العلم والعمل-Science et pratique
4.54K subscribers
868 photos
64 videos
429 files
2.76K links
https://t.me/scienceetpratique

قناة تابعة لموقع scienceetpratique.com تهتم بنشر العلم النافع والسنة على منهج السلف الصالح. Canal lié au site scienceetpratique.com S'occupe de répandre la science et la sounna selon la voie des salafs.
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جديد
ثناء الشيخ ناصر زكري على أخيه الشيخ سالم موريدا حفظهما الله بتاريخ 23 المحرم 1445ه./ 10 أوت 2023م. https://t.me/scienceetpratique
فاللهم لا تحرمنا إبصار نور الحق كلما انتشر ظلام الباطل.
الجمع الفريد بفوائد من مجالس الشيخ عبد المجيد

قال حفظه الله :
عند علماء الحديث أن الرجل إذا اتُهِمَ وتكلم فيه بعضهم وسكت الآخرون؛ فسكوتهم يعتبر ضعفا شديدا؛ ولهذا يقولون سكت عنه البخاري يعني أنه متروك

فما سكت عنه العلماء بعد اتهامه وعدم الدفاع عنه هذا يسمى في علم الحديث متروك.

ولا يخفى أن الجرح والتعديل استمد ممن أسسه من علماء الحديث، فتطبيق قواعد الجرح والتعديل ليست جزافية وليست ارتجالية، بل هي امتداد لما قعده علماء الحديث، فقولهم متروك؛ لما سكت عنه العلماء وهو متهم، فالرجل متهم وسكت عنه العلماء؛ فهو متروك.

مجلس الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله مع إخوة وادي سوف.

الأحد 26 محرم 1445 هـ.
الموافق ل 13 أوت 2023

https://t.me/scienceetpratique
يقول ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- وهو يصف الصداقة والأصدقاء -في زمانه-، ونحن في هذا الزمن قد عشنا هذه الحال وجربنا هذا الصنف كثيرا، لا كثرهم الله!

يقول رحمه الله :

“ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ، ﻭﺇﺧﻮﺍﻥ، ﺃﻋﺘﺪ ﺑﻬﻢ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ، ﻭﺗﺮﻙ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻷﺧﻮَّﺓ ! ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺃﻋﺘﺐ، ﺛﻢ اﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ؛ فقلت : ﻭﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ !؟
ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺇﻥ ﺻﻠﺤﻮﺍ؛ ﻓﻠﻠﻌﺘﺎﺏ ﻻ للصفاء؛ ﻓﻬﻤﻤﺖُ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺘﻬﻢ، ثم ﺗﻔﻜﺮﺕُ: ﻓﺮﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﺭﻑ، ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻭﺇﺧﻮﺓ ﻣﺒﺎﻃﻨﻴﻦ؛ فقلت: ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻬﻢ.
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ” ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻷﺧﻮﺓ “ ﺇﻟﻰ ” ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ"؛ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﻠﺤﻮﺍ ﻟﻬﺎ : ﻧﻘﻠﺘَﻬﻢ ﺇﻟﻰ “ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ"، ﻭﻋﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻂ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺗﺒﻬﻢ.

ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ : “ﺑﺌﺲ ﺍﻷﺥ ﺃﺥ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﺫﻛﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺋﻚ.”!

ﻭﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻌﺎﺭﻑ،
ﻭﻳﻨﺪﺭ ﻓﻴﻬﻢ ﺻﺪﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ،
ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻷﺧﻮَّﺓ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺎﺓ: ﻓﺬﺍﻙ ﺷﻲﺀ ﻧُﺴﺦ ! ﻓﻼ ﻳُﻄﻤﻊ ﻓﻴﻪ.

ﻭﻣﺎ أرﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺼﻔﻮ ﻟﻪ ﺃﺧﻮَّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺐ، ﻭﻻ ﻭﻟﺪﻩ، ﻭﻻ ﺯﻭﺟﺘﻪ؛ ﻓﺪﻉ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎ، ﻭﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﺟﺎﻧﺒﺎً، ﻭﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ.

ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻨﺨﺪﻉ ﺑﻤﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺍﻟﻮﺩ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮﻩ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﻟﺴﺒﺐ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻣﻨﻚ !

ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ : “ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺩﻕ ﺻﺪﻳﻘﺎً: ﻓﺄﻏﻀﺒﻪ، ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ: ﻓﺼﺎﺩﻗﻪ. "

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺨﺎﻃﺮﺓ؛ ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﻏﻀﺒﺖ ﺃﺣﺪﺍً: ﺻﺎﺭ ﻋﺪﻭﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ !

ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﺴﺦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺼﻔﺎ: أﻥاﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻥ ﻫﻤﺘﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮﺓ ؛ ﻓﺼَﻔَﺖ نياتهم ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺩِﻳﻨﺎً ﻻ ﺩﻧﻴﺎ.

ﻭﺍﻵﻥ : ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ؛ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺘﻤﻠﻘﺎً ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ: ﻓﺎﺧﺒُﺮﻩُ : ﺗَﻘْﻠَﻪُ – ﺃﻱ : ﺇﻥ ﺍﺧﺘﺒﺮﺗﻪ : ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﻌﺪﻙ ﻋﻨﻪ ! "

" ﺻﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ " ﺹ: 391 ، 392 ‏.

فرحم الله الإمام ابن الجوزي، فقد خبر نفوس هذا الصنف الرديء من الإخوان والأصدقاء الكثير في زماننا لا كثرهم الله.

ونسأل الله تعالى أن يصلح الحال، ولا يتم ذلك إلا بالرجوع إلى منهج السلف في هذا الباب، ومنهج السلف خلق ومعاملة وصدق وإحساس بثقل أمانة الانتساب إليه، وليس مجرد دعوى لا يصدقها الفعل ولا الحال.

https://t.me/scienceetpratique
اتق الله ولا تستمر على هذا الباطل.
بعض مرضى القلوب ممن كان يظهر التسنن والانتساب للسلفية مع ما فيه من خصال أهل النفاق والفجور في الخصومة وسوء الأخلاق؛ كانوا يؤذون السلفيين ممن له جهود طيبة في الدعوة؛ فيصبرون عليهم ويتحملون أذاهم؛ فلما جاءت الفتن؛ لفظتهم بأمواجها كما تلفظ الجيف؛ فأبعدهم الله وأراحنا منهم؛ وهذا لا شك أنه من عواقب الصبر الحميدة ومن ثمار الفتن؛ فإنها تميز بين الخالص والمغشوش ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)). "فالحمد لله الذي أذهب عنا الأذى"! و((الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين)).

https://t.me/scienceetpratique
الانكار العلني على الحكام خروج عليهم باللسان

لا يخرج على حكام المسلمين باللسان إلا من جانب السنة في نصحهم وحمل الغل لهم بأعيانهم، فعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي؛ فوعاها، وحفِظها، وبلَّغها؛ فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه؛ ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ، ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ، ولزومُ جماعتِهم؛ فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم.” صححه الألباني في صحيح الترمذي (2658).

جاء في “لسان العرب” لابن منظور (11/75):” قيل: معنى قوله “ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن”؛ أي لا يكون معها في قلبه غش ودغل ونفاق، ولكن يكون معها الإخلاص في ذات الله عز وجل، وروي: لا يَغِل ولا يُغَل، فمن قال يغل، بالفتح للياء وكسر الغين؛ فإنه يجعل ذلك من الضغن والغل؛ وهو الضغن والشحناء؛ أي: لا يدخله حقد يزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء، جعله من الخيانة.”

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في “مدارج السالكين” (2/ 90) : “ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلبُ امرئ مسلم” أي: لا يبقى فيه غل، ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة؛ بل تنفي عنه غله وتنقيه منه وتخرجه عنه؛ فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل، وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غلًا ودغلًا، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه بتجريد الإخلاص والنصح ومتابعة السنة.”

ولهذا كان مذهب أهل السنة والجماعة في منع الانكار علنا على ولاة الأمور في غيبتهم هو المنهج القائم على أصول الشريعة ويتوافق مع العقل والفطرة؛ كيف لا وهو ينأى بأهل الإسلام بعيدا من الوقوع في الخصام للحكام والصدام معهم؛ فيجرهم ذلك إلى ركوب الخطوب وفساد الأحوال وحلول الأهوال؛ مما لا طاقة لهم برده ولا بتحمل تبعاته في الدنيا والآخرة.

كتبه أبو فهيمة عبد الرحمن عياد

موقع العلم والعمل

https://scienceetpratique.com/13641-2/
الانكار العلني على الحكام خروج عليهم باللسان https://scienceetpratique.com/13641-2/
Forwarded from فاتح سويسي الورثيلاني
💥 ُشْرَى_سَارَّة لكل محب للعِلم💥

يسرنا في إذاعة طلاب العلم الشرعي أن نقدم إليكم بشرى تفرح قلب كل طالب علم و تبهج صدره عبر قناتكم في التيليجرام

دورة العلامة ابن أبي زيد القيرواني الأولى تحت شعار خير الناس قرني

يشارك فيها ثلة من العلماء و المشايخ الفضلاء

المحاضرة الإفتتاحية لشيخنا الفاضل الوالد عبد المجيد جمعة حفظه الله و بارك فيه .
بعنوان فضائل الصحابة رضي الله عنهم .

البث المباشر عبر #إذاعة_طلاب_العلم_الشرعي
رابط القناة الرسمية

https://t.me/Ida3t_taleb_al3elm

نسأل الله التوفيق والسداد و كما نسأله سبحانه وتعالى أن يتم هذه الدورة على خير و بركة و أن
ينفع بها .
الدال على الخير كفاعله
نرجوا منكم نشر الاعلان على أوسع نطاق حتى يستفيد غيرنا و يكون لك الأجر بإذن لله تعالى
هذا كلام من نشأ بين العلماء ولازمهم طالبا متعلما وعالما معلما، حفظ الله الشيخ سليمان.
تحريم الإنكارالعلني هو المنهج الذي نشأ عليه أئمة الدعوة السلفية في بلاد العلم والسنة والتوحيد، وهذا الذي قرروه ودعوا إليه طوال حياتهم، وإن حدث إنكار مرة من بعض أفراد علمائها، فهي وقائع أعيان لا تسقط الأصل الذي قرروه ودعوا إليه وعملوا به ونشروه، فالعبرة بالمنهج لا بواقعة العين.

https://t.me/scienceetpratique
رحم الله الشيخ العلامة محدث المنطقة الجنوبية في مملكة العلم والتوحيد والسنة: أحمد النجمي؛ فهو أحد أئمة الهدى الذين أحيى الله بهم منهج السلف في الجرح والتعديل والردود على أهل البدع والزيغ والباطل في عصرنا الحاضر.

https://t.me/scienceetpratique
رحم الله إمام الدنيا في وقته، سماحة الشيخ العلامة ابن باز؛ الذي ربى الله به أمما من المسلمين على منهج السلف الصالح لِما يزيد عن نصف القرن إلى اليوم؛ وسَرِّح النظر أخي الفاضل وتدبر عاقبة من كانوا يتمسحون بالانتساب إليه وهم قد خالفوا منهجه ولا سيما في أحد أعظم أبواب الدين؛ ألا وهو باب طاعة ولاة الأمور في المعروف وعدم الخروج عليهم لا باللسان ولا بالسنان؛ فانظر ماذا حل بهم بعدما أحلوه من خراب في ديار المسلمين بسبب الإنكار العلني وما انجر عنه من ثورات واضطرابات وإزهاق لآلاف الأرواح وتعطيل اقتصاد الدول وتدمير خيراتها؛ وما أهوال ما سمي زورا بالربيع العربي عنا ببعيد، "والسعيد من وُعظ بغيره." فاتعظ أخي بما حل بأرباب القطبية والسرورية كعبد الرحمن عبد الخالق، ومحمد بن سرور، وسفر الحوالي، وسلمان العودة، وطارق سويدان، وناصر العمر، وعوض القرني وأشباههم.

https://t.me/scienceetpratique
ضلالات سيد قطب ومحمد بن سرور يطلع قرنها من جديد؛ فالحذر كل الحذر.
بيعة الحاكم المسلم الذي تحكم أنظمة بلاده بقوانين وضعية.

السؤال:
يتناقل كثيرون اليوم في بلدنا كلامًا لأحدهم مفاده:
أنَّه لا بيعة في أعناق الناس للحاكم المسلم في البلاد التي يُحكم فيها بالقوانين الوضعية.
لأنَّ بيعة هذا الحاكم تعني:
إقراره ومُبايعته على المُحرمات الموجودة في الحُكم، والديمقراطية، وكثير مِن الأشياء.
فما رأيكم في هذا القول؟

الجواب:
هذا الكلام خطأ مِن صاحبه، وبعيد عن جادة العلم والسُّنة.
لأمور ثلاثة:

ألأمر الأول:
أنَّ المراد بالبيعة للحاكم المسلم - سواء حصل حكمه بالاختيار أو العهد أو الغَلَبَة بالسلاح - كما دلَّت عليها نصوص الشريعة، وكلام أهل العلم:

«المعاهدة مُن المُبايِع للحاكم على:
السمع والطاعة له في المعروف، في العُسر واليُسر، والمنشَط والمكرَه، ومع الأثرَة، وعدم الخروج عليه، وترْك نزْع اليد مِن طاعته».

أمَّا الأحاديث النَّبوية، فمِنها:
١- ما أخرجه البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّه قال:
(( دعانا رسول الله ﷺ فبايعناه، فكان فيما أخَذ علينا:
أنْ بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأنْ لا ننازع الأمر أهله، إلا أنْ تروا كفرًا  بواحًا عندكم مِن الله فيه برهان )).
٢ - وما أخرجه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّه قال:
(( كنا إذا بايعنا رسول ﷺ على السمع والطاعة، يقول لنا: "فيما استطعتم" )).
٣ - وما أخرجه البخاري  ومسلم عن جَرير بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه قال:
(( بايعت النبي ﷺ على السمع والطاعة، فلقنني: "فيما استطعت" )).
وغيرها مِن الأحاديث.

وأمَّا كلام العلماء:
١ - فقد قال ابن خلدون -رحمه الله - في "المْقدمة":
«الفصل التاسع والعشرون في معنى البيعة.
اعلم أنَّ البيعة هي:
"العهد على الطاعة.
كأن المُبايِع يُعاهد أميره على أنَّه يُسلِّم له النظر في أمر نفسه، وأمور المسلمين لا يُنازعه في شيء مِن ذلك، ويطيعه فيما يكلفه بِه مِن الأمر على المنشط والمكره".
وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيدًا للعهد».اهـ
٢ - وقال عدد مِن المفسرين:
«أصل البيعة:
العقد الذي يعقده الإنسان على نفسه مِن بذْل الطاعة للإمام، والوفاء بالعهد الذي التزمه له».اهـ
٣ - وقال الفقيه زَين الدِّين المناوي - رحمه الله - في كتابه "التوقيف على مُهمات التعريف":
«البيعة بالفتح:
بذل الطاعة للإمام».اهـ
٤ - وقال الفقيه الراغب الأصفهاني - رحمه الله - في كتابه "المُفردات":
«وبايع السلطان:
إذا تضمَّن بذْل الطاعة له بما رضَخ له.
ويُقال لذلك:
بيعة، ومبايعة».اهـ
٥ - وقال الفقيه عبد العزيز ابن باز - رحمه الله -:
«فإنَّ الله سبحانه شرَع:
أنْ يُبايَع ولِي الأمر على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وفي الأثرة على المُبايع".
كما بايع الصحابة - رضي الله عنهم - نبيَّنا عليه الصلاة والسلام.
فالبيعة تكون لولاة الأمور على مقتضى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
وأنْ يقولوا بالحق أينما كانوا، وألا ينازعوا الأمر أهله، إلا أنْ يروا كفرًا بواحًا عندهم مِن الله فيه برهان».اهـ

الأمر الثاني:
أنَّ السمع والطاعة في المعروف - وهُما أصل وخلاصة البيعة للحاكم المسلم - لا يزولان مع وجود المُحرمات والمُنكرات بنص السُّنة النَّبوية.

١ - حيث أخرج مسلم عن النبي ﷺ أنَّه قال في شأن الأمراء:
(( "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس".
قال حذيفة: قلت:
كيف أصنع يا رسول الله إنْ أدركت ذلك؟
قال: "تسمع وتطيع للأمير، وإنْ ضرب ظهرك، وأخَذ مالك، فاسمع وأطع" )).
٢ - وأخرج مسلم عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبي ﷺ قال:
(( ألَا مَن ولِي عليه وال، فرآه يأتي شيئًا مِن معصية الله فليكره ما يأتي مِن معصية الله، ولا ينزعن يدًا مِن طاعة )).
٣ - وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنَّه قال: قال رسول الله ﷺ:
(( "إنها ستكون بعدي أثرة  وأمور تنكرونها".
قالوا: يا رسول الله كيف تأمر مَن أدرك مِنَّا ذلك؟ قال:
"تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم")).
والحق الذي علينا هو:
السمع والطاعة في المعروف.
الذي هو أصل البيعة.
وغيرها مِن الأحاديث.

الأمر الثالث:
أنَّ مُقتضى هذا القول ولازمه:
أنْ لا يُبايَع أي حاكم مسلم يحصل في حكمه ظلم وجور واستئثار  ومُحرمات ومُنكرات.
وهذا باطل مُخالف للنصوص النَّبوية، ومذهب أهل السُّنة.
حيث يدلان على بقاء البيعة مع المعصية.

المُجيب:
عبد القادر الجنيد.

https://t.me/scienceetpratique