الطريق إلى التوبة
6.05K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#بحوث_قرآنية
#يا_عبادي

بلهجة مملوءة باللطف والمحبة يفتح الباريء أبواب رحمته أمام الجميع ويصدر أوامر العفو عنهم، عندما يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

هذه الآية من أكثر آيات القرآن الكريم التي تعطي الأمل للمذنبين، فشموليتها وسعتها وصلت إلى درجة قال بشأنها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع): 《ما في القرآن آية أوسع من يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِم...》

والدليل على ذلك واضح من وجوه:

1 - التعبير بـ {يَا عِبَادِي} هي بداية لطف الباريء عزّوجلّ.
2 - التعبير بـ {أَسْرَفُوا} بدلا من (الظلم والذنب والجريمة) هو لطف آخر.

3 - التعبير بـ {عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ} يبيّن أنّ ذنوب الإنسان تعود كلّها عليه، وهذا التعبير هو علامة اُخرى من علامات محبّة الله لعباده، وهو يشبه خطاب الأب الحريص لولده، عندما يقول: لا تظلم نفسك أكثر من هذا!

4 - التعبير بـ {لَا تَقْنَطُوا} مع الأخذ بنظر الاعتبار أن "القنوط" يعني - في الأصل - اليأس من الخير، فإنّها لوحدها دليل على أن المذنبين يجب أن لا يقنطوا من اللطف الإلهي.

5 - عبارة {مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} التي وردت بعد عبارة {لَا تَقْنَطُوا} تأكيد آخر على هذا الخير والمحبّة.

6 - عندما نصل إلى عبارة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوب} التي بدأت بتأكيد، وكلمة "الذنوب" التي جمعت بالألف واللام تشمل كلّ الذنوب من دون أيّ استثناء، فإنّ الكلام يصل إلى أوجه، وعندها تتلاطم أمواج بحر الرحمة الالهية.

7 - إنّ ورود كلمة {جَمِيعًا} كتأكيد آخر للتأكيد السابق يوصل الإنسان إلى أقصى درجات الأمل.

8 و 9 - وصف الباريء عزّوجلّ بـ {الْغَفُورُ الرَّحِيم} في آخر الآية، وهما وصفان من أوصاف الله الباعثة على الأمل، فلا يبقى عند الإنسان أدنى شعور باليأس أو فقدان الأمل.
#يتبع