سًيًدِتّيً
2.83K subscribers
9.16K photos
440 videos
104 files
1.21K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
Audio
خطبتي الجمعة للشيخ الدكتور / سعود الشريم حفظه الله بالحرم المكي الشريف

-عبر وعظات رائعة تؤخذ من الجائحة
-بئس القوم لا يعرفون الله إلا في المساجد
-العبادة في رمضان خلال الجائحة
Forwarded from روائع أهل العلم (مهندس ذكاء اصطناعي)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from روائع أهل العلم (مهندس ذكاء اصطناعي)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM




قال سهل التستري -رحمه الله- :

مَا عُصِيَ اللهُ تعالى بمعصيةٍ أعظمَ من الجهلِ، ‏قيل: فهل تعرِفُ شيئًا أَشَدَّ من الجَهلِ؟
‏قال: نَعَم، الجهلُ بالجهلِ!؛ لأنَّ الجهلَ بالجهلِ يَسُدُّ بابَ التَّعَلُّمِ بالكُليَّة، فَمَن ظَنَّ بِنَفْسِهِ العِلْمَ كيف يَتَعلَّم؟.

📖 إحياء علوم الدين (٤٤٧/٤)




يقول ابن الجوزي -رحمه الله- :

مَن كانت فيه نجابةٌ، فإنه لا يُذِلُّ نفسَه، وأشدُّ ذل النفس بالمعاصي، فإنها تُهان يوم يُكرَم المتَّقون.

📖 إيقاظ الوسنان




الله يُحصي على العباد مثاقيل الذر وأكثرهم غافلون!،
فالله الله في الخلوات؛ فإنَّ علينا من الله عينًا ناظرة فلا نغتر بِحلمِه وكرمه.

📖 ابن الجوزي | صيد الخاطر
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙اللَّيلةُ الأولــى
- الله ..

الحَمدُ لله على انهمارِ الفَــرج ..
الحَمدُ لله على رمَضان ..
رمضـان إنّـا مُشتاقون ..
رمَضـان إنّـا مُـتعَـبُون !

إيــه كَـم في القلـب مِن وجعٍ عَـتيق ..
لاشَـي هنـا .. لاشـيء يا مولاي إلا رمضَـان ..
فخُذنا يا مولاي من حالِ الأسى ؛ واسقِنا الفضلَ عطاءً يا سميع !

يا خفـيّ الّلطف ..
انقُلنا من فقـرِ البُعد إلى غنـى الوصـل يَـا كَـريم !

يا أبنائي ..
مَن شغَل رمَضان بِعمارة الأوقاتِ واجتناب الغَفلات ؛ أخرَجه الله مِن مَضيق العُسر إلى فَضاء اليُسر ..
وتَدارَكته المَعونة بالمِنَح المَكنونة !

بهذه الكلمات ..
افتتَح الشَيخ مجلس رمضان !

كانت الغُيوم مبتلّة بأنفاسِ الملائكة ، وأصوات المآذن تفيضُ ؛ كأنّها موّال عِشق ..
والشيخ قامةٌ مِن نور ، فلمّا تكلّم أخَذ قلوبنا إليه :

يا أبنائي ..
كُل الأمنيات الصّائمة ؛ هذا أوانُ إفطارها ..
وكلّ المواعيد ؛ حانَ حانَ قطافها ..
هذه ليالٍ ؛ هي آمَـاد البَسط ..
وقَد حارَ العَطاء بِسرّها !

فقولوا :
الّلهمّ اجعلْ رمضان أوّله توبة وآخره غَيثا .. و أوّله سُؤالاً وآخره نَوالا !

يا أبنائي ..
رمَضان بالفَضل مَبدوءٌ ومُختَتم ..
في رمضان ؛ الخَواتيم مَجهولة ، وساحة الكَـرم وسيعة ، ولا قَيد في حَضرة الواهب إذ { يفعلُ اللهُ ما يَشاء } .. فاغنَم زمَانك ..
وقُـل : حيَّ على زمنٍ تكتملُ فيه الأمنيات !

ومن سَلِـم له رمضان ؛ سَلِـم له عامَـه كلّه ..
ومَن عَبد فيه ؛ أُيِّـد بالمَدد ..
فقُل :
ياربّ اجعل كُلي بكلّي معك !

هو الله ..
ما أقربنا إليه به ..
إذا وعَد وفّـى ..
وإذا أعطَى ؛ زادَ على مُنتهى الرّجا .. ولا يُبالي كمْ أعطى ، ولا لِمن أعطى !

وإنْ رُفعت حاجةٌ إلى غيره ؛ لا يرضى ..
وإنّما تَفقِد الأيدي صوتها ؛ إذا امتَدت فارغةً مِن يقينها ..
فَهُـزّ مقاليدَ العَرش بِـ : يَـا الله !

الله اسمٌ ..
مَن أخَذه بِشَرطه ؛ ناله !

يا أبنائي ..
إنّ للهُ عِبَادًا يُنْفِقُونَ مِن الأمَـل عَلَى قدر حُسْنِ الظَّنِّ بِهِ ؛ فَأُولَئِكَ أُولَئِكَ ..
أولئك مَن مُنِحوا !

فاخلَع ظُنونك ؛ إنّك بوادي الغِنى ..
ورَدّد :
وَسّـِع الّلهم لنا المَدى ، ولا تَدع لنا أمنيةً سجينة الشّفاه !

يَـا أبنائي ..
إنّ صوت الدُّعاء يَهزم الألم ..
يَهدم جِـدار المَنع ؛ وَيبسط لك ما ضاقت عنه الحِـيَل !

وكلّما غِبتَ في الدّعاء ؛ نبتتْ في الإجابة سُنبلة !

كُـل الهُموم لها رِتـاج ..
فإنْ كان الله ؛ كان لها انفراج .. فرَدِّد :
يَـا الله على الجِراح التي تنتحب !

وإذا رأيتَ الاتّجاهات كلّها غَـرق ؛ فلا يُرعبك الطّوفان ..
من كان مع الله ؛ رأيتَ الأمواج عنه تُقاتِل .. ومَهـر الحُـب ؛ أن تحيا لله في كلّ المراحل ..
أن يراكَ الله معنى التّنزيل ؛ وعمرك لله فرضٌ ونوافل !

أن يراكَ نخلة لله ؛ ما هزّها فِتن المَعاول ..
أن يراكَ غابةَ الزيتونِ ؛ ومِن زَيتك مِـيلاد المَشاعل !

أنْ تُنفق العُمر لله مِئذنةً ؛ ما مسّ صوتها عُقمٌ ، والصَدى لله في كل الأماكن ..
أن ترحل إلى الله أمّـة ؛ ويراكَ صِبغة الله ربّـانيّ الشَّمائل !

ومَن كَــان لله كما يُريد ..
كَــانَ الله له فوقَ ما يريد !

شُـدّ الخُطى بالله ؛ تمشي الأمّـة على إيقاعِ خُـطاك .. وقُـل لَـه :
كُـل الطُرق إليكَ ؛ ومُنتهاي بين يديك ..
أحبّـك يَا الله ؛ فارفعني إليك !

إن كنتَ لله ؛ فاضرب بعصَاك المُستحيل ، واسأل ما شِئت مِن قَـدر !

هو الله ..
له الغَيم ، وبيده يسقي جفاف الأحلام مَـا شاء من مَطر !

هو الله ..
يطوي الطَريق لأمنيةٍ بلا سِبب ولا سَــفَـر !

قال تلميذ :
يا سيّدي .. كَم دعوة لله طَـال وُقوفها ؟

قال الشيخ :
فتّش عمّا يَحجبها ؛ وافهَم عنّي ..
إنّ لِكُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُ ، وَأَوَّلُ الْخَيْرِ الِاسْتِغْفَارُ ، ومن أدام الاستغفار فُتحت له المَغاليق .. ومَن تمسّك بالمفتاح لابُد أنْ يُفتح !

يَـا بُـني ..
مَن طَـلب الأنوار ؛ فَليخلَص مِن الأكدار ..
فاستَغفر إثماً ما زال مُستترا ..
استَغفر إثماً به النِّعم تَحتضر !

يَـا بُني ..
ما بين { اسجُدوا لآدم } وبين { اهبِطوا منها } ؛ كانت مَعصية !

كانَ آدَم يَـرفل في حُللٍ وإستبرق ، فلمّا عصَى ؛ صارَ يخصِف على عَورته الوَرق !

إنّ الذّنوب تورِث الهُموم .. فَقل :
ياربّ إنَّـا تائِهون فاهْدِ الخُطى طُرقاتها ..
ورُدّ على السَّـواقي ماءَها ؛ فقد تصدّعت الجِـرار مِن جَفافها !

ياربّ ..
وخَيل الشّهوة عاديَةٌ ؛ فاكبَح الّلهمّ جِماحَها ..
وإن راودَتنا فِتنةُ الهَوى ؛ فلا تَدعنا لإثمها !

قال التلميذ :
الّلهمّ إنَّـا نبتدأ رمَضان بالاستغفار !

قال الشيخ :
بناء السُّـدود ؛ أولَـى مِن مُدافعة السُّـيول ..
فاجعَل رمضانك كلّه في سِياج دينك ؛ تَثبيتاً و تَرميماً و دعـاء !

يا بُـنيّ ..
إنّما يتسوّر الشّيطان سدّاً ناقِصا ..
سَيِّـج الحِصن ؛ لا يبلُغك الُّلصوص !

تهدّج صَوت تلميذ وهو يقول
:
ياربّ رمضان .. ما تبقّى لي لديك ؟!
ياربّ هذا القلب بالهَم مَركوم !

قال الشيخ :
يا بُـنيّ ..
خَـفّ مَحملنا ؛ إن كان بالله هذا الحمل مَشدود ..
الناس في وهْـن الخُيوط ؛ وأنت بحبل الوصْل مَسنود !

يا بُـنيّ ..
وَضَعُ العارفون مَفَاتِيحَ الدُّنْيَا عَلَى الدُّنْيَا ؛ فَلَمْ تُفَتَحْ ، فَوَضَعُوا عَلَيْهَا مَفَاتِيحَ الْآخِرَةِ ؛ فَانْفَتَحَتْ !

أسرج الدعـَاء ؛ واشتعِل توسّلاً بالأسماء .. فإنّ حاجَـاتك آنَ آنَ تَمامها !

وقُـل :
ياربّ بك لا بِنا بَـلِّغنا مقاصدنا !

قال تلميذ :
وحقّك يا الله إنّي قد نَويت ..
و(أخشَى أنْ أموتَ وما ارتويت) ..
تأخّرتُ ؛ وهل بعضُ البُعد يُقضى ؟!

تنهّـد الشيخ ثمّ قال :
مَن تمنَّ القُـرب ؛ لم يتأنَّ ..
سابق .. وقُل لله : لتَـرينّ ما أصنَع !

لئـن صَدَقت ..
فإنه سَيسقيك مِن سائِـغ البُشرى ؛ ما يَجري به الدَّمع على المَجرى !


🔹د.كِفَاح أَبو هَنّوْد 🔹
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙اللَّيلةُ الثانية
2- القُدُّوسُ

(مِن النّاس مَن يُساق ؛ ومنهم مَن يُهرول لله بالأشواق) ..
وكل عبور بدون الله شاق ..
ولكن عند الوصولِ تُنسى المشقة ..
و على قَدر القُرب ؛ يكون الوَهْب ..
وكُلّ تَعب في رمَضان ؛ له عِوض ..
نهرُ الريانِ بين يديكَ فلا تكن ذاك الذي ظمِئا !

كان النّاس جُلوسٌ ؛ كُـلٌّ قَدْ ألقى سِتره على وَجعه .. فقال الشيخ :
كل المَضائق مَوصول بها الفَرج ؛ فإذا هَبّت ريحُ رمضان .. فقُل ؛ يا آخِـر الأحزان هذا أوانك !

ثَلاثون ليلة ؛ ( كضِمَادة ضمّت إلى جُرحها برأها ) ..
ثلاثون ليلةً ؛ اجتمعتْ فاتّسعتْ ..
وأبوابُ الله ؛ بِزِحام النّاس تتّسع ..
والمَواهب في خزائنه أوسَع ..

قال تلميذ :
ياربّ .. أشتاقُ يَـاء النِّـداء .. فَهبني يَـاءً بعدها القُرب !

قال الشيخ :
يابُـني .. طابت النفوس ؛ إذا اتّصلت بالقُدّوس ..
وإنْ نأت الروح ؛ خسِرت (واو) المعيّة ..
وكمْ مِن عَطاء تعثّر في معصية !

سبحانه هو السَّـلام القُدّوس .. المنزه
فنَـزّهه عن تُهمة الشّك .. و رتِّـلها إذا قَدَرٌ زَلزلك !

سُـبّـوح قُدّوس ..
نَـزّه الله عن سوء الظنِ ، فَربما دَفَع البَـلاء بالبلاء كيْ يُنقذك ..

سُـبّوح قُدّوس ..
وفي عتمة الجُـبّ ثبّتْ خُطاك ؛ فهذا البلاء كَي يَصقلك !
ورُبَّ أمرٍ تكرهه ؛ فيهِ نجاتك ..
وَرُبَّ أمرٍ تؤثرهُ ؛ فيهِ هلاكك !

هو القُدّوس ..
فنزهه عن الشّك ؛ واخَلع على العتبات ظنّك ..
وَقُـل ؛ أدرِكنا بالُّلطف إذا نزل القضا ..
أسدِل علينا العَطا ، وداوِ قلباً ظنُّـه بك { عسَـى } ..
{ عسَى الله أنْ يأتي بالفَتح } ؛ فيكشِف الكُرَب الثِّقال !

قال تلميذ :
يـاربّ .. شُـدّ قلبـي بالرّضى ؛ حتّى أنَـام مِـلء جُفوني مهما جَـرى ..
ارحَم عِباداً كلّهم ذا النُّـونِ !

قال الشيخ :
قُدّوس .. أتيناكَ على فَقرٍ ؛ فَعِدنا بقميصٍ و بِشارة ..
تنزّهْتَ عن النّقص .. لكنْ مَن تعثّر في الحُجُب وزَحمة الخَطايا وزحفتْ على قلبه آفات الذّنوب ؛ كيف يَفهم مُراده ؟

يابُـنيّ ..
هو القدوس الطاهر الطيب المبارك ..
ولا يَطأ العبد بِساط القُدّوس ؛ إلا بعمل تَقدَّس ..
كأنْ تمشي إليه بفقرك حاسِـرًا ؛ ومن الشّهوات حافيًا ..
كأنْ تُـنَـزِّه حَسنتكَ عن أعين الناس ؛ فَتبقيها خافية ..
كأنْ ترحَـل إليه بقلبٍ ؛ ما زال صَافيا ..
كأنْ تمشي في مَناكبها ؛ فلا تبلُغك الفتنة بعاصفة !

أولئك الهارِبون بدينهم من شاهِقٍ لشاهق ..
ولِربّهم قطَعوا العوائق ..
شَـدّوا النّطاق على القلوب ؛ وعُمرهم عُـمر المعارك !

ردد قُدّوس قُدّوس ..
احتَرِس بها من بريق البَريق ؛ إذا هَيّـأت لك الفتنة سُلَّـما !

قال التلميذ .:
يَـاربّ .. مُتعثّـر ؛ وأحبو لبابِك مُثقَـلا ..
رَبَّـاهُ ؛ لا تردّ الآتي بصِفْرِ اليَد !

قال الشيخ :
يا ولدي .. معيّة القُدّوس لا تُبلَغ ؛ إلا بتنزيه النُّفوس ..
ومَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الْعَافِيَةِ ؛ مَلَأَ الله حِضْنَهُ بالْعَافِيَةَ !
فإياك وآفات النوايا وأمراض الصدور ..
اترك خلفك ما يُفنيك ..
وبالإثم ؛ يَسكنك الخَراب ويَمحوك التُّـراب ..
الإثمُ لا يبقي لنا أثَـرا ..
طريق القدوس أوله التّقديس ؛ وآخره القَبول !

يابُـنيّ ..
مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ ؛ فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ ..
وحَسبكَ ؛ أنّ الطّهارة تطوي المَسافة إليه ..
فإذا دنَـا الفؤاد ؛ تبوّأ مِن الفَضل حيثُ يشَـاء !

هو القُدّوس ..
إذا قَبِلـك ؛ أحبّكَ واجتباكَ ؛ ثمّ حبّبهم إيّـاك !

قال تلميذ.:
يَـاربّ .. قادِمٌ مِن هناك قدْ ملَـلتُ البُعدا ..
وخَطوي يَـبعُد كلّما أوشَـك !
أوصلني إليك ..
هو القُدّوس الطاهر الطيب .. فدلنا ياشيخي كيف نصل إليه

قال الشيخ :
يابُـنيّ ..
( سَيئاتك في الخَلا ؛ تنسِف حسناتك في المَـلا ) .. فاحذر مابينك وبينه في الغيب !
وأخسُّ النّقص ؛ أنْ لا ينفي المَرء عن نفسه قَذى النقص ..
فكُن للفرائض حافِظاً ؛ وللمعَـاصي رافضا ..
وَإِذَا حَفِظْتَ لِسَانَكَ ؛ فَقَدْ حَفِظْتَ جَمِيعَ جَوَارِحِكَ !

يابُـنيّ ..
اذكُـر إذا تعثّر الناس بكلماتهم على الصّراط ، وأمسكتْ بأقدامهم الخلوات ، وعَوى ضجيج سَيئاتهم من هاوية النار ، وارتجت الآه من حَسيسها ، والتفَتَ القلبُ ؛ فلا عاصَم إلا الله ..
حينها تعلم ؛ مَرارَ أنْ تُنفق بَياض العُمر في سُـود اّلليالي ..
مرارة أن تضل الخطى معراجها للسماء ..
في الحَشر ؛ لَـن تخلَص النُّفوس إلا إذا استقرّ فيها اسم القُدّوس !
فقل .. أنت القدوس فطهر الصحائف والأحوال

قال تلميذ : كيفَ يستقر في القلب معنى القدوس ؟

قال الشيخ :
إذا سَكنت الخَشية في القَـلب ؛ وُهِبـت الجَوارح التوفيق ..
فاجعل التّقوى الأساس ، وراقِب الخَواطر والأنفاس ..
واجعل تقويم عُمرك ؛ ما نَفضّتَ مِن الغُبـار ..
وإن مَدّت الزّينة إليك شَهواتها ؛ فقُل { معـاذ الله إنّه ربّي أحسَن مَثواي } !
أنت القدوس الطاهر فطهر أعمارنا ..
يابُـنيّ ..
خالِف النّفس ؛ واحذَر من الشّيطان الَّلبس !

قال التلميذ :
وأُشْـهِـدُ اللهَ ما شَـقّ لي قميصُ تُـقى ..
وأنّي سَترتُ ضجيج الهَـوى ..
أنتَ المُطّـلِع على غَيبِ قلبي وما فيه استَـتر !

قال الشيخ :
مَن تطهّر من دسَائس النّفس ؛ أمِن مِن النَّكس ..
قُـل :
أعـوذُ بك مِن قَدم النُّكوص ..
أعـوذُ بالله من الفَقد في زمَن الوَجد ..
أعـوذُ بالله مِن حِرمان المِنَن في زمَن المَنح !

.. يابني
طَـهّر حَـرم قلبك ؛ فهو مَوطن نظَـر ربّك ..
اقرأ لوحَ قلبك ؛ يُنبيكَ بمـآل أمرك ..
والعَبد حيث وقفَ قلبه ؛ بلَـغ مَقرّه !

قال التلميذ :
سُبّـوح قُـدّوس ربُّ الملائكة والرُّوح .. باسمك الطاهر الطيب
ارزقنا طهارة الخطى وبياض الصحف .. !

قال الشيخ :
هيأ الله لك الإياب في رمضان ؛ فلا تخذل صحائفك .

يابني ..
ضاقَ الجَواب على السُّؤال إنْ قال الربُّ في الحساب ؛ يَـا عبدي طَـال الغيِـاب ولا إيَـاب !

🔹د.كِفَاح أَبو هَنّوْد 🔹




كم قد هتف بك عقد نقضته! كم قد صاح بك عهد أضعته!.

📖 صبا نجد | ابن الجوزي



قُم في الدجى على قدمِ الاعتذار؛ لعل نَفَسَ أسفٍ، ينسف ما قد سلف.

📖 صبا نجد | ابن الجوزي
‏✿



‏لا تيأس

يقول ابن الجوزي -رحمه الله- :

‏وكَمْ من مُتأخِّرٍ سَبقَ مُتقدِّماً..
‏فخَزائِنُ اللهِ مَملوءَةٌ، وعَطاؤُه لا يقِفُ على شَخصٍ.

📚صيد الخاطر (١٠٤)
‏قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالىٰ :

انتظار الفرج بالصبر عبادة ، فإن البلاء لا يدوم :

اصبر لكل مصيبة وتجلدِ ... واعلم بأن الضر غير مؤبدِ،

واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نُوَبٌ تنوب اليوم تكشف في غدِ

📙【 مجموع الرسائل (١٥٥/٣) 】
(1/2)

💠 السؤال:
ما الضرر في أن يحب الإنسان أحدًا من نفس جنسه، المرأة تحب المرأة والرجل يحب الرجل؟


💠 الجواب:

🔸أولًا:
إذا كان السائل يقصد بالحب الشذوذ فنقول له :

1️⃣ كتأصيل عام :
ينبغي على المسلم أن يعتقد أن شرع الله عز و جل هو المصلح للإنسان في كل زمان ومكان، وأن يتيقن أن الله تعالى لم يحرّم شيئًا إلا وفيه مفسدة، سواء أدركها بعقله أو لم يدركها .

فالله تعالى أنزل شريعته للناس كاملة بالغة الحكمة، حافظة للناس دينهم ودنياهم، معتنية أشد العناية بحفظ الضرورات الخمس للإنسان: (الدين والنفس والنسل والعقل والمال)، ترتقي بهم إلى الكمال الإنساني والسمو الروحي والأخلاقي، وهذا من كمال علم الله وحكمته ورحمته بالخلق، {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

والإيمان بهذا من مقتضى الإيمان بالله ربًّا وإلهًا واحدًا يتصف بالكمال المطلق وبأنه تعالى مستحق للانقياد والتسليم، ولا يصح أن يشك العبد في شيء من ذلك أو في حِكمة أي أمر من أوامر الله عز وجل؛ لأن صحة هذا الدين وأنه من عند الله العليم الحكيم ثبتت بالأدلة والبراهين القاطعة ، ويَحسن مراجعة هذه الإضاءة المنهجية لتأمل هذا الأمر .
https://t.me/amohawer/154

————————-


2️⃣ ومع أصل التسليم والثقة في أمر الله نجد أن ضرر الشذوذ ليس أمرًا خفيًّا، فهذه الجريمة من أعظم الجرائم الخلقية، لما فيها من الفساد الذي ينافي حكمة الله عز وجل في خلقه وأمره، ومن هذه المفاسد :

تفكُّك الأسرة وانحلالها .
فقد خلق الله عز وجل الذكر والأنثى وجعل بينهما اختلافا وتكاملا؛ ليؤدي كلٌ منهما دورا أساسيا لا يمكن أن تستقر الأسر وتَنشأ الأجيال السوية بدونه، فعلى سبيل المثال: الرجل مسؤول عن القوامة والنفقة والتربية النفسية والجسدية من جوانب، والأم تحمل وتنجب وتسهر وتقوم على رعاية أبنائها ورعاية شؤونهم وتغمرهم بعاطفتها وحنانها وتعتني بتربيتهم من جوانب، والشذوذ يفسد هذا الأمر، ويؤدي إلى اختلال التوازن في الأسر، وفقدان التكامل بين الرجل والمرأة.


تقليل النسل باكتفاء الذكور بالذكور والإناث بالإناث.


انتكاس الفطرة.
فالله عز وجل خلق الرجل ومَن عليه برحمة منه بخلق زوجته ليسكن إليها، وهذه فطرة الله عز وجل كما قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وهو خالقنا ومالكنا والمتصرف فينا جل جلاله، ومَنَّ يفعل غير هذا يكون انتكس ومال عن هذه الفطرة السوية، وهذا الانتكاس يُوجِد التنافر بين الخلقة الحسنة التي خلق الله عز وجل الناس عليها وبين واقعهم، وهذا الانتكاس يؤدي -كذلك- إلى شقاء الإنسان وإلى مفاسد كثيرة ستنشأ عند محاولته تغيير الفطرة التي فطره الله عز وجل عليها وجعله بها في أحسن تقويم، ولهذا كان نبي الله لوط عليه السلام يذكر قومه بهذه الفطرة . يقول تعالى على لسان نبيه عليه السلام: { أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}. ولهذا يستنكر الشذوذ وتأنف منه الفطرة السويّة والجبلّة المستقيمة والعقل السليم وجميع الشرائع .

وذكر كثير من العلماء أن الشذوذ يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض المستعصية.
https://2u.pw/UwXTy
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/65173/


والناظر في مفاسد هذه الفاحشة يرى أن ضررها قد مس الضرورات الخمس، فأدى إلى فساد الدين بالحياد عن الفطرة ومعصية الخالق وانهيار الأسرة، وأدى إلى فساد النسل والنفس.
💡ويمكن مراجعة هذا الرابط للاستزادة:
https://islamqa.info/ar/answers/10050


▪️ ولما كانت مفسدة اللواط من أعظم المفاسد كانت عقوبته في الدنيا والآخرة من أعظم العقوبات، فقوم لوط هم أول من سعى إلى تطبيع هذه الإباحية المخالفة للفطرة {ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}، وعاقبهم الله عز وجل بأشد العذاب {فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل}، وجعلهم وديارهم عبرة للمعتبرين.

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله فقال: "ملعون من عمل بعمل قوم لوط".

———————————



يتبع ⬇️
(2/2)

3️⃣ مع التنبيه على عدد من الأمور الهامة :

لا يشترط أن نذكر عددًا من الأضرار الصحية والأمراض لبيان حِكمة التحريم، وكأن الحُكم يجب أن يُبنى على هذا فقط دون اعتبار لوصف الله تعالى لهذا الفعل بأنه فاحشة وفسق وظلم وتعدٍّ وإسراف، ودون اعتبار للجوانب الأخرى التي تخل بالمصالح العظمى للتشريع، كاختلال نظام الأسرة الذي هو مصلحة عظمى، وكمخالفة قيمة الفطرة التي يصلح الإنسان بالمحافظة عليها ويفسد بفسادها.

💡 ويُرجى مراجعة هذه الإضاءة المنهجية لتأصيل هذه القضية:
https://t.me/amohawer/38



كذلك ما فصلنا في ذكره من مفاسد وأضرار هي حِكم اجتهادية ملتمسة من تحريم الشذوذ، وهذا يعني أن غياب بعضها لا يؤثر على الحُكم الشرعيّ من حيث التحريم؛ ذلك لأنها بُنيت على الأغلب، ولأنها اجتهادية وقد يوجد غيرها مما لا نعرفه أو استأثر الله عز وجل بعلمه إذ إن من المُحال أن يدرك المخلوق حِكمة الخالق عز وجل كاملة.
فبهذا سواء وُجدت هذه المفاسد أم احتيط في بعضها سيبقى الشذوذ محرما وكبيرة من الكبائر .

————————————————

🔸 ثانيًا:
أما إذا كان السائل يقصد بالحب التعلق المحرم الذي يختلف عن المحبة الفطرية العادية من الرجل للرجل ومن المرأة للمرأة :

فهذا وإن كان لا يترتب عليه عقوبة الشذوذ لكنه يُوقع صاحبه في الإثم إن لم يجاهده ويدفعه؛ لأنه سيكون ذريعة إلى جريمة الشذوذ، كما أنه نتيجة لإطلاق البصر والسمع والفكر في ما لا يباح.

- كما أن في هذا التعلق عذابًا شديدًا للقلب؛ لأن من المُحال أن يستمر هذا الحب ويُتوج بعلاقة شرعيّة كالزواج لما تحدثنا عنه من حرمة ومفاسد الشذوذ، فلن يستفيد صاحبه منه إلا عذابه وعدم تمتعه بما أحله الله عز وجل وإفساده عليه.

لهذا؛ يجب على مَن وقع في هذا البلاء أن يُجاهد نفسه ويعالج قلبه بكل السبل، ويحافظ على أفكاره وخواطره ويغلق على نفسه كل أبواب الفتنة؛ خشية الوقوع فيها وحفاظا على قلبه وسعادته وحرصا على الرجوع إلى فطرته، فإن مجرد ميل القلب لا يحاسب عليه الإنسان إذا دافعه وجاهد نفسه، لكن الاسترسال في الأفكار والخواطر هي التي تجر إلى الإثم.


ومن الأضرار والمفاسد التي قد تترتب على الغلو في هذا الحب والتعلق الشديد :

- أنه يشغل صاحبه -غالبا- بحب المحبوب وذكره عن حب الله وذكره؛ كونه حبًّا مُحرّمًا، وقد يُفسد الحواس معنويًّا وظاهريًّا.
"أما الفساد المعنوي فهو تابع لفساد القلب، فإن القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان فيرى القبيح حسنًا منه ومن معشوقه، فهو يعمي عين القلب عن رؤية مساوي المحبوب وعيوبه.
وأما فساده للحواس ظاهرًا فإنه يمرض البدن وينهكه وربما أدى إلى تلفه كما هو المعروف في أخبار من قتله العشق".


- كذلك يشغل صاحبه عن مصالح دينه ودنياه؛ لانشغاله بهذه الخواطر والأفكار المحرمة وعدم دفعها.
" أما مصالح الدين فإنها منوطة بلمّ شعث القلب وإقباله على الله، وعشق الصور أعظم شيء تشعيثًا وتشتيتًا له، وأما مصالح الدنيا فهي تابعة في الحقيقة لمصالح الدين، فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه فمصالح دنياه أضيع وأضيع".


📖 الاقتباسات من كتاب الداء والدواء لابن القيم .

والله أعلم .

——————————————

🔹 روابط مشاركة المنشور .

🔁 رابط تليجرام :
https://t.me/mohawerahkam/138
https://t.me/mohawerahkam/139

🌐 رابط ويب :
https://almohawer.com/mCk3l







#السؤال_21
#الشذوذ