سًيًدِتّيً
2.83K subscribers
9.16K photos
440 videos
104 files
1.21K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙اللَّيلةُ الثالثة
- القَيّوم ..

كان الشَّيخ يصلّي مُسبلاً قلبه ..
مُستسلماً للتلقّي .. وفي غمرة الاشتياق يرتجي المَددا !

فلمّا سلّم؛ قال :
اللهُمّ هبني اسمك الذي تُقضى به الحوائج ..
اسمكَ الذي يجدُ به الواجد فوقَ ما وجد .. ويجدُ به الفاقدُ كل ما فقد ..
قال التلميذ: إلهي كيف يصلك من يطلبك ؟
قال الشيخ: يابني صِلْ مـن يبقـى واهجـر مـن يَفنْـى، تَصفـو وتـرقى !
الصّـلاة هي مِعراجك .. (قَـلّ عَددها وكَـثُر مَددها .. تُخلّصك كي تُخصّصك) ..
فإذا سَجدْتَ على بِساط الفقر دنوتَ ؛ فَقُل :
يا مَن والَى علينا المِنن وغَمرنا بألطافِ المِنَح ؛ دبِّـر لنا فإنّـا لا نُحسن التّدبير !

قال التلميذ :
يامولاي .. يدي مَمدودةٌ ؛ فانشلني مِن كدرِ السفح للقمّة !

قال الشيخ :
يابُـنيّ .. إنْ أَفْرَدْتَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ ؛ أَفْرَدَكَ بِالْعِنَايَةِ ..
وإذا رعــاكَ ؛ سيّـرَك ! .. وحاشا لمن اتصل به أن ينقطع ..

هو الحي القَيّوم ..
يكفيكَ ما يَخفى عليك !

هو الحيّ القَيّـوم ..
فَمُـدّ بساط اليـاء حتى آخر الأُفق؛ وقُل :
أنت القَيّـوم ؛ اجْـلُ ظُلمة الغَسق !

هو القَيّـوم ..
إنْ عرفته سكَنتَ ؛ وإن جَهِلْـته جَـزعت ..
له التّمحيص بما يشَـاء ؛ والتّخصيص لِـمَـا يشَـاء ..
وأقداره تجري في أليقِ الأزمان لها ؛ فلا يَسرق نَبضك القلق !

يابني .. إنْ شيّـد لك الشيطان خَيمة الأحزان ، وكنت فراشةً في قَوس نـارٍ ؛ فاذكُـر نبيّك في ليلة بدر يَذوب نبضاً بعد نبضٍ في : يـا حيّ يـا قَيّـوم برحمتك أستغيث !

كَـان اللهج بالقَـيّوم فاتحـة الدُّعـاء ؛ فكَـان النّصـر : آمـِـينا !
فاجعل ليلتك ليلة بدر ..

قل .. يا قَيّـوم السَّموات والأرض ..
قوّم لنا الدّنيا ؛ وقوِّ لنا الدّين !

ياحـَيّ يا قَيّـوم ..
قوّم لنا الطُـرق ؛ حتى تدنو إلينا الأماني البعـيدة !

يَـا قَيّـوم ..
قوِّم لنا سُبل السعادة ..
مملوءةٌ أيامنا بالضّنَـك !

ياحيّ يا قَيّـوم ..
يا مَرفأ الروح ؛ هذا الحزن يُغرقني !

يا بُـنيّ ..
كُـل هـَمٍّ دفَعْته بالقيّـوم ؛ حَريّ ألّا يعود !

فيا مهمومًا بنفسه ..
لو ألقَيتها إليه ؛ لاسترحت ..
فقُـل ؛ ياحَـيّ يا قَـيّـوم لا تَكلني إلى نفسي !

سُبحَـانَــه ..
اختارك عبداً ؛ فاختَـره صَـاحِـباً ..
اسكُـن لما في يديه ؛ ولا تختر عليه !

افتَح بصيرتك على قيّوميّته ..
وافهَم ؛ إن أعبَـاء التّدبير لا تحملها إلا الرُّبوبية ، ولا تقوى عليها البشرية .. فقُل :

قال التلميذ ؛
( في الطُّرقات يا مَـولايَ فوضًـى ؛ وأنتَ ملاذنا في كل فَوضى ) ..
سُبحانك ؛ أسمِعتني ليلاً أريقُ مدامعي ..
أسمِعتني في ظُلمة الحزن ؛ وستَـائري مَرخيّة على جُرحي ..
أسمِعتني ؛ وأنا السَّـاكن على عتبة الوَعْـد ..
أسمِعتني ؛ ونحيبُ الروح يُثقلني !

قال الشيخ :
قد سَـمِع الله .. قد سَـمِع !

يابُنـيّ ..
أنت في جَـزع وشكوى ؛ وهو يدبّـر الأمر بمسالك لا تُـرى ..
إنْ وكَلته ما كان كَـدرًا ؛ صَـار صَفوًا !

فقل ..
يا حَـيّ يا قَيـّوم برحمتك أستغيث ..
إن استغثت بهذا الاسم جاءَك مَـدٌّ ليس له جَـزر ..
حتى تقول ؛ كادَ العمر أن يكون عبوساً لولا أن تداركه القيّوم بالفرج ..
فقل ؛ الّلهمّ تَداركني كما تدراكت صالحا في ثمود !

يا بُـنَـيّ ..
( العبدُ بين نفحةٍ ولَفحة ، ومِنحة ومِحنة ، وسَلبٍ وجَلب ، ونَصـرٍ و كَـسر ) !

سبحانه قال عن سليمان : { نِعم العبْدُ إنّه أوّاب } في مقام النعمة ..
وعن أيّوب { نِعْم العبدُ إنّه أوّاب } في مقامِ المِحنة !

هو القَيّـوم ..
يَغسلك بالبَـلاء ؛ ثمّ يهديكَ إليه ..
ابتلاكَ ليعرّفك عليه !

فَقُـل ..
يَـا حَـيّ يا قيّوم .. اختبارَك وِسْـعَ طاقتنا ..
لكنّنا نسألك العافية.

إنَّكَ سألتنا من أنفسنـــاَ مـا لا نملِكُ إلاَّ بك ..
اللهم فأعطِنـا من أنفُسنا ما يُرضيك عنَّــا !

هوَ هو ، و أنتَ أنت ..
قام بـه الوجود ؛ فكيفَ عليك لا يَجُـود ..
فاطمئـنّ إلى التّصريف ؛ وانشَغِل بالتّكليف !
و عَـظِّـم لله الحُرمة ، وانشَغِـل بالخدمة ؛ فهو القيّوم على أمرك !

قال تلميذ :
أشتهي لو أطمأن .. ياسيدي كيف أَثبُـتُ وأعاصير المُنى تجتاحني ؟
أشتهي أنْ آوي إلى فَـرج ، ويغتالُ يومي انتظار الغَـد ..
كأنّ ضِـرع المُنى قد جفّ أو يَـبس ..
ومالي إلا جذوة الهَمّ ..
ياربّ هذا الدمع يبتهلُ ..
فهبني إجابة تروي عَطش الحلم !

قال الشيخ :
تضلّـع مِـن ؛ يا حيّ يا قيّـوم ..
وقل توكْـأتُ مِن ضَعفي على قُوّتك ..
سبحانه .. من دخلَ عليه بالفقر ؛ وهَبه الغِـنى !

وإذا أردتَ المواهب أنْ تنهمرَ عليك ؛ فَصحِّـح الفَقر لديك ..
اخرج مِن الأنا والسَبب وقُـل ؛ ياحَـيّ يا قيّـوم دبّـر لي فإني لا أحسِن التّدبير !

فقُل :
اختَر لي فإنّـي لا أُحسِن الاختيار ..
والخير يا قلـب مايختاره الله ..
فإنْ تُهنا فلمْ ندرِ { أشَـرّ أريدَ بمن في الأرضِ أمْ أرادَ بهم ربهم رُشدا } ..
فاجعَل عاقبةَ أمرنا رَشَدا !
قال التلميذ :
شَتات قلبـي يُعذّبني .. كـأنّ نبضـي مَجبـولٌ على قَلـقِ ..
عَرجتُ فوق طِيني ؛ فَدلّـني كيف العبور إليك !

قال الشيخ :
ادخل بفقرك واخلع رداء الأنا .. فقدْ قيل .. إنْ جئتَ بلا أنَـا ؛ قَـبِلناك ..
وإن جئت بالأنَـا حَجبناك !

قال التلميذ :
أواه .. يالعلة قلبي .. نظرتُ إليَّ ؛ فبَعُدت المَسافات عَليَّـا !

قال الشيخ :
يابُنـيّ .. إِنْ صَححَّتْ النوايا ؛ صَافَوْكَ ..
وَإِنْ خَلَطْتَ ؛ خَلَّوْكَ ..
ولو صَـحّ الأصلُ ؛ لصَـحّ الفَـرع !

إنّ سبَب عَدم إقبالك ؛ عدم استعدادك ..
لذا .. لا يكن همّك كَـثرة الأعمال ؛ بل تَصحيحُ الأحوال !

صحّح إيمانك بالأسماء ؛ وفوّض الأمر إليه ..
صوتك المحزون عند ربك .. { وما كانَ ربّـك نَسِيّـا } ..

قال تلميذ :
قلبي أرَقٌ على أرَقُ ..
يا مُؤنِس الفُـقراء إنّ القمحَ يحترقُ ..
أعوذ بِلُـطفك أنْ أموتَ مُنتَظِـرا !

قال الشيخ :
حاشا للأيدي المَمدودة أنْ تظلّ فارِغـة !
لكنه القيوم وله التدبير كله ومواقيت الإجابة
سبحانه .. لو أُذِن لك أنْ تُدبّـر ؛ كـان يجبُ أن تَستحي مِن أنْ تُدبِّـر .. وكيفَ وقد أمرَكَ ألا تُـدبِّـر !

ومن تدبيره أوجاعك .. فلا تخش أوجاعَك ..
إن البِساط الذي لا تُوضَـع عليه الأثقَـال ؛ تَـأخُـذه الـرّيح بَغتة ..
فاحْـمَد اللهَ على أوجاعِـك .. فبها ثبَّـتَ بِساطـك !


🔹د.كِفَاح أَبو هَنّوْد 🔹
••|🔸



‏﴿قيل لَهَا ادخُلِي الصَّرحَ فَلَمّا رَأَتهُ حَسِبَتهُ
لُجَّةً وَكَشَفَت عن ساقَيها﴾.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

#المرأة مِن قديم الزمان شيمَتُها التَّسَتُّر
لأنَّ قوله:

﴿وَكَشَفَت عَن ساقَيها﴾

دليلٌ على أنَّ الأصل أنَّها مَستورة".

تفسير سورة النمل(ص/٢٤٨)


t.me/bahethat1 📖✍🏻
 
••|🌙





دور أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وبنات الرسول ﷺ في رواية الحديث:




لقد كان لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعًا دور كبير وفضل عظيم في تبليغ الدين ونشر سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نساء المسلمين. فقد كان بعض النساء - كما ذكرنا - يخجلن من سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمورهن الخاصة فيجدن ما يروي ظمأهن ويشفي غليلهن لأن الصلة بأمهات المؤمنين دائمة، فيتعلّمن منهن الأحكام وبالتالي ينقلن عنهن وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يتح لغيرهن نقله[1].
 
لذلك كان لأمهات المؤمنين دورهن في نقل الشريعة الإسلامية لرجال المسلمين ونسائهن، وقد تعلّمن من الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه والتشريع كما نقلن الحديث عنه صلى الله عليه وسلم.
 
هذا، وقد كان لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باع طويل في هذا المجال، فقد اشتهرت بعلمها الغزير وحرصها على فهم الأحكام. فقد روى عن ابن أبي مليكة أن (عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حوسب عُذب))، قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: } ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 8]؟ قالت: فقال: ((إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك))[2].
 
لذلك عرف المسلمون سمو مكانتها، وتعمّقها في أحكام الإسلام، فكانت محطّ أنظار طلاب العلم والمستفتين ومرجعهم في كثير من أمور دينهم. ومما لا شك فيه أن زواج الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي في سن التاسعة من العمر، وبقائها معه في بيت واحد تسع سنوات أخرى، أثره في التقاطها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وروايتها عنه صلى الله عليه وسلم مع ذكاء كبير وفهم عالي المستوى جعلها تحفظ ألفين ومائتين وعشرة أحاديث (2210) فكانت مرتبتها مع المكثرين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

#صحابيات_من_رواة_الحديث




t.me/bahethat1 📖✍🏻
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3
🌙اللَّيلةُ الرابعة
- القَابِضُ البَاسِطُ ..
مِن هَـاهُنا ابتدأَ المقام ..
هُنا البداية وهُنا الختام !

اسـمٌ ..
مَن عكف به في أسحارِ القُرب ؛ تعرّض لسَعة الوَهب !

القابضُ الباسِط ..
يَعبر بك مِن الضّيق ؛ فتّتسِع ..
ومِن الجَفاف ؛ فتُزهر !

يقبضُ بالعدل ، وَيبسُط بالفضل ..
يقبضُ حتى لا طاقة ؛ ويبسطُ حتى لا فاقَة ..
وإذا بسطَ ؛ كان أقلّ ما أعطى كثير ، ويخفّ ماكان مَحمله ثقيل ..
وترى العطايا بُكرة وأصيلا !

يُضنيك الدّمع ومـا طَواه ..
فإذا بسَط ؛ رتّلَـت الأسباب : آمِـينا !

يغشى الخُطى ارتباكها ..
فإذا بسَط ؛ استوت المراكب على الجوديّ !

تضيق ..
فإذا استعنت بالله ؛ فاض لك البسط !

لا تسأله بصوتٍ يائس .. قُل لـه :
يا من قال { وَيَقْدِرُ } .. اخرِجني مِن لاء العَدم إلى دَيمومة النّعم ..
وما كان بعيداً هناك ؛ اجعله هنا !

إذا بسطَ كفّه ؛ رأيت الفضل مُلقى على الفضل ، وصارت النِّقم أنعُما ..
حينها ؛ ما ماضَـرّ الحوائج لو نأت عنها الأسباب !

سُبحانه ..
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ..
إذا بسطَ ؛ أعطاك مُبتدرا قبل السؤال نوالَ مالم يخطُر في البال !

ابسُط لله كفّك ؛ فيَداه مبسوطتان .. وقُل :
يا باسِط اليدين بالعطايا ؛ ابسُط لنا طريق الفرج !

سبحانه ..
إن بسَط ؛ طوّع لك الأحلام ليناً وتمكينا ..
فقُل : يامَن { لك مقاليدُ السّماوات والأرض تبسُط الرِّزق لمن تشاء وَتقْدِر } ؛ ابسُط لنا من الرّزق ما توصلنا به إلى رحمتك !

سبحانه ..
إنْ قبض نعمةً ؛ كان أقربها منك أبعَدها ..
ولربّما تمشي أطولَ الطريق ؛ ولا تلقى العناوينَ ..
ولربّما جادَ السّحاب ؛ ثمّ رأيت أرضَك لا تورِق ..
ولربّما يمّمتَ ؛ فإذا المدائن منفًى من منافينا !

وإذا قبَض ؛ رأيت زورقك حائِـراً بلا مِـينا ..
حينها ؛ لك من الريح مجراها ولله مراسيها !

يابُنـيّ ..
نـارُ القبض حَـرّها ؛ حَـرٌّ يسرُج الوجعا !

قال تلميذ :
ياسيّدي .. ما حكمة القَبض ؟

قال الشيخ:
يابُـنيّ ..في قبضهِ حكمه ؛ وفي بَسطه رحمة ..
تنبسط المواهب لك ؛ فَتطغى .. فيطويها عنك بالقَبض ؛ حتى ترقى !

ربما أقبلتْ نعمة ؛ وبِدينك أدبرتْ .. فلا تسأله ماليس لك به عِلم !

فهو القابض الباسِط ..
وما يُعرَف البَسط ؛ إلا بِقَبض ..
وقد يسبقُ القبض ظُلمٌ مِن العبد ، إذ مَن أنكر ما يجد ؛ حُرِم بركة ما وجَـد .. فاشكُر ما بسط لك من نِعَم عسَاك لا تفقدها ..
وإذا انزاحَت الحُجب ؛ انصبّت عليك القُـرب !

يابّنـيّ ..
( إنّ الله يبسُط يده بالليل ليتوب مُسيء النّهار ، ويبسُط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) ..
و إذَا بَسَطَ الْجَلِيلُ في القيامة بِسَاطَ الْفضل ؛ دَخَلَت ذُنُوبُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي حَاشِيَةٍ مِنْ حَوَاشِيهِ .. فاستغفِر ؛ يُـبسَط لك !

قال التّلميذ :
الّلهمّ عَفوك .. الّلهمّ اجعلنا في كرامة { سبَقت لهم مِـنّا الحُسنى } ، ولا تجعلنا في خُذلان { غلبتْ علينا شَقوتنا } !

قال الشيخ :
إذا أردته ؛ أرادك ..
إذا اتّسعت النيّة ؛ انبسط المَدد ..
ومن في الطريق سلك ؛ فبالتأييد مَلك ..
ومن ثبـتَ ؛ اتَّســع !

هو الباسطُ ؛ لمن لم يَطفوا مع الزّبَـد .. لمن رَفعوا سبّـابة الثّبات للأبد .. لمن في أعالي النُّور مامسّ بصيرتهم رمَد !

يابُـنيّ ..
لايكن سَعيك في الّلواحق ؛ وقد كنت قادرًا أن تكون في السوابق !

قال التلميذ :
سَبقْنا القوم على خيلٍ دُهْـم !

فقال الشيخ :
إن كنتَ على طريقهم ؛ فما أسرع الَّلحاق بهم ..
وكم مِن عَرجاء سبقت !

ضعْ دَلوك بين الدِّلاء ؛ وقُـل :
ياواهب الفضل لولا العَون لم نَصِلِ ..
لا تحرمني فَيض عطائك ؛ { إنّما قولنا لشيء إذا أردنَـاه أن نقولَ له كُن فيكون } !

قال التلميذ :
آميــنَ آميــن ..
لا أرضَـى بواحدةٍ بَـل ؛ ألف آمـين في ألفَي آمـينا !

ياربّ ..
أمْـري في قبضة التّدبير تقبضه وتبسطه ..
لك التّصرف في الفعل و فاعله ..
أصلِحني ياشافي مِن العِلل !

قال الشيخ :
قُـل ؛ الّلهمّ عافية إلى الأبد مَع دَوام المَدد !

يابُـنيّ ..
اسأله مـاعنده بأسمائـه ..
عنده لا كيفَ ولا أنّى .. قُل لَـه :
لو لمْ تشَأ العطَاء ؛ ما أطلقتَ في لساني المَـقال ..
لو لم تُرِد لي القَبول ؛ ما علّـمتني السُـؤال !

يابُنَـيّ ..
أيامٌ تبدو مِثل القَبض ..
فإن استعنت بالله ؛ فاض لك البَـسط !

يقبض ويبسط في الأرزاق ؛ فقل :
يا باسط اليدين بالعطايا ؛ حبَسَتنا الهُموم ، فأطلِق أنت سَراحنا ، ولا تجعلْ لها عَلينا سَبيلا !

قال التلميذ :
ألوذ بك إنْ طالت عَتمة الإنتظار ، وارتهن القلب للحُـلم ، وظَـنّ أنّه صارَ نسيًا منسيًا في زحمة اليأس !

ألوذ بِـك ..
إذا استندَ الدّمع على الدّمع ، واتّـقد الدُّعـاء بأوجاعِ التّعب ، وصارَ آخِـر الحُـزن أوّله !

ألوذ بِـك وأرتِجيك ..
فهل لهذا الّليل مِن صُبح !

قال الشيخ :
لا تشيخ ُدعواتنا ..
لا تَبلى ولا تندثرُ ؛ وسُقياها الإلحَـاح !

سُبـحانه
باسِـطٌ يَده لك بالعَطايا ..
فإن قبض عنكَ ؛ جَزعت !

قال التلميذ :
بَـابُ الوصْـل عنّـي قَصِيّـا ..
وتأوُّه الصَّـبر المُقيّـد فِـيّ !

قال الشيخ ..
ردِّد ورائـي :
ياربّ جِئناك حُفاة القُـلوب ، جِـياع الفَـرج ..
حنانيكَ يكفينا ما مَـرّ بنا ..
جئتكُ طالباً ؛ فاجعلني واجِـداً !

هو الباسِـط ..
فإنْ أوجعَتك قُيود أُمنيةٍ ؛ قُـل :
يا باسِـط أنتَ لها ولكلّ قَيْـدٍ أنَّ مِن القَبضِ !

🔹د.كِفَاح أَبو هَنّوْد 🔹
-
"تَذكّر بأنّكَ حُرٌّ طَلِيق
‏وأنَّ مَداك فَسِيحٌ يَسَع
‏وأنك عبدٌ لربٍ رؤوف
‏يضمّد جرحَك مهما اتَّسع."!
رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

اللَّيلةُ الخامسة
- الخَالِقُ ..

سَخيّةٌ ليالي رمضان وفيها دَهشة الفرح ..
ليالٍ ؛ هي رغيفُ الجائعين ..
فليتَ زمانها لا ينتهي !
وما انفرط من زمانها ليس له عوض ..
تبذُر الملائكة هَمس الذِّكر في الجنة ؛ ويُرفع الكَلِـم لله ..
ويَجتبي الله قلباً في خِفّة الحُب يَعرُج !

أوَ تدري أنّ الصَومَ نوعان؛ صومٌ يَسقُط به الفَرض .. وصومٌ يَحصل به الفضل .. ومابينهما فوق الخيال
فإنْ مسّكَ الشّوق للفَضل ؛ فدونَك الصحُف فاملَأها ، ودونَك المَوازين فأثقِلها ..
و دونَك الليل ؛ فقد جعله الله بساط السائلين !

ولا تكن مغلولَ القُوى ؛ وعندك صَهوة المستحيل ..
توشّح بمكنونِ الأسماء الحُسنى ؛ فإنّها مِفتاحٌ ما ضاقت به الحِـيَل !

سبحانه هو الخالِق ..
نستدلُّ به عليه ..
فاضَ إناءُ الوجود بفطرةِ الشهود ؛ أنْ لا خالِقَ إلا الله ..
وكان الكون بذرةً عذراء ؛ فلَقَها باريها ، فلا تجعلها بلا خالِقها فكرةً عَرجاء !

سبحانه ..
اختارَك عبدًا ؛ فاقبَل اختياره

هو الخالِق مِن ضَباب العدم ؛ أبدَع للحُلم نهاره ..
ومِن عَتمة الفَناء ؛ شقَّ عن الكون سِتاره ..
شاء الوجودَ وشاءنا اختباره ..
فإن اشتَـدّ فيك القلق على أمرٍ قد انغلقَ ؛ فقُل :
أنت الخالقُ ربُّ الفَـلق !

سُـبحانــه ..
{ أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا } !

سُبحانَـه ..
هو المُنفرد بالخلق والتّصوير، وهو المُنفرد بالحُكم والتّدبير !

سُبحانَـه ..
للشَجرة هو ساقيها ..
سبحانه ؛ للخليقة هو باريها .. ويَكفيها أنّـه كافيها ومكافيها !

فلا تَجزع ..
أمَـا يكفيك أنّـه يكفيك !
وما كان مِن رزقك ؛ أتاكَ على ضعفِك ..
وما كانَ مَمنوعا عليكَ ؛ لن تملكه بقُوّتِك !

يابنـيّ ..
{ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } !

قال تلميذ :
خالقٌ وَوكـيل .. ما المعنى ؟

قال الشيخ :
له خيلُ المقادير ؛ متى ماشاء يربطها ومتى شاء يوريها ..
فارحَل إلى أقصَى اليقيـن !

يابُـنيّ ..
مَن شقّ عتمة الأسباب ؛ نوديَ مِن أقاصي النار { إنّي أنا الله } .. { خالقُ كُلِ شيء } ..
فآنِس مِن الله الإشارة ؛ وقُـل :
يا مَـن وهبْتَ الكونَ نبضه .. ما مُورقٌ إلا الذي منك ابتدا .. ما واصلٌ إلا الذي منك دَنا .. فاجعلْ بَـدئي أنت وأنت المُنتهى !

سبحانَــه ..
{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والأرضِ } ..
تداركْ يقينك ؛ واعرُج إلى قمّة الانعتاق !

أتدري مايحتاجُ قلبك ؟
أنْ ينبض باليقين ؛ أنّك بالله لن تخطئ المستحيل ..
وعلى جُرفِ هاويةٍ تفهم ؛ أنك المؤمن المُمتَحَـن ..
فلا ريحُ الشكِّ تَـهبُّ في قلبك ؛ ولا تُزلزلك الأسئلة !

أتدري ما يحتاج قلبكَ ؟
أن تؤمنَ أنه متى كان الإيجاد ؛ فعلىَ الله دوام الإمداد ..
متى كان الخَـلق ؛ فعليه سبحانه دوام الرزق !

أيُطالبك بحقِّه ؛ ويمنعك وجود رزقه ؟!
أيُبرزك لكونه ؛ ويَمعنك وجود عونه ؟!
أيُخرجك إلى الوجود ؛ ويَمنعك الجود ؟!

مابين المجـرّة والمجـرّة بيـن يديه ..
فاسأله ما يُعجزك ..
ثقْ بالخالق الرازق ؛ وخَـلِّ عنك الخلائق !

اسأله وقُـل :
بأمرك الذي أودعته في { كُــن } اقضِ حاجتي ..
أنت خالِقنا ولك أمرنا !

يابُنـيّ ..
مَن لم يسأل الخالق ؛ ابتلي بسؤال الخلْـق !

تنهّـد تلميذ قائلاً :
كأنّ أحلامي جُبلت على لاءٍ نافية !

قال الشيخ :
وضِّـئ قلبك بالثّقة ؛ يَقطُـر لك الغيم عافية ..
وتوشّح بالأسماء ؛ فإنها وربّي كافية !

اجعل ذِكـرك { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْر } ..
ولا تكن بيـن و بيـن ..
بل مُـدّ اليدين ؛ ولا تسأل كيفَ و أيـن !

وإنْ طُردتَ عن حِياض الماء .. وإن نبَذوك في العراء .. وشَاؤوكَ وراءَ الوراء ؛ { قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } ..
هوِّن عليك وكُـن بربّك ؛ وقُل { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } ..
يختار ممّن شدّ على الحقّ نواجذه وأغارَ على العَجَل رغم هطول الفتن !

يابُنـيّ .. { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ }
شاءَك الله انهيار المستحيل ؛ فلا تأتِه منكسر الصّليل ..
شاءك أبعد من حدود الطّيـن .. فإن أضعتَ الطريق إليه ؛ فقد أضعتَ الطريق إلى اختيارك ..
اترُك وراءك ما تُحيي به أثرك .. تدهش الملائكة من عبد ظل حياً حتى تكاد تقول .. قل لي بربك من كملك !!

اسمع لقول الصالحين .. أيها العَـبد ..
ما آمَن به من نازعه، ولا وَحَّدَه من دَبَّرَ معه ، ولا رضي به مَن شَكا ما أنزل به إلى غيره ، { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } ؛ وليس مع تقديره اختيار .. تخيَّره ولا تتخير عَلَيهَ .. ولربما اختار المَـرء هلاكه !

قال تلميذ :
سُبحانك سُبحانك ..
أنت الخالِـق ؛ وأنا العبدُ الآبِـق !

قال الشيخ :
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } .. فاستلِبْ زمانك ؛ فهو مَسلوب ..
وغالب الهوى ؛ ولا تكن
مغلوب ..
وحاسب نفسك ؛ فالعمر محسوب ..
وامحُ قبيحك ؛ ولا تلقَه مكتوب !

ما في المقابر مِن دَفِـين ؛ إلا وهو يئِـنُّ مِـن ( سَـوفِ ) !
يظلّ الشيطان يُدافعك عن الآخرة ، ويمنّيك بالغَـد !

يابنـيّ ..
إِنَّ مِنْ إِعْرَاضِ اللهِ عَنِ الْعَبْدِ ؛ أَنْ يَشْغَلَهُ بِمَا لَا يَنْفَعُهُ !

قال التلميذ :
اللهُـمّ عُمراً مليئاً بسنابل مَـلأى حَصادها لا ينتهي ..
اللهُـمّ وأجوراً تفيضُ بحقولها حتى يُقال ؛ هذا الفِردوس فاهنَـأ !

قال الشيخ :
قَضى اللهُ بالرَّحْمَة ؛ لِمَنِ اهْتَمَّ لِأَمْرهِ ..
فاجعَـل عُمرك أمْـرَه .. !
تضلع من زمزم الأجر .. واتمم له مكارم الحب !


🔹د.كِفَاح أَبو هَنّوْد 🔹
#نظائر

في أصعب اللحظات وأثقلها يريدك الله أن تكون جميلا..


🔸"فاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً" .


🔹"فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" .


🔸"فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً" .


🔹" وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً" .


يا للجمال !


🍀🌿🍃🍁🍂🌾🍀🌿🍃🍂🍁🌾

https://t.me/joinchat/AAAAAE9VIjET8HRWTfoPlg
قال الإمام #ابن_القيم رحمه الله تعالى :
.
" فإنه لا حزن مع #الله ابداً ... ".
.
[ #طريق_الهجرتين (420) ]
🔊قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله:

ينبغي على الأخت المؤمنة أن لا تصاحب كل النساء ، وإنما تصاحب من النساء اللاتي تعود من صحبتهن على إيمانها الخير والنفع والفائدة وتكون معهن تتفقّد الإيمان وتتدارس الخير وما ينفعها عند الله تبارك وتعالى ، ليس للمسلم أو المسلمة مخالطة كل أحد ، وإنما يخالَط من في مخالطته فائدة . -

📌 يقول الفضيل بن عياض رحمه الله :

"ليس للمؤمن أن يقعد مع كل من شاء"

ويقول سفيان:

" ليس أبلغ في فساد رجلٍ وصلاحه من صاحب " . - وكان يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " اعتبروا الناس بأخدانهم فإنّ المرء لا يخادن إلا من يعجبه" .

ويقول بعض السلف :

" ليس للمؤمن أن يمشي مع من شاء " .
الشاهد أنّ الأخت المؤمنة التي تحرص على إيمانها وقوته لا تصاحب كل النساء ، وإنما تصاحب مِن النساء مَن في صحبتهن خيرٌ وفائدة وطاعة وعبادة لله تبارك وتعالى .

[من محاضرة بعنوان : ظاهرة ضعف الإيمان]
رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

اللَّيلةُ السادسة
- النَّـافِـع الضّـار ..

ليالي رمَضان يَمانٌ ..
وفي عُمر الأبَـد ؛ يمتدّ زمانها .. إلى أعراس الجنّة !

فاقترِب ؛ تتّسِـع ..
مَن تقرّب إليه شِـبراً ؛ تقرّب إليه ذراعا ..
وما بيـنَ ما مِنكَ وما منه ؛ ما لا يُدركــه الخَيال !
والله بقولِه أصدق والقلبُ بوعده أوثق ..
فتودّد إليه ؛ يَفتح لك خزائن العَجائب ..
تَـودّد وقُـل :
يَـا الله .. أتيناك بالحُبِ ؛ فاطوِ عنّا البُعد !

هو الله النّـافِـع الضَّـار ..
طوبَـى لِمن تعرّفَ عليه بأسمائه ؛ وتعرّف عليه باختياراتِـه !

شَـاء تَـدبيره { فاقذِفيه في اليَمّ } ..
ولُطفه في { فَنجّيناك مِن الغَمّ } ..
وحِكمته في { وكَان وراءَهم مَلِك } ..
وفي بواطِن الضّيق ؛ يختبئُ الفَــرَج !
فلا تقل ليت .. ولا لو أني .. بل قل يامولاي أعطني مافات مني

سُـبحانـَـه ..
جعلَ المِحـَن حبَائل المَنح ..
ولربّما أتت الفَوائد من وجوه الشَّـدائِـد ..
والمَسار مِن وُجوه المَضار !

ولربّما كَمنت المِـنَن في المِحن ، والمِحَـن في المِـنَـن ..
وربّ خَيـرٍ مِن شَـرّ ؛ ونَفعٍ مِن ضَـرر ..
ولعلّه جعل حظّك في مَنعِك ..
وربّما قيّدك لِينقِذَك ..
ولربّما جعل في طَـيِّ حُزنك لحظةَ الجَذل ..
فَقُـل :

اللهُمّ أنتَ النافِـع الضّـار ..
إنّـا قِد عَجزنا عن دفعِ الضُّـر عن أنفسنا من حيثُ نعلمُ بما نَعلم ، فكيفَ لا نَعجز عن ذلك مِن حيثُ لا نعلمُ بما لا نَعلم !

هو النافع الضار .. وكم مَغبوطٍ في نعمة ؛ هي شقاؤه ..
ومرحومٍ في داءٍ ؛ هو شِفاؤُه !

يـابُـنيّ ..
تَرى الهُموم مقبلةً ؛ كأنّها أقسمَت ما فيها مُدبِـرة .. وحكمةُ الله تنكشف شيئاً بعد شَيء ..
ما كـَان منه كَـان ، ومالم يكُن لنْ يكون ..
فإن عرفتَ فاتبَع ، وان جَـهِلتَ فَسلِّمْ ..
فإنّ الاعتراض على تدبيره ؛ جنايــة !

قال تلميـذ :
أستَغفرُ اللهَ نِصفـي يقيـنٌ و نِصفـي شُكوك ..
واللهِ ؛ إنّ دَمعتي حَـيرى ، وَوجعي سابِغا ..
وكُـلّي قُصاصات حُـزنٍ مُبعثَـرة !

قال الشيخ :
أتَحمَد في النّـفع ؛ وَتقنطُ في الضُّـر ؟!
هو النّـافِـع الضَّـار ؛ فإيَّـاك أن تَعثر في بعضِ المَعنى !

يَـابُـنيّ ..
أوّل الأسمِ ؛ مثل الآخِـر ..
هو النّـافعُ إن قَـلّ المُناصِـر ..
وهو الضّـارُ لو شَـاء لكَ كُـلّ الخَسائِـر !

سُبحانَــه ..
شَـاء مِن أقدام إسماعيل قصّةَ هاجَـر ..
وما ساغ ماءٌ على ظَمأ إن شَـاءه اللهُ مِلحاً أُجــاجَ .. فَقُـل :

يَـاربّ ..
عَـبِّء قلبــي بالثَّــبات ..
سُـدّ ثَغرة يقينــي إذا قسَت الدّياجِــر !

سبحانه .. يقطعُ عنك الأسباب ؛ فيرفع صوتك إلى مقامِ المُضطَّـر .

هو النّـافِـع الضَّـار ..
خضعَ له الدّاء والدّواء ، وذلّت له الأسباب ..
إذا قال اللهُ للأسباب غِيضي ؛ فمن يملكُ أنْ يقول لها فيضـِي ؟
فإذا شـاء النفع انبلجَ فجـر الفَـرج ، وغيض الهَـمّ ، وانقضَـى الأمر ..
{ فَمن يملكُ لكم مِن اللهِ شيئاً إنْ أرادَ بكم ضـرّاً أو أرادَ بكم نَفعا } !

قُـل يَـاربّ ..
إنّ الطّريق للمُـنى إنْ لم تُسهّـله ؛ كَـؤُود ..
والدّربُ وَعِـرٌ ؛ إلا إذا يَسَّـرتَـه ..
والسُّـبل بَعيدة ؛ إلا إذا قرّبتها ..
سُـبحانَــه .. { إن يَمسَسكَ ٱللهُ بِضُرّ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَير فَلَا رَادَّ لِفَضله } !

يـا بُــنيّ ..
إذا يسّـر الله الأمـر ؛ أثمرت الأسباب !

قال التلميذ :
يا غيثَ عُـمري ؛ ارحَـم (شوقَ المآقِي لمشهدِ الفَـرَج) !

ينامُ الحُـزنُ في قلبــي ؛ وصَوتي فارغٌ مِـن يَقينه ..
والله كأنّـي أسألُ مُحالاً ؛ والمُحال بعيــد ..
وأراني مِن امتناعٍ لامتناع ..
وما أرى الآفاقَ إلا فراغًـا ؛ كأنّما خُلِق المَنعُ لي !

قال الشيخ :
تقولُ للّـيل ما أطولَـك ؛ وتنسَـى الذي بالنّعم دثّـرك !

يابُـنيّ ..
الله في عتمة الجُبّ وسّـع مُدخلَـك ..
والله في السّنين عِجاف ؛ أنبتَ لك سُنبُلَـك ..
أتؤمنُ به نافعاً ؛ وتأباه إنْ ضيّق المرحلة !

هو الله ..
في كُـل المواسِم أثقلَ الغَيم كيْ يَغسِلك ..
أو كلّما شَـدّ عليكَ ؛ أجفَلك ..
ثبّـتْ على سُـلّم الوصُول خُطاك ..
فهو مَن هَيَّـأ أقدارَك !

قال التلميذ :
إيِــه يـا قلـــبُ مـا أعجَلك !

قال الشيخ :
يـابنـيّ .. ما ينفكّ الشّيطان يتلمّس رُوحك ؛ عساه يَجد مَنفذاً !

يـا بُنـــيّ ..
بـلاءٍ يُنطقك بالدُّعاء ؛ ما هو إلا عطَـاء ..
إنْ مَـدَّ الّليل دُجَـاهُ فَـقُـل ؛ وعندَ الله المُتّسَع !

أنتَ النافِـع الضَّـار ؛ فَخلِّصنا مِن مضايق الدنيا وشدائد الآخــرة ..
والله .. إنْ أضيقَ الأمر إن فكّرتَ ؛ أوسَعه ..
فقُـل ؛ ياربّ اجعَل لي عَن كُـلّ هَـمٍّ تحويلا !

سبُحانَـك أنتَ النّـافِـع الضَّـار ..
تضيقُ الأسبابُ عنّـا ؛ ولا تضيقُ رحمتك عنّا !

قال التلميذ :
سبُـحانَـك ..
يَنهشني الحُـزن لو غابتْ عنّي أسماؤُك ..
يــا غايَـة السُّؤل والأمَــل ..
مِن اليأس يا مولاي فُـكّ أسْـري !
قال الشيخ :
لا تَقُـل عن كُـربة ؛ لعلّها .. بل قُـل يَحلّـها مَن كان يملكُ عُقدها .. واحفَظ عَـنّـي :

"كانوا يَستفتحون حَوائجَهم: اللهمّ بك أستنجحُ، وباسمك أستفتحُ، الّلهمّ ذَلّل لي صعوبته، وسهّل لي حُزونته، وارزقني مِن الخَير أكثر ممّا أرجو، واصرِف عنّي مِن الشّر أكثر ممّا أخَاف .. سُبحانك لاسهلَ إلا ماجعلته سَهلا ، وأنتَ تجعل الحُزن إذا شئتَ سَهلا " ! .. فالزم هذا الدعاء

يَـابُـنيّ ..
اجْتَهِدْ أَلَّا تُفَارِقَ بَابَ سَيِّدِكَ بِحَالٍ ؛ فَإِنَّهُ مَلْجَأُ الْكُلِّ ، فَإِنَّ مَنْ فَارَقَ تِلْكَ السُّدَّةَ لَا يَرَى بَعْدَهَا لِقَدَمَيْهِ قَرَارًا وَلَا مَقَامًا ..
إنّـه متى خَلّاك مِن توفيقه ؛ عثرتَ عثاراً بعد عثار، وأسرتَ إساراً بعد إسار !

قال التلميذ :
الّلهمّ أنتَ النّـافِـع الضَّـار .. ونحنُ المُتعَبون !
الّلهمّ أنتَ النّـافِـع الضَّـار .. جلّ البلاء فاجعل له أوسع الجلاء
الّلهمّ أنتَ النّـافِـع الضَّـار .. قد مسني الضرُ .. والقلبُ منكوبُ ..
أرجو حِماك .. ولم أرج يوماً واهباً إلاكَ !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد 🔹
‏قال الحسن_البصري -رحمه الله-:
" لا يزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه ".

ومعنى ذلك : أن يكون في قلبهِ ثمةَ نور؛ وهو الضمير الحي، فعندما يقع المرء في الزلل والخطأ والتقصير، يتحرك هذا الضمير بالتأنيب، حتى يعود صاحبه ويتوب .

وصية :
حافظ على هذا النور؛ بسؤال الله تعالى أن يجعلك من التوابين .
تفكَّر في نِعم الله عليك ☁️

قال أبو سليمان الداراني: «إني لأخرج من منزلي، فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله عليَّ فيه نعمة، أو لي فيه عبرة»..

اجعل هذا خلقًا لك، وعوِّد نفسك على التفكر في كل ما حولك، والاعتبار والنظر، وإعمال العقل، ولا تكن من الغافلين؛ فإذا جلستَ على الطعام، ففكر في وصوله إليك، فلربما وصل من وراء البحار ألوان الفواكه والثمار التي لا يعرفها أهل تلك البلاد لفقرهم وعجزهم عن تحصيلها، ومع من تجبى إليك حتى تكون بين يديك!
ثم انظر ما الذي يجب أن يكون لديك تجاه نعمة الله عليك؛ ألست ستحاسب عليها؟ وأن الذي أعطاكها وحرم الآخرين قادر على أن يرفعها عنك، ويجعلك تسمع بها ولا تراها؟ أليس في تعدُّدها ما يوجب عليك أنواع العبوديات لله؟

[ أعمال القلوب، خالد السبت (٢٣٤/١)]
ٰ
📩 #السؤال :

هل يجوز للنساء أن يتخذن لهن إمامة منهن تصلي بهن في رمضان وفي غيره؟

📋 #الجواب

نعم لا بأس بذلك ، وقد روي عن عائشة وأم سلمة وابن عباس : ما يدل على ذلك ، وإمامة النساء تقف #وسطهن ، #وتجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية ، والله ولي التوفيق.

مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز
📮 #السؤال :

إذا أدخلت المرأة أصبعها للاستنجاء في الفرج ، أو لإدخال مرهم أو قرص للعلاج ، أو بعد كشف أمراض النساء ، حيث تدخل الطبيبة يدها أو جهاز الكشف ، هل يجب على المرأة الغسل؟ وإن كان هذا في نهار رمضان هل تفـطر ويجب عليها القضاء؟

📝 #الجواب :

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد : إذا حصل ما ذكر فلا يجب غسل جنابة ، ولا يفسد به الصوم. وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

📚 اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 📚

المرأة المسلمة