية المقبرة، وبدأت أقرأ زيارة عاشوراء إذ وصلت إلى قبر عثمان، جاء ذلك الضابط الوهّابي إليّ و كان ينظر لي بطرفه👮🏻♂.
عندما وصلت أمام القبر، جاء وأمسك بيدي فجأة وقال لي بالفارسية وبصوت عال🗣: ماذا تقول؟ هل تلعن؟ فقلت: كلا، أترك يدي، لكنّه بقي يصرخ هكذا حتى جمع باقي الضباط حوله.
في هذه الحالة نظر إليّ وقال كلاماً قبيحاً🤬 لأمير المؤمنين عليه السلام، لم أجد السكوت جائزاً، فما إن خرج ذلك الكلام القبيح من فمه وسمعه بقيّة الزوار، لم أجد جوازاً للسكوت بعد.
فصفعته صفعة قوية على وجهه🖐🏻، فهجم عليّ أربعة ضباط وبدأوا بضربي؛ أحدهم ضربني بقوّة على كتفي حيث آلمتني لشهور، جاء عدد من الزوار وأخرجوني من بين أيديهم، فاستطعت الهروب بمساعدتهم.
في الأيّام التي تلت عندما كنت أذهب إلى الحرم كنت أخفي وجهي ورأسي بالكوفيّة، لأن آلات التصوير 📹 المحاطة في البقيع كانت تراقبني وكان من المحتمل أن يتمّ إلقاء القبض عليّ.
الخلاصة هي أنّ ذلك السفر كان سفراً لا ينسى، لكن في لحظات حساب الأعمال، قاموا بعرض حادثة مشاجرتي في البقيع وقالوا: لقد تشاجرت مع ذلك الضابط بإخلاص، كان ذلك فقط بسبب عشقك للمولى عليّ عليه السلام ❤️ وقد أصيب كتفك، لذا كُتب لك في صحيفة أعمالك ثواب الجريح في ركاب المولى علي عليه السلام (بالطبع لا يجب اتّخاذ هذه الحادثة تبريراً للمشاجرة مع ضبّاط الدولة السعودية)
لقد تغيّرت وجهة نظري تجاه الشهيد والشهادة خلال هذا السفر القصير إلى القيامة، والسبب هو عدة حوادث، إحداها: كان لأحد المعلمين والمربين في مدينتنا، جهد فائق للعادة في مسجد المنطقة🕌 من أجل جذب الناس و استقطابهم للمسجد والهيئة.
كان يعمل باخلاص، لقد كان له تأثير كبير عليّ لأكون من أهل المساجد، توفّي هذا الرجل أثناء قيادته للسيارة🚙، فقد عبر إشارة المرور الحمراء،🚦 فحدث حادثاً فاجعاً وتوفّي على أثره.
لقد رأيته بين الشهداء وفي درجتهم، وتمكّنت من الحديث معه👥، لقد وصل إلى مقام الشهداء بسبب الأعمال الصالحة التي قام بها في المسجد والمنطقة، وبسبب التزامه بأوامر الدين بشكل جيّد👍🏻.
لكن السؤال❓ الذي كان في ذهني هو عن حادث السير وعدم رعاية القانون وموته، فقال لي: لقد أصابتني جلطة أثناء قيادتي ومتّ على إثرها، ثمّ بعدها اصطدمت بالسيارة التي كانت أمامي، لم تكن في يدي حيلة إزاء أيّ شيء من مشهد الحادث.
رأيت في مكان آخر أحد أصدقاء أبي والذي استشهد في بداية الحرب و دُفن في جنة الشهداء التابعة لمدينتنا، لكنّه كان متورطاً كثيراً ولم يكن في رتبة الشهداء أبدًا‼️...
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃في صباح أحد الأيام بينما كنت منشغلاً بزيارة البقيع، انتبهتُ إلى ضابط وهّابي قد أخذ آلة تصوير 📸 من يد طفل كان يريد اِلتقاط صورة للبقيع، فذهبتُ وأخذتُ آلة التصوير منه وأعدتها إلى الطفل.
ثمّ ذهبتُ إلى نهاية المقبرة، وبدأت أقرأ زيارة عاشوراء إذ وصلت إلى قبر عثمان، جاء ذلك الضابط الوهّابي إليّ و كان ينظر لي بطرفه👮🏻♂.
عندما وصلت أمام القبر، جاء وأمسك بيدي فجأة وقال لي بالفارسية وبصوت عال🗣: ماذا تقول؟ هل تلعن؟ فقلت: كلا، أترك يدي، لكنّه بقي يصرخ هكذا حتى جمع باقي الضباط حوله.
في هذه الحالة نظر إليّ وقال كلاماً قبيحاً🤬 لأمير المؤمنين عليه السلام، لم أجد السكوت جائزاً، فما إن خرج ذلك الكلام القبيح من فمه وسمعه بقيّة الزوار، لم أجد جوازاً للسكوت بعد.
فصفعته صفعة قوية على وجهه🖐🏻، فهجم عليّ أربعة ضباط وبدأوا بضربي؛ أحدهم ضربني بقوّة على كتفي حيث آلمتني لشهور، جاء عدد من الزوار وأخرجوني من بين أيديهم، فاستطعت الهروب بمساعدتهم.
في الأيّام التي تلت عندما كنت أذهب إلى الحرم كنت أخفي وجهي ورأسي بالكوفيّة، لأن آلات التصوير 📹 المحاطة في البقيع كانت تراقبني وكان من المحتمل أن يتمّ إلقاء القبض عليّ.
الخلاصة هي أنّ ذلك السفر كان سفراً لا ينسى، لكن في لحظات حساب الأعمال، قاموا بعرض حادثة مشاجرتي في البقيع وقالوا: لقد تشاجرت مع ذلك الضابط بإخلاص، كان ذلك فقط بسبب عشقك للمولى عليّ عليه السلام ❤️ وقد أصيب كتفك، لذا كُتب لك في صحيفة أعمالك ثواب الجريح في ركاب المولى علي عليه السلام (بالطبع لا يجب اتّخاذ هذه الحادثة تبريراً للمشاجرة مع ضبّاط الدولة السعودية)
لقد تغيّرت وجهة نظري تجاه الشهيد والشهادة خلال هذا السفر القصير إلى القيامة، والسبب هو عدة حوادث، إحداها: كان لأحد المعلمين والمربين في مدينتنا، جهد فائق للعادة في مسجد المنطقة🕌 من أجل جذب الناس و استقطابهم للمسجد والهيئة.
كان يعمل باخلاص، لقد كان له تأثير كبير عليّ لأكون من أهل المساجد، توفّي هذا الرجل أثناء قيادته للسيارة🚙، فقد عبر إشارة المرور الحمراء،🚦 فحدث حادثاً فاجعاً وتوفّي على أثره.
لقد رأيته بين الشهداء وفي درجتهم، وتمكّنت من الحديث معه👥، لقد وصل إلى مقام الشهداء بسبب الأعمال الصالحة التي قام بها في المسجد والمنطقة، وبسبب التزامه بأوامر الدين بشكل جيّد👍🏻.
لكن السؤال❓ الذي كان في ذهني هو عن حادث السير وعدم رعاية القانون وموته، فقال لي: لقد أصابتني جلطة أثناء قيادتي ومتّ على إثرها، ثمّ بعدها اصطدمت بالسيارة التي كانت أمامي، لم تكن في يدي حيلة إزاء أيّ شيء من مشهد الحادث.
رأيت في مكان آخر أحد أصدقاء أبي والذي استشهد في بداية الحرب و دُفن في جنة الشهداء التابعة لمدينتنا، لكنّه كان متورطاً كثيراً ولم يكن في رتبة الشهداء أبدًا‼️...
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة