العلم والعمل-Science et pratique
4.54K subscribers
860 photos
64 videos
427 files
2.75K links
https://t.me/scienceetpratique

قناة تابعة لموقع scienceetpratique.com تهتم بنشر العلم النافع والسنة على منهج السلف الصالح. Canal lié au site scienceetpratique.com S'occupe de répandre la science et la sounna selon la voie des salafs.
Download Telegram
في استحالة تطبيق اللسانيات العصرية لتحليل النص القرآني بإطلاق
الحلقة الثالثة
تنبيه: هذا المقال ليس كتابة أكاديمية بالمعنى المعروف في أعراف البحث العلمي من حيث المنهجية وانتقاء المصطلحات، والعبارات، إلخ. وإنما هو مقال أولي لتعميم المعرفة (article de vulgarisation scientifique)؛ وسأتفرغ إلى تحريره أكاديميا لاحقا بإذن الله.
بسم الله والحمد لله، وبعد:
فبعد أن تطرقت في الحلقة الماضية إلى الفوارق الجوهرية بين كلام الله العزيز؛ الكامل من كل وجه؛ ولذا فهو معجِز؛ وبين كلام الإنسان الخطاء؛ الناقص؛ والكلام واحدة من خواص الإنسان وملكاته؛ يعبر عنه باللغة والكلِم و"بالنسبة لنا؛ فهي ]اللغة[ لا تختلط مع ملكة القدرة على الكلام (langage)؛ فما هي إلا جزء منه؛ وهو جزء هام؛ حقيقة؛ فهي في الوقت نفسه منتَج اجتماعي لملكة القدرة على الكلام ومجموعة من الاصطلاحات الضرورية، تبنتها الهيئة الاجتماعية للتمكن من تنشيط هذه الملكة عند الأفراد. (دي سوسير، درس اللسانيات العامة، 1995، ص: 25).
ولقد وضع الغرب علما للبحث في هذه الملكة وفي اللغة والتعمق في فهمها ودراسة وظائفها...؛ هو علم اللسانيات؛ الذي :"يُكلم الإنسان عن الإنسان: يبين له كيف بنى، وكيف أتقن (من خلال عدة عراقيل من كل جنس، ورغم تماطل لا بد منه، ورغم بعض التقهقر لوقت ما) أداة الحضارة الأكثر ضرورة ]يقصد اللغة[. وعلى الإنسان أيضا أن يقول ما هي الوسيلة التي تحفظ أو تتلف هذه الأداة؛ التي وُدعت لنا والتي نحن المسؤولون عنها. (ميشال بْرِيال، محاولة في علم المعاني، علم المفردات، 1897، صص: 2-3).
هذا، وقد بينت الدراسات الفلسفية للغة أن اللغة البشرية غير قادرة على استيعاب تسمية جميع الكائنات الموجودة في الكون؛ بل وهي عاجزة عن التعبير عن جميع ما يدور في خلد الإنسان من أفكار وهواجس وعواطف؛ فأنت ترى مشاعر مثل الخوف أو المحبة أو البغض مثلا؛ يعبر الإنسان عن كل واحد منها بلفظ أو لفظين؛ بينما أنها في حقيقتها وماهيتها وطبيعتها لها جوانب من الإحساس والشعور كثيرة لا تعبر عنها كلمة الخوف، ولا الحب ولا البغض، أضف إلى ذلك أن هذه العواطف نفسها تختلف من إنسان لآخر؛ ولكنهم يعبرون جميعا عنها بنفس الكلمات؛ فمادامت لغة الإنسان غير ملمة بالتعبير عن "ممتلكها الإنسان"؛ فكيف بعلم يدرسُها؛ وهو قاصر عنها وأضيق منها بمراحل؛ بل يستعمل هذه اللغة الناقصة لدراسة اللغة؛ فكيف له أن يتطرق لدرس كلام الله المُعجِز؟ !
وفي الحلقة الماضية أيضا؛ ذكرت قول الله عز وجل الكريم: (الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)؛ فأحببت أن أستأنف عليه كلامي؛ وهو أن في هذه الآية الكريمة؛ ذكر الله سبحانه أمرا غاية في الأهمية؛ وهو قوله (خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)؛ فجمع بين خلق الإنسان وتعليمه الكلام.
وهذا يدل على أن قضية اللغة واللسان والكلام أعمق بكثير من أن تخضع لدراسات معاصرة تنكر الغيب وتكفر بأن الإنسان خلقه الله؛ وهذا هو معتقد دي سوسير؛ وقدا أشرت إلى ذلك في الحلقة السابقة؛ ولهذا نجد شرخا عميقا بين آراء فلاسفة اللغة وعلماء اللسانيات التاريخية وعلماء اللسانيات التقابلية واللسانيات المقارنة حول مصدر أو أصل اللغة عند الإنسان؛ وذلك لأن هذه القضية؛ أصل اللسان واللغة؛ هي في الحقيقة فرع صغير من أصل كبير؛ هو خلق الإنسان؛ والذي هو بدوره هو فرع عن أصل أعظم منه؛ وهو خلق الكون؛ (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )، ولكن أتباع سوسير لا يؤمنون بهذه الحقائق المسطرة في جميع الكتب السماوية؛ فلذا تجدهم افترقوا طرائق قددا في هذه المسألة الخطيرة؛ ولن يجتمعوا على رأي أبدا ما داموا على نفس الطريق يسيرون.
قلت: فهنا يحق لكل باحث لبيب؛ له قلب يفقه به؛ ويؤمن بالآية السالفة الذكر؛ أن يتساءل مستنكرا: علم لساني معاصر هذه حاله وهذا حال واضعه، كيف له أن يدرس كلام من خلق الكون؟! وواضعه لا يؤمن أصلا بأن للكون خالقا!
ولكن ولله الحمد؛ علماء اللغة المسلمون يعلمون هذا جيدا؛ أعني بأنه لا يمكن فصل اللغة ودرس اللغة عن عقيدة خلق الكون والإنسان؛ ولذا تراهم ينادون بالكف عن العبث بكلام الله؛ بإخضاعه لهذه اللسانيات المادية التجريبية.
👍2
وسأبين الآن؛ إجمالا؛ ببعض الأمثلة استحالة دراسة القرآن بهذا العلم الدنيوي؛ وهو من علوم الآلة؛ لا شك؛ ولكن تسميته بذلك مع إضافة قيد: علم من علوم الآلة لدراسة اللغات البشرية. وسأقتصر على ثلاث أمثلة بتحليل معجمي لألفاظ قرآنية؛ يستند إلى علمي المعجمية والمعاني؛ عسى أن يتبين من خلاله المقصود لكل منصف، أما التفصيل فسيأتي في حلقة غير هذه بإذن الله، ودونكم التحليل:
1. فلنبدأ بلفظ الجلالة "الله"؛ الذي ورد في القرآن الكريم 2699 مرة وفي ثنايا 85 سورة؛ كفي مثل قوله سبحانه: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ ) ]البقرة: 255 [؛ فكيف نفهم هذا اللفظ الجليل إذا اتبعنا طريقة اللسانيات السوسيرية في تحليل الألفاظ وشرح المعاني؟ فهل نفهمه على عقيدة سوسير على أن اللغة هي عبارة عن منتَج اجتماعي وثقافي وأنها اصطلاح واتفاق وعقد بين أفراد المجموعة اللغوية...؟ فحينذاك لا بد إذن أن يختلف معناه من مجتمع إلى آخر ومن ثقافية لأخرى، وهل يصح مثلا أن نقول أن أفراد المجتمع اللغوي اتفقوا من - عندهم -، كما يقول سوسير؛ على تحديد معناه؟ أم أن الأمر غير ذلك كله؛ وهو أن معنى الله توقيفي؛ ولا يجوز تحويره وتغييره وتحيينه عن طريق ظاهرة التطور اللغوي؟ فالجواب يعرفه أبسط طلبة اللغة.
ويتضح المثال أكثر إذا ما رأينا كيف يسمى الله سبحانه في اللغات الأخرى؛ فهنالك يتضح التباين الموجود بين اللغات والثقافات؛ ففي الفرنسية مثلا؛ أطلقوا عليه اسم (Dieu)، وأراد بعض الكتاب والمترجمين العرب والعجم جعله مرادفا للفظ "الله"؛ وهدا خطأ شنيع؛ لأن (Dieu) المنبثق من الاستعمال اللغوي العرفي الفرنسي (وعلى أساس علم اللسانيات المعاصرة) يحمل معاني خطيرة؛ لو أطلقها عالم بها في حق الله سبحانه لوقع في قول عظيم. ومن أراد التأكد فليراجع قواميس اللغة الفرنسية.
هذا، وليعلم أن معنى لفظ الجلالة التوقيفي منبثق من معاني التوحيد والتعبد لله وحده، بينما لفظة (Dieu)؛ فهي نابعة من وثنيات الفلسفة الإغريقية وتحريفات الديانة النصرانية وتخريفات المفكرين الغربيين؛ فهم اصطلحوا على ذلك، ( وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)؛ "وليس الخبر كالعيان" حديث صحيح؛ أخرجه أحمد وصححه الألباني.
2. نأخذ اسما آخر؛ وهو أيضا من أعظم أسماء الله الحسنى؛ وهو الرحمن؛ قال الله عز وجل (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)؛ فهذه اللفظة العظيمة؛ استنكرها فطاحل لغة العرب؛ وهم كفار قريش؛ وما أدراك ما قريش؛ حيث لم يكونوا يعرفون معناها.
قال الإمام القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى : وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن أي لله تعالى . قالوا وما الرحمن على جهة الإنكار والتعجب ، أي ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، يعنون مسيلمة الكذاب . وزعم القاضي أبو بكر بن العربي أنهم إنما جهلوا الصفة لا الموصوف، واستدل على ذلك ، بقوله : وما الرحمن ولم يقولوا ومن الرحمن ". تفسيره.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: " (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ)؛ أي: وحده الذي أنعم عليكم بسائر النعم ودفع عنكم جميع النقم. { قَالُوا } جحدا وكفرا { وَمَا الرَّحْمَنُ } بزعمهم الفاسد أنهم لا يعرفون الرحمن، وجعلوا من جملة قوادحهم في الرسول أن قالوا: ينهانا عن اتخاذ آلهة مع الله وهو يدعو معه إلها آخر يقول: " يا رحمن " ونحو ذلك كما قال تعالى: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } فأسماؤه تعالى كثيرة لكثرة أوصافه وتعدد كماله، فكل واحد منها دل على صفة كمال." تفسيره.
فهل نقول كما تنص عليه اللسانيات وعلمي المعاجم والمعاني أن المعنى سيأخذ من "المدونة (corpus)؛ وهي من وضع الإنسان؛ يخزن فيها المعاني المنتجة من الاستعمالات اليومية للغة في مجموعة لغوية ما..." (عبد الرحمن عياد، علما المعاجم والمعاني. مقاربة دراسية لألفاظ الإسلام، باللغة الفرنسية، ص: 14)، أم أننا نتبع المعنى المنزل الذي أراده الله سبحانه وتعالى وبلغه عنه نبيه صلى الله عليه سلم؟
3. لفظة "آمين"؛ التي يقولها المسلم في كل صلاة بمعدل 17 مرة في اليوم؛ على أقل تقدير؛ فمعناها "اللهم استجب"؛ هكذا مع ذكر لفظ الله؛ فهي دعاء؛ وهذا ما دلت عليه السنة؛ بينما مقابلها في اللغة الفرنسية (amen !) هكذا وتليها علامة تعجب؛ فمعناه عند الفرنسيين هو: (d’accord, et, ainsi soit-il).
👍2
https://scienceetpratique.com/13455-2/
فقد شرحها معجم "كنز اللغة الفرنسية (TLF)" آخذا معناها من النصرانية هكذا:
RELIG. CHRÉT. Mot le plus fréquemment employé pour exprimer une adhésion ou un souhait à la fin d'une prière, et qui se traduit ordinairement par la formule française ainsi soit-il :
وقدم مرادفين لها؛ هما: (d’accord, et, ainsi soit-il).
قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله :" قول (آمين) بعد الفاتحة ليست من آيات القرآن، وليست من آيات الفاتحة، وإنما هي دعاء بمعنى: استجب يا ربنا، فـ (آمين) معناها: اللهم استجب، فهي سنة وليست واجبة بل سنة بعد الفاتحة يقولها القاري في الصلاة وغيرها، يقول: (آمين) إذا قرأ الفاتحة، يقولها الإمام.. يقولها المأموم.. يقولها المنفرد في الصلاة وخارجها، آمين، هذه السنة، ليست واجبة ولكنها مستحبة، وهي دعاء وليست آية من الفاتحة ولا من غيرها، وإنما هي دعاء. نعم." موقعه العامر رحمه الله: ((https://binbaz.org.sa/fatwas/5571/%D8%AD%D9%83%D9%85
فعلى إثر هذا التحليل وما أسعفته به من التدليل؛ يتبين للباحث الأريب صحة ما ذهبت إليه من استحالة توظيف اللسانيات المعاصرة لتحليل كلام الله عز وجل؛ القرآن العظيم.
وإن كانت هذه الدراسة التحليلية قد يُخيل إلى قاصر الفهم في فلسفة اللغة؛ ضيِّق العَطَن في علوم اللسان؛ ضحل التمييز في مقاربة الظواهر اللغوية ومقارنتها وسبر أغوارها؛ فيتوهم أن ذلك ضرب من السفسطة الكلامية أو التقعر في مقاربة معاني الألفاظ ومبانيها؛ إلا أن المتمرس في اللغويات يدرك؛ بعد هذا البيان؛ حجم الخطورة في إخضاع القرآن المجيد المعجِز إلى ناموس دي سوسيبر.
ولكن الحقيقة التي قد يجهلها البعض، ويقد يُغفلها البعض، أن دي سوسير نفسه بريء من أفاعيل أولئك الباحثين الذين عبثوا بآيات الله بتحليلها بعلم لساني لم يرج به مؤسسه تحليل الوحي، كما أسلفت الكلام عن ذلك في الحلقة الثانية.
فكان القصد من عملنا؛ انطلاقا من نيتنا في صيانة كلام الله عز وجل؛ هو بيان استحالة توظيف اللسانيات على تفسير القرآن الكريم؛ وبيان بطلان ذلك بالاعتماد على اللسانيات نفسها؛ على غير طريقة من بحث في هذا الموضوع من الكتاب والمفكرين الذين نظروا إلى هذه المسألة من الجانب الإديولوجي وما أفرزته أعمال رؤوس هذا المسلك اللغوي التحليلي على شاكلة محمد أركون، ومحمد شحرور ونصر حامد أبو زيد وأترابهم ومن دونهم؛ حيث كانت خاتمة أعمالهم؛ ولاسيما وأنهم قد نفقوا؛ التحريف لكلام الله سبحانه؛ وبما يحمل هذا اللفظ من معنى، وبقسميه المذكورين في الحلقة الثانية.
ولكن ثمة استثناء قد يلجأ إليه الدارس اللغوي للقرآن الكريم؛ التقي الحاذق؛ الذي لم تسعفه نفسه في كبح جماحها في التنقيب في كلام الله العربي المبين بأدوات لسانيات دي سوسير السويسري الفرنسي؛ وهو ما يتعلق بتحليل الخطابات والحوارات الواردة في القرآن؛ شريطة أن يجري العمل مجرى التفسير اللغوي بأصوله العلمية وشروطه المطروقة عند علماء السلف؛ قديما وحديثا؛ وجعل التحليل تابعا للتفاسير الموثوقة عند أهل الإسلام؛ فيحيط الباحث نفسه بها ويحمي نفسه بأزمتها، لئلا أن تزل قدمه من حيث لا يشعر؛ فيقول في كتاب الله بجهل وهوى. وقد أتطرق إلى بيان هذا الاستثناء مستقبلا إن شاء الله؛ لتعم الفائدة، بحول الله.
وكتب/ أخوكم: د. أبو فهيمة عبد الرحمن عياد
أستاذ محاضر في علوم اللسان.
ملحوظة: سأنشر النص مترجما/مكتوبا بالفرنسية حينما أفرغ منه بحول الله.
موقع العلم والعمل:
https://scienceetpratique.com/13455-2/
👍4
تقبل الله منك ومنكم وغفر لنا ولكم. عيدكم مبارك وسعيد. نسال الله سبحانه أن يعيد علينا رمضان في صحة وعافية.
👍8
ماذا دهاهن؟!
ما بال جواري هذا الزمن؟! تعمد إحداهن إلى تصوير نفسها من خدرها في عقر دارها في كامل زينتها؛ ثم تنشر ذلك على العالمين في الأنترنت ووسائل التواصل بحجة أنه يوم عيد!! وهذا لا شك أنه أحد أظهر صور انحطاط مجتمعاتنا العربية.
ولقد كانت الجواري أيام النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم يضربن الدف للنساء في بيوت مالكهن؛ تعبيرا عن الفرح والسعادة؛ بانقضاء موسم من مواسم الطاعات وتوفيق الله للمسلمين لقضائه فيما يرضيه؛ كما فعله بعض الجواري عند النبي ﷺ، وقال لما أنكر عليهن أبو بكر قال: دعهن فإن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا أهل الإسلام"؛ والحديث متفق عليه.
فعن عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه، دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تُدَفِّفَانِ، وتضربان، والنبي صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه، فقال: «دعهما يا أبا بكر؛ فإنها أيام عيد»، وتلك الأيام أيام منى، وقالت عائشة: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «دعهم أَمْنًا بني أَرْفِدَة». حديث رواه البخاري ومسلم. وتأمل قولها رضي الله عنها :" والنبي صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ بثوبه (أي ساترا لنفسه)... رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة..."
أما في زمننا؛ وما أدراك ما زمننا؛ فقد انتقل التعبير – عند البعض – عن السعادة والفرح بأيام الله إلى التعبير عن المفاتن والعياذ بالله.
وليَعلم من أراد أن يعلم، أن الشرائع كلها جاءت بحفظ الحياء في الرجل والمرأة على السواء؛ ولقد أكدته شريعة الإسلام العظيمة السمحاء؛ فجعلت الجياء خلقا لها؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وإنَّ خُلُقَ الإسلامِ الحياء." صحيح ابن ماجه للألباني، ويتأكد ذلك على النساء.
فالحياء زينة المرأة وعنوان كبريائها، وعزتها، وهيبتها؛ ويقل ذلك في النساء وينقص كلما نقص فيهن خلق الحياء؛ وإذا ما شردت المرأة عن حيائها؛ استشرفها شيطان الإنس والجن من كل مكان؛ فتضحى يعد ذلك آلة للفتنة؛ بعدما كانت بَنَّاءةً للأجيال صانعةً للأمم.
ولقد خلد الله عز وجل صورا عجيبة (ليست كصور بنات عصرنا؛ فشتان بين الصورة والصورة!) من حياء بعض عاقلات الأمم وتقيات نساء بني آدم؛ فانظر مثلا صفة بنات شعيب في قصة موسى عيه السلام؛ حيث ذكر الله سبحانه تلك الحيثيات الدقيقة التي فيها ألف وألف درس تربوي وأخلاقي وتقويمي لسلوكياتنا؛ فقال تعالى :( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
فسرح ناظريك واملأ سمعيك يا من جعل الله له قلب يفقه به؛ فنجاه بذلك من طبائع أهل النفاق الذين قال الله فيهم (لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا)؛ فتأمل تلك المعاني المُعجِزة؛ يفتح الله عليك من بركات القرآن العظيم في الأدب، والخلق، والفهم، والذكاء، والزكاء؛ ما لن تجد مثله في كتب الفلاسفة والحكماء، ولا على مقاعد مدرجات الجامعات... لن تجد ذلك إلا في كتاب الله العزيز الحكيم وسنة رسوله العظيم.
واقرأ أيضا قول الملكة العاقلة؛ صاحبة الثوب الطويل؛ التي شهدت لها أحداث قصتها في القرآن عن قوة عقلها وتمام رزانتها؛ إنها ملكة سبأ، وما أدراك ما سبأ.
فأخبرنا القرآن العظيم عن بعض تفاصيل ورودها على النبي العظيم سليمان، وما أدراك ما سليمان؛ عليه السلام؛ حيث قال الله سبحانه : (فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44))؛ فكشفت عن ساقيها؛ ولا يُكشف إلا عن مستور؛ ولا يُستر إلا الغالي والنفيس...؛ فتأمل.
👍71
فما بال بعض نسائنا؟ وماذا دهاهن؟ وأين هن تلك الخالدات وأين هن منهن؟!
وكذلك الأمر في سنة وسيرة نبينا الشريفة العطرة؛ سيد البشر؛ صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين وسلم؛ فسرِّح ناظرك في ربوعها أيها المؤمن؛ يامن ألهمه الله الذكاء وحاطه لك بسياج التقوى والزكاء؛ فغدوت عنوانا للخير في أمتك وباعثا فيها النفع والنماء؛ تأمل في قصة أمنا أم المؤمنين؛ الصديقة بنت الصديق الأكبر أبي بكر: عائشة رضي الله عن أبيها وعنها وأرضاهما.
فعن السيدة عائشة رضي الله عنها؛ قالت: " كنتُ أدخلُ بيتيَ الَّذي فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وإنِّي واضعٌ ثوبي وأقولُ: إنَّما هوَ زَوجي وأبي فلمَّا دُفنَ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنْهُ معَهم فواللَّهِ ما دخلتُهُ إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمرَ." رواه أحمد وغيره، وقال العلامة الألباني رحمه الله: ورجاله رجال الصحيح؛ فالتدبر؛ والصمت والاطراق عند قراءة هذا الأثر يغنيك عن كل تعليق؛ والله المستعان وعليه التكلان.
فالله الله في نسائكم معاشر أهل الإسلام، والله الله في أنفسكن معاشر نساء الإسلام؛ والله وحده الموفق لكل خير والمعين عليه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تنبيه: محتوى هذا النص مستل من مقدمتي وتعليقاتي على رسالة الحجاب، لما كنت طالبا في علوم اللسان في جامعة السوربون وطالبا في معهد الغزالي لتخريج الأئمة؛ بباريس؛ عام 2006؛ والرسالة نشرت سنة 2007، وقدم لها آنذاك أحد مشايخ الجزائر.
وكتب/ أخوكم: د. أبو فهيمة عبد الرحمن عياد
أستاذ محاضر في علوم اللسان
موقع العلم والعمل
https://scienceetpratique.com/13469-2/
👍6🎉1
« Bien des gens croient pouvoir parler de langues sans avoir appris la linguistique. On souhaite que ce recueil leur fasse entrevoir l'extrême complication des faits et leur régularité, mais aussi la multiplicité des influences qui agissent sur les langues. » Antoine Meillet, Linguistique historique et linguistique générale, « Avertissement », 1921.
Que penser de ceux qui non parlent des langues mais les manient et les explorent par le biais de la traduction…
En lisant les propos de ce grand linguiste français, une pensée m’est venue à l’esprit. Combien de jeunes gens s’autorisent à traduire, malgré les complications tridimensionnelles inhérentes à la traduction islamique (relevant de l’arabe, du français et du langage islamique), alors qu’ils ne se sont point fatigués à suivre aucune étude en linguistique ou en traduction, et ni encore moins en langue-s !
On trouve ordinairement des médecins, des informaticiens, des juristes et des journalistes… traduire dans l’islam…
Les dégâts commis dans leurs « productions » ne sont en fait pas aléatoires ou hasardeux.
Une personne qui craint Allâh, sait que chaque mot traduit lui vaudra des comptes à rendre auprès d’Allâh. « Il ne prononce pas une parole sans avoir auprès de lui un observateur prêt à l’inscrire. » (Qâf, v. 18. Trad. Hamidullah). Que dire alors de textes entiers que l’on écrit ? Et que dire d’écrire, ou de traduire, sans ne se soucier de l’exactitude redevable à rendre ? Et que dire d’écrire et de traduire sans n’être apte à le faire ? Et que dire des traducteurs plumitifs qui vivent de leurs traductions à tout-va ?
L’islam et ses sciences ont-ils peu de valeur au point de s’en proclamer traducteur à tout vent ?!
Pire, certains néophytes autant dans la pratique religieuse que traductionnelle, dépassent le stade de traduire de loin… Ils se permettent de se mettre dans la peau d’experts critiques, mais non pour expertiser, mais pour écrivailler des « réfutations » contre les travaux des experts ! On est décidément à une époque où le chamboulement des notions et des valeurs fait rage ; époque où la bêtise fait florès !
Qu’Allâh fasse miséricorde à nos pieux prédécesseurs, hommes de science et de pratique ; ils avaient pour devise dans la vie : « Qu’Allâh fasse miséricorde à un homme ayant su sa propre valeur ! » (On dit que ‘Oumar Ibn ‘Abd El ‘Azîz est l’auteur de cette parole).
Dr Abderrahmane AYAD.
MCA en sciences du langage
Publié sur : https://scienceetpratique.com/11815-2/
https://t.me/Linguistiqueetislam
https://t.me/scienceetpratique
👍5
L'Imam Ibn Teymiyya, qu'Allâh lui fasse miséricorde, a dit:

« Les petits enfants seront récompensés pour les bonnes œuvres qu'ils accomplissent. Cela même si la plume demeure levée concernant leurs péchés.» (c.-à-d. qu'ils ne seront pas inscrits).

Compilation des fetwas, vol. 4, p. 278.

Sélection et traduction par: Dr Aboû Fahîma 'Abd Ar-Rahmên Ayad.

https://scienceetpratique.com/
https://t.me/vrestethadith
https://t.me/scienceetpratique
https://t.me/Linguistiqueetislam
👍111
Le cheikh de l'islam Ibn Teymiyya, qu'Allâh lui fasse miséricorde, a dit:
« Le Tewhîd est le secret du Qour'ên et le noyau de la foi. »
L'intercession et le moyen pour la réaliser, p. 309.
https://t.me/scienceetpratique
👍117
Dans une lettre qu’il a adressée à son ami, Sî ‘Atiyya, l’érudit Moubârak El Mîlî, écrit ceci.
…Votre lettre m’est bien parvenue. Et je suis très content, car les structures de ses phrases sont correctes et saines de toute erreur. J’ai ainsi loué et remercié Allâh pour le fait que l’arabe soit répandu parmi vous. En effet, la compréhension de la religion dépend de la maîtrise de cette langue. Et sans aucun doute, celui qui n’a pas acquis une grande part d’apprentissage de l’arabe, ne peut goûter à la douceur de la religion. Le niveau d’arabe de chaque personne détermine en fait son niveau de compréhension des fondements religieux qui nous sont transmis. Par ailleurs, fait partie des raisons pour lesquelles les savants ont donné la suprématie à l’Imam Mêlik sur l’Imam Aboû Hanîfa -qu’Allâh les agrée-, le fait que Mêlik en était plus connaisseur de la langue arabe et des us des Arabes. Alors, ne vous dégoûtez pas, qu’Allâh vous vient en aide, de lire les livres d’arabe et l’histoire des Arabes ; incitez vos frères à cela et apprenez aux gens de ce que Allâh vous a appris autant que l’apprentissage vous soit permis. Et Allâh aide certes le serviteur tant que celui-ci aide son frère. » (A. Ayad, Abd El Hamid Ibn Badis, un Imam de guidée, de science et de réforme 2017 : 15-16).
https://scienceetpratique.com/
https://t.me/vrestethadith
https://t.me/scienceetpratique
https://t.me/Linguistiqueetislam
👍9🎉2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فيسرني أن أضع بين أيديكم بعض محتوى مؤلفي الجديد؛ معجم اللسانيات وعلوم اللسان بالفرنسية (صورة)؛ والذي سيصدر خلال أيام بحول الله؛ وفيه:
-غلاف المعجم،
-نسخة بدياف من هذا المحتوى،
-قائمة المصطلحات المفسرة،
-المقدمة،
-المراجع الورقية،
-المراجع الإلكترونية.
بطاقة تقنية:
الحجم: 15x21
عدد الصفحات: 516 .
مكان الطبع والنسر: بجاية.
وبهذه المناسبة السارة بحمد الله؛ فأعلن لمن يرغب في اقتناء نسخة منه أن السعر هو 2200 د.ج. مع تكاليف التوصيل، ويستفيد طلابي بتخفيض 50 بالمائة؛ بينما يستفيد الطلبة عموما بتخفيض 30 بالمائة؛ فمن يهمه الأمر يتواصل معي على الخاص أو عبر الإيميل:
prof.ayadabderrahmane@gmail.com
ملاحظة:
هذا العرض صالح لغاية 30 أفريل.
الدفع يكون عند استلام الكتاب من وكالة التوصيل.
والله الموفق لكل خير والسلام عليكم.

C’est avec joie et plaisir que je vous présente un petit contenu de mon Dictionnaire de linguistique et des sciences du langage qui paraitra bientôt inchê’Allâh. Dans ce contenu sont exposés :
-La couverture du dictionnaire,
-Une version PDF de ce contenu,
-La liste des entrées,
-L’avant-propos,
-La bibliographie,
-La webographie.
Fiche technique :
Taille : 15x21
Nombre de pages : 516.
Lieu d'impression et d'édition : Béjaïa.
Et en cette heureuse occasion, j'annonce à ceux qui désirent acquérir un exemplaire que le prix est de 2200 DZD. Avec les frais de livraison.
Mes étudiants bénéficieront d'une remise de 50 pour cent, alors que le reste des étudiants bénéficieront d’une réduction de 30 pour cent.
Toute personne intéressée peut me contacter en privé ou par email :
prof.ayadabderrahmane@gmail.com
N.B. :
Cette offre est valable jusqu’au 30/04/2025.
Le règlement se fera dès réception.
👍6🎉2
العلم والعمل-Science et pratique pinned «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيسرني أن أضع بين أيديكم بعض محتوى مؤلفي الجديد؛ معجم اللسانيات وعلوم اللسان بالفرنسية (صورة)؛ والذي سيصدر خلال أيام بحول الله؛ وفيه: -غلاف المعجم، -نسخة بدياف من هذا المحتوى، -قائمة المصطلحات المفسرة، -المقدمة، -المراجع الورقية،…»
L'érudit Ibn Badis, qu'Allâh lui fasse miséricorde, a dit:

"Quant à ceux qui combattent la langue arabe, ils divisent en fait les gens et les perturbent; or, l'arabe se propagera certes par la force de la vérité et de la nature saine, à leur grand dépit!"

Ses oeuvres, p. 119.

Trad.: Aboû Fahîma.

https://scienceetpratique.com/
https://t.me/Linguistiqueetislam
https://t.me/scienceetpratique
4👍3
أثر الكلمة الطيبة على الفرد والمجتمع
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
فمن العبارات الجميلة السائرة في مجتمعنا المسلم؛ الباعثة على الثقة بالله سبحانه وتعالى والحاثة على التفاؤل؛ عبارة وجيزة، لطيفة، صادقة، وحكيمة؛ كان الشيوخ الحكماء يتناقلونها بينهم وكنا نسمعها ونحن أطفال؛ وهي قولهم: “الخير للقدام” أو “الخير جاي “…
ولقد “كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطِيَرة”، صححه الألباني، وكان يقول به؛ والفأل هو الكلمة الطيبة، كما ثبت في الصحيحين أن الصحابة سألوه “وما الفأل الحسن”؛ فقال “الكلمةُ الصَّالحةُ يَسمَعُها أحَدُكم”؛ وكان صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الحسنة ويخبر بأفضلها، ويتأوَّل الاسم الحسن على الخير، ويغير الاسم إذا كان معناه سيئا؛ فيقول مثلا “أحبُّ الأسماءِ إلى اللهِ: عبدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ، وأصدقُها حارثٌ وهمامُ” صححه الألباني”، وسأل مرة رجلا عن اسمه فقال “اسمي حَزَن”؛ أي من الحُزونة؛ وهي الصعوبة والعسر؛ فقال له صلوات ربي وسلامه عليه: “أنت سهل!” فقال الرجل: “لا أُغيّر اسمًا سمّانيه أبي.” قال أنس رضي الله عنه: “فما زالت فيهم الحُزونة بعد.” الحديث رواه البخاري؛ وأحب أسماء أخرى وتفاءل بها مثل سُليْم، وسهل، وعبد الله، وعبد الرحمن، وناجية، وكان خادمه، وبرة غيرها إلى جويرية؛ وهي زوجه جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها، غير اسمها لما كان يحمله من معنى التزكية للنفس، وغير أسماء أخرى كغاوية، وحرب، وغيرها؛ … كما ثبت ذلك كله في سيرته العطرة وفي سنته المطهرة؛ وكان يأمر بالتنفيس عن المريض؛ وهو بعث الأمل فيه؛ وفي صحته؛ وربط قلبه بربه؛ فيقوى توكله عليه سبحانه ويشتد عزمه على رجاء الشفاء…؛ وكان يباشر ذلك بنفسه؛ فإذا دخل على مريض قال له “لا بَأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ “ البخاري؛ وكان أيضا صلوات ربي وسلامه عليه يحب البشرى ويأمر بها ويباشرها بنفسه؛ فيقول “بشروا ولا تنفروا…”؛ وقال لكعب بن مالك لما نزل الوحي بتوبته وصاحبيه؛ وكان جالسا مع أصحابه بعد صلاة الفجر :” يا كعب بن مالك، أبشِر بخير يومٍ مرَّ عليك منذ ولدتك أمك!” فقال كعب:” أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟” فقال صلى الله عليه وسلم “ بل من عند الله!” روله البخاري… إلى غير ذلك مما ثبت في سنته صلى الله عليه وسلم.
فما أحرى بالناس اليوم نشر هذا الأسلوب في التعامل مع الحياة؛ ولاسيما مع تكاثر المحن وتكالب الأعداء على أمة الإسلام السمحاء…
ومع ذلك؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو سيد المبشرين بكل خير؛ الباعثين على حسن الظن بالله المُصبِّرين لأصحابه وأمته؛ فمع ذلك كله وغير ذلك؛ كان يعمل لتحقيق ذلك ويأمر أمته بالعمل؛ فإن نشر روح التفاؤل ورجاء الخير فيما هو قادم؛ لا بد أن يرافقه العمل والاجتهاد في أبواب الخير وما ينفع العامل به نفسه وينفع به إخوانه وأمته؛ وبذلك يصح الرجاء وينسجم حسن الظن بالعزم الحسن.
ولقد خلق الله العباد للعمل ولم يخلقهم للدعة وللكسل ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))؛ وقال عليه الصلاة والسلام “اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له” مسلم.
واعلم أخي الموفق؛ أن أعظم العمل ما جمع بين عبادة الله وحده ونفع خلق الله؛ والعبادة لا شك أنها عمل؛ بل العبادة هي التي تُصلح العمل وتُديمه (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ …))، فقال ومحياي ومماتي؛ وهي الفترة الزمنية من عمر الإنسان التي يقع فيها الجد والعمل.
وإذا ما نظر الإنسان إلى الحياة بهذه النظرة؛ ورأى وجوده فيها من هذه الرؤية؛ لم تغيره تقلبات الدهر ولا انقلابات البشر، واجتماع قوى الشر على أهل الخير؛ لأنه يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم؛ ويعمل به:” فكل الناسِ يغدو، فبائعٌ نفسَهُ فمعتقُها أو موبِقُها” صححه العلامة الألباني رحمه الله؛ قال العلامة العثيمين رحمه الله: “يعني كل الناس يغدون إلى الأعمال والغدو : هو الذهاب صباحاً؛ هذا الغدو؛ كل يبيع نفسه؛ ولكن منهم من يبيع نفسه ابتغاء مرضاة الله؛ فيُعتقها و منهم من يبيعها للشيطان؛ فيُوبقها، وهذا كقوله القرآن حجه لك أو عليك نعم.” شرحه على صحيح مسلم.
وكتب أخوكم/ د. أبو فهيمة عبد الرحمن عياد
أستاذ محاضر في علوم اللسان
أطروحة عن الألفاظ الإسلامية في اللغة الفرنسية
موقع العلم والعملScience et pratique/
نسخة بدياف:
https://scienceetpratique.com/13501-2/
👍7
Forwarded from Islam Authentique
Cheikh ‘Abd As-Salām Ibn Sālim Ibn Rajā' As-Suhaymy حفظه الله a dit :


« Il est meilleur pour toi que les gens te détestent tandis que tu leur exposes la vérité, ( plutôt ) qu’ils t’aiment tandis que tu leur embellis le faux. »

Extrait du compte (Twitter) du Cheikh le 16 Août 2024.

T.me/islamauthentique
👍10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فيسرني أن أضع بين أيديكم بعض محتوى مؤلفي الجديد؛ معجم اللسانيات وعلوم اللسان بالفرنسية (صورة)؛ والذي سيصدر خلال أيام بحول الله؛ وفيه:
-غلاف المعجم،
-نسخة بدياف من هذا المحتوى،
-قائمة المصطلحات المفسرة،
-المقدمة،
-المراجع الورقية،
-المراجع الإلكترونية.
بطاقة تقنية:
الحجم: 15x21
عدد الصفحات: 516 .
مكان الطبع والنشر: بجاية.
وبهذه المناسبة السارة بحمد الله؛ فأعلن لمن يرغب في اقتناء نسخة منه أن السعر هو 2200 د.ج. مع تكاليف التوصيل، ويستفيد طلابي بتخفيض 50 بالمائة؛ بينما يستفيد الطلبة عموما بتخفيض 30 بالمائة؛ فمن يهمه الأمر يتواصل معي على الخاص أو عبر الإيميل:
prof.ayadabderrahmane@gmail.com
ملاحظة:
هذا العرض صالح لغاية 30 أفريل.
الدفع يكون عند استلام الكتاب من وكالة التوصيل.
والله الموفق لكل خير والسلام عليكم.

C’est avec joie et plaisir que je vous présente un petit contenu de mon Dictionnaire de linguistique et des sciences du langage qui paraitra bientôt inchê’Allâh. Dans ce contenu sont exposés :
-La couverture du dictionnaire,
-Une version PDF de ce contenu,
-La liste des entrées,
-L’avant-propos,
-La bibliographie,
-La webographie.
Fiche technique :
Taille : 15x21
Nombre de pages : 516.
Lieu d'impression et d'édition : Béjaïa.
Et en cette heureuse occasion, j'annonce à ceux qui désirent acquérir un exemplaire que le prix est de 2200 DZD. Avec les frais de livraison.
Mes étudiants bénéficieront d'une remise de 50 pour cent, alors que le reste des étudiants bénéficieront d’une réduction de 30 pour cent.
Toute personne intéressée peut me contacter en privé ou par email :
prof.ayadabderrahmane@gmail.com
N.B. :
Cette offre est valable jusqu’au 30/04/2025.
Le règlement se fera dès réception.
👍6
Publié sur : https://scienceetpratique.com/13512-2/

PRESENTATION SUCCINCTE DE LA LINGUISTIQUE ET DES SCIENCES DU LANGAGE
DR ABDERRAHMANE AYAD
Maitre de conférences en sciences du langage
DICTIONNAIRE DE LINGUISTIQUE ET DES SCIENCES DU LANGAGE, A. AYAD, 2025 : 257-271 ; et 354-356.

La linguistique est l’étude scientifique du langage humain et des langues naturelles. C’est une étude objective, descriptive et explicative.
Ferdinand de Saussure, dans son manifeste CLG (Cours de linguistique générale 1995 : 20), assoit la matière de la linguistique en stipulant qu’elle est constituée d’abord par toutes les manifestations du langage humain, qu’il s’agisse des peuples sauvages ou des nations « civilisées », des époques archaïques, classiques ou de décadence, en tenant compte, dans chaque période, non seulement du langage* correct et du « beau langage », mais de toutes les formes d’expression. Ce n’est pas tout : le langage échappant le plus souvent à l’observation, le linguiste devra tenir compte des textes écrits, puisque seuls ils lui font connaître les idiomes* passés et distants.
Ainsi Saussure établit très clairement la distinction entre la matière de la linguistique et son objet. Celui-ci étant, tel que le soulignent Antoine Auchelin et Jacques Moeschler (Introduction à la linguistique contemporaine 2014 : 28), le sous-ensemble des manifestations du langage que le linguiste « construit » en adoptant tel ou tel point de vue, en choisissant de s’intéresser à tel ou tel autre aspect de la matière. Si la matière est donnée d’avance, l’objet, lui, résulte de décisions.
C’est une étude objective, par opposition à la grammaire normative, qui elle est foncièrement prescriptive. Elle est descriptive, car elle relève et explique les faits de langue dans toutes les diversités des pratiques langagières quotidiennes dans la diversité des situations* de communication*, sans s’intéresser à émettre des jugements de valeur ni prétendre à la correction des formes* que le grammairien juge incorrectes. Il y a justement ici une différence principale entre la linguistique et la grammaire.
La grammaire traditionnelle ignore des parties entières de la langue, telle que la formation des mots ; elle normative et croit devoir édicter des règles au lieu de constater des faits ; les vues d’ensemble lui font défaut ; souvent même elle ne sait pas distinguer le mot écrit du mot parlé, etc. (F. Saussure 1995 : 118).
La linguistique, contrairement à la grammaire, identifie les faits de langue et les explique scientifiquement, d’un point de vue empirique ; elle s’intéresse à ce qui se dit concrètement et non à ce qu’on doit dire correctement.
Dans ce sens, Dominique Maingueneau écrit :
La linguistique contemporaine ne s’est pas édifiée seulement contre la grammaire historique, en définissant véritablement l’étude du langage comme une science au sens moderne du terme, c'est-à-dire une démarche qui procède par hypothèse et vérification et qui élabore des modèles formels. Pour s’affirmer, la linguistique moderne a aussi dû se dégager d’un ensemble beaucoup plus ancien et beaucoup plus vaste et qui imprègne fortement les mentalités : la grammaire traditionnelle (…) La linguistique vise à décrire les faits de langue sans porter sur eux de jugement de valeur. Comme la biologie ou la psychologie, elle se veut une science empirique, dont les données sont constituées de ce qui se dit effectivement dans une communauté linguistique…
La linguistique est une discipline scientifique, car elle a reçu son statut de scientificité depuis la publication du Cours de Saussure en 1916 (Dubois 1994 : 285), et du fait de son paradigme de recherche qui est le même que celui des sciences expérimentales. Comme font les scientifiques dans ces dernières, en linguistique, le linguiste* ou le chercheur se base dans son étude des faits linguistiques sur l’observation, formule des hypothèses*, les soumet à l’analyse* et en aboutit aux résultats. Il passe enfin au dernier stade, qui est celui de la théorisation. Celle-ci implique bien entendu un processus bien déterminé et très rigoureux. C’est ainsi qu’elle est une science empirique.
La linguistique est avant toute chose une discip-line empirique : elle porte sur un objet — les langues et le langage — qui préexiste à son étude. Le langage ordinaire (on dit aussi les « langues naturelles » — le français, l’anglais, le lingala…) n’a nul besoin du linguiste pour être. Le premier objectif est ainsi de décrire ce que la réalité lui propose. Mais ce qu’il faut d’emblée comprendre, c’est que la langue (le français, l’anglais…) n’est pas directement observable. Ce que nous pouvons observer, ce sont des productions langagières, des phrases en français ou en anglais, et non le français ou l’anglais en soi, c'est-à-dire le système qui rend ces productions possibles. Empreintes dans le cerveau de ceux qui la parlent, une langue n’est accessible qu’à travers ses effets. Cela revient à dire que la langue en soi, inappropriée à l’observation directe, ne peut être que l’objet d’une construction théorique. La linguistique est forcément une science théorisante. (R. Martin, Comprendre la linguist-ique 2002 : 5-6).
La pensée linguistique existait depuis l'antiquité, telles que le montrent les réflexions de Platon (au 5ème S. avant l’ère commune) sur la nature de la langue, et même bien avant Platon, il y eut aussi (au 12ème S. avant J.) les préoccupations religieuses ayant la langue pour matière. C'était une très tradition très lointaine des grammairiens hindous, qui s’attelèrent à la description minutieuse de la langue sacrée de l’Inde ancienne : le sanskrit, et dont les Huit Livres de Panini en témoignent.
Du côté des Arabes également, d’innombrables travaux ont été réalisés depuis la fin du 7ème siècle avec notamment le lexicogra-phe et métricien El Khalîl Ibn Ahmed El Farâhîdi (718-791), qui confectionna le premier dictionnaire arabe dans l’histoire musulmane, et qu’il nomma Kitêb El ‘Eyn (Le livre source). Il a été publié en imprimerie à Bagdad en Irak entre 1980 et 1985 et comportait alors 8 volumes. El Khalîl est aussi connu pour être le premier savant à avoir initié la métrique arabe en tant que discipline auto-nome, qui traite des rythmes poétiques. Et avant El Khalîl Ibn Ahmed, il y eu un éminent savant, Aboû El Aswed Ad-Dou’èlî (603/688), père de la grammaire arabe et c’est à lui également que revient le mérite d’avoir introduit les voyelles ou diacritiques* sur les lettres arabes, afin de préserver une prononciation correcte des sons et des mots. Son œuvre s’inscrivant dans le domaine de la phonétique articula-toire* et de l’orthoépie* lui vaut en fait d’être le premier phonéticien arabe. D’autres grands noms de linguistes ayant servi la langue ont été aussi enregistrés par l’histoire, tels que Ibn Mêlik (711/795), El Kèssê’î (737/805), Sîbèwèyhi (765/796), El Moubèrrad (825/899), etc.