الطريق إلى التوبة
6.05K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#الجزء_السادس_والثلاثون

◀️ أجابت فاطمة : إن الامام المهدي لا يهدي الناس فقط، بل يحمل عنهم بعض أوجاعهم..
فلذلك على المهدوي أيضا أينما يَجد ألماً يقتلعه من صاحبه ويحمل قطعة منه ويغرس في قلبه أملاً..

❤️ان المهدوي ليس الأوسع فكراً وعقلاً، بل هو الأوسع قلباً لحمل هموم وجروح الآخرين، ولا الأسرع ركضاً لدعاء
الندبة فقط بل هو ايضاً الأسرع ركضاً نحو حوائج المهدويين..
المهدوي الأوسع والأسرع!

💞 ان مجرد الارتباط العقلي بالمهدي عج ليس كافياً، بل نحتاج الى الارتباط
العاطفي والقلبي،
الارتباط الذي يجعل احساسكِ بألم الاخرين كاحساسكِ بألمك ،
الناس تريد نوراً وتريد مواساة ايضاً

☝️🏻و انتبها! المنتَظر لا يمل ! كيف يَمل من الانتظار من يَرى من يَنتظره يسير معه، يعيش معه، يرافقه، يرفق به، يشاركهُ في انتظاره...
كيف يمل من الانتظار مَن يتيقن ان انتظاره يقربه من محبوبه اكثر ويجعل
منزلته في قلبه أكبر ؟
كيف يَمل من الانتظار من يرى أن انتظاره افضل العبادات و ألَذ المناجيات؟

المُنتَظِر يَرى انتظاره مسجداً يتعَبد فيه ، لا مَلل في قلب العاشق ابداً...

والحديث يَطول لكن الوقت تأخر فغداً يوم حافل ولو اسرعنا سَندخُل كربلاء..

😍 قالت رقية : حقاً الكلام جميل عن الارتباط وحب الامام الحُجة عج ،
زهراء أتسمَعين ربما سَنَصل لا أُصدق هل سأحط رَحلي وقَدمي على تُربتها.. يا الله
عَجّل في اللقاء..

📿 تركنَ المكان وخَلدنَ للنوم، أما رُقية فلَم تستطع، لقد فقدت تلك المسبحة الكربلائية ذات العمر الطويل والمواقف الكثيرة معها.. ابتاعتها والدتها من كربلاء وتركتها عند ام فاطمة واعطتها لرقية في سنّ التكليف لتُسبح بها وتَسبح في عشق ثراها كربلاء،
🙏🏻خرجت لنفس المكان من أجل البحث عنها تَمَلّك قلبها الخوف، فصوت الرياح عالٍ، نادت من اعماقها يا صاحِبَ الزَمان فَسَكن النَبض وعمّ الهدوء الروحي وشعور الاطمئنان النفسي..

⚡️مَشت قليلاً فأشعلت لها السماء قبساً من الضياء على هيئة برقٍ جميل فوجدت المسبحة، قبّلتها واخذت تَمسح بِها وجهها ثم عادت للداخل تُفكر فيما حدث، رغم انه شيء يسير لكن بالنسبة اليها كبير!

إنها المرة الأولى التي تناديه فيها بكل هذا الصدق.. وقد شعرت بوجوده و كنه ما بين النبض والقلب..

🌟 كل شيء هنا تحت رعايته، وهو حاضر مع كل شخص يناديه من أبسط الأمور لأكبرها..ومع الجهل بمقامه او معرفته..
كل ما في الأمر عليك ان تنادي بصدق!

🌥حان وقت أذان الفجر والفتيات في أتَم الاستعداد لأدائها لأن قبلها كان موعد لصلاة الليل المُستحبة التي مَهَّدَت للفَجر الواجبة..
بعد ذلك كان للعهد نصيب بصوت صاحبة مجلس الليلة السابقة مع ازكى دمعات انتظار ونُدبة.

🥀 كانت رقية خائفة من انتهاء الرحلة وسعيدة باقتراب الوصول..
إنهُ الوقوف بين نارين، الفُراق واللقاء، لكن مع الحسين لا تُفكر في فراق ما ان تصل الى قلبه سيحتضن روحك ولن يتركها مهما طَغت سيبعث لك آلاف الرسائل التي تُعيدُك ، عليك فقط ان تستوعب احداهُن لتُدرك عظمته عليه السلام..

وينفجر يَنبوع العشق ليُميت كل ما دون اللقاء، ويجعل الدنيا كظل زائل أو كضيف بات ليلًا فارتحل..
ووجود الحسين بقلبك هو كل معاني الحياة والسعادة...

#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
#الجزء_السابع_والثلاثون

👣بدأنَ بالمسير وتناولنَ الفطور في الطريق..
مضى الوقتُ سريعاً وحان وقت الظهر وصلاتها.. فجلسن في حسينية و أدينها..
بعد ذلك جلست ام فاطمة لتستريح واخذت تتحدث مع النسوة هناك في امور شتّى..

😔 في هذه الأثناء جلست فتاة شاحبة اللون ومَعالم الحزن والهَم بادية على تقاسيم وجهها قُرب الفتيات تسمع حديثهم، نادتها رقية للاقتراب فاستجابت وقالت :
هل ليّ أن اشكو اليكُنّ هَمي عَلهُ يَقِل ؟
🔹اجابتها زهراء : تفضلي نحن نسمعك،
قالت : انا حزينة و أمرّ بضيق والحياة مظلمة في عيني..
🔺اجابتها فاطمة بسؤال مفتاحي :
انتِ هل تشتكي لنا حالكِ ؟ ام تطلبينَ حلاً ؟
😔 تعجبت الفتاة وشعرت بالخجل ولم تَقل شيئا..

😊 قالت فاطمة بابتسامة : اسمعي عزيزتي، ما أعنيه اذا كُنتِ تشتكين حزنكِ وهمكِ فَلن تحصلي على شيء ،بل ستتعبين اكثر وتتعمق حالتكِ، ولكن ان كنتِ تبحثين حلاً فتعالي معي لمعرفة الاسباب الأساسية لتوَلُد حالة الحزن والهم ثم نعالجها سوياً ما رأيكِ ؟
اجابت الفتاة : يُسعدني ذلك تفضلي
اكملت فاطمة : ان هناك تصرفات تزيد من حزنكِ وضيقكِ
1⃣اولاً : [الميل للوحدة...والعزلة]
نحن مخلوقين لنجتمع وننجمع بالآخرين
فالانسان مخلوق اجتماعي فعندما تميلي للوحدة لأي سبب كان، فهذا يعني انكِ تعيشين على غير طبيعتك، وخلاف الطبيعة يولّد الحزن والضيق..
لا تكوني ممن يعاشرون بلا ضوابط ولا تكوني ممن ينعزلون بلا أسباب...

2⃣ثانياً :[عمى الايجابيات]
كثرة الكلام عن ظروفكِ والتركيز بها وبسلبياتها الى درجة نسيان كل ما هو جميل بحياتك وهذا ما نسميه عمى الايجابيات بالتحديق بالسلبيات..

3⃣ثالثاً : [تحويل سكن القلب]
الانشغال بالماضي وبما حدث وتحويل السكن من الحاضر الحالي الى المنتهي
الماضي، تتحول حياتكِ لحكايات منهكة متعبة عن ما جرى وحدث من سلبيات ودمار..

4⃣رابعاً : [لا جديد يُذكر وكل قديم مُعاد]
ممارسة حياة روتينية رتيبة بلا جديد بلا تغيير هنا انتِ كوني بين امرين اما ان (توجدي الجديد) في حياتك او (تجددي نظرتكِ للقديم) من حياتكِ..

5⃣خامساً :[مقاطعة الارحام في المناسبات]
عندما تقاطعين الناس بمناسباتهم وتعيشين حالة التعالي او حفظ مواقفهم
السلبية فإنكِ ستجنين أمرين: ستتعب نفسيتكِ بكثرة التفكير بهم وايضاً يقاطعونكِ ولا يزورنكِ..
وفي كلا الحالين ستتعبين و تحزنين وستضيق نفسكِ..

6⃣ سادساً : [اهمال طعامكِ وجانبكِ الصحي]
نحن لا تعيش بالروحانيات فقط وحياتنا ليست معنويات فحسب، بل خاضعة لقوانين مادية تساعد على السعادة والراحة وبغيابها يكون الحزن والضيق
النفسي ، فإهمال الطعام اليومي وعدم الاعتناء بهِ جيداً يخلف تدهوراً بالصحة وقلة نمو في الطاقة وعليه تتولد انتكاسات جسدية تسبب انتكاسات
نفسية..

7⃣ سابعاً : [التردد بين النور والظلام]
انتِ مؤمنة زينبية تريدن الطهارة تريدين الالتزام، تريدين التقوى، تريدين الاستمرار مع الهدى، تريدين الانتصار على الهوى في حلبة المقاومة للإغوائات والاغراءات، تريدين الاستمرار في النور...
وفي قبالة ذلك توجد طلبات للمعصية، للذنب، لهجر الطاعة...
النفس الامارة تريد الذهاب للظلام هنا يبدأ التردد والتلبك والحزن والضيق والقلق..
لماذا برأيكِ؟ انا اقول لأنكِ لم تحسمي امركِ أمِن اهل النور والاستقامة أم من اهل الظلام والندامة؟
لذا تحزنين وتضيق نفسكِ، احسمي امركِ للنور، وسترين كيف تنقشع عنك الاحزان...

8⃣ثامناً : [عدم الاهتمام بأوقات الصلاة]
عندما نحب الصلاة ولكن نضيّع وقتها سيدخل القلب ألم وحزن لما فرطنا فيها
وفي جنب الله، سيبق القلب يلوم لحين مجيء الوقت الآخر لصلاة أُخرى..
لماذا؟ لوجود طهارة في القلب وحياء من الرب..وهذه نعمة ، وهذا الحزن علامة
لنعود مهتمين بصلاتنا جيداً....

عزيزتي اهتمي بهذه الأسباب الثمان وسترين تغييراً جذرياً في حياتك ونظرتكِ لها..

😘 قامت الفتاة وقَبلت فاطمة بجبينها وقالت لها بكل أريحية لقد ازلتِ جبال
عُظم من صدري وفقكِ الله وسددكِ انا مُمتنة لكِ جداً سأ فعل و أهتم بكل
ما قلتيه ليّ، شكراً جزيلاً، أجركِ على امام الزمان ..

😍قالت هذا وخرجت من الحسينية التفتت فاطمة فوجدت رقية تُحدق بها،
قالت ما بالكِ ما هذهِ النظرة ؟
قالت رقية : حقاً ارجو من الله ان يوفقكِ يا فاطمة انتِ رائعة بكل معنى الكَلمة..

#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
#الجزء_الثامن_والثلاثون


😴بعد فترة استراحة امتدت لساعتين لأنهنَّ غرقنَ في نومٍ عميق بسبب التعب أكملنَ المسير ووصلنَ في آخر ساعة من النهار لبوابة كربلاء..

⬜️ لوحة كبيرة مُعلقة كُتب عليها " كربلاء المُقدسة تُرحب بالزائرين الكِرام "
في تلك البُقعة على كل عاشق ان يبدأ بِجَمع الدموع.. ولا بأس ان انسكبت من البوابة حتى الضريح المُقدس.. فالاناء صغير والدمعُ كثير ومَحجَر العَين لا يَسع كل هذا !

🤝 امسكت زهراء بكف رُقية بقوة وقالت اقتربنا يا قرة عيني، عليكِ الآن عَدُ الخطوات لأنها في حدود جنة الله في أرضه، لقد وصلنا كربلاء فهنيئاً لنا جميعاً..
اجابتها رقية بصوت متحشرج : نعم وصلت و أخيراً لأرض احلامي.. كفكفت دموعها ودخلت في التفتيش

🙏🏻 قالت ام فاطمة : أعلم انكُنَّ متعبات.. برأيي ان نبيت هنا الليلة لأننا إن استمرينا في المسير ليلاً سنصل لكن لن تكون الزيارة كما يجب فنحن نحتاج لنشاط في الروح والجسد معاً و الاّ لن تكتمل..

😓 كانت رقية من أشد المُعارضين لهذا القرار لكن لم تتحدث بالأمر احتراماً لأم فاطمة فاستجبنَ لرأيها ، ذهبت زهراء تبحث عن مكان فارغ..

😌 دَنَت فاطمة من رقية وهمست لها : انا اعلم انكِ لستِ موافقة على المبيت هنا لكن صدقيني هذا أفضل لأن الشوق سيزداد وسَتصلين لبلوغ غاية الزيارة وقبولها بإذن الله.. كوني مطمئنة..
قالت رقية : الحمد لله.. سأصبر و أنتظر اللقاء على أحرّ من الجَمر

⛺️ كان هناك خيمة لكنها قديمة بعض الشيء ولم يجدنَ سواها وهي مفتقرة للأغطية وامور اخرى مِما يحتاجه الزائرين، ذهبت ام فاطمة تبحث عن بطانيات في الخيام المجاورة فأعطوها اثنتين لكثرة الزائرين لم يكن هناك المزيد ..

🥘 من بعد صلاة المغَرب تناولنَ العشاء وخلدت ام فاطمة للنوم فوراً لأن
الطريق أتعبها بسبب سُرعة المسَير.. بقيت فاطمة وزهراء ورقية يتحدثنَ عن يوم غَد المُنتَظر بكل شوق ...

😍حانت ساعة الجلسة المهدوية وقد كانت مختلفة هذه الليلة ، اخذت رقية السجادات وفرشتها في الخارج من وراء الخيام وهذه المرة كانت زهراء هي من تقرأ الزيارة " .... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ وَابنِ أَولِيَائِكَ الَّذِينَ فَرَضتَ طَاعَتَهُم وَأَوجَبتَ حَقَّهُم وَأَذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وَطَهَّرتَهُم تَطهِيرا اللَّهُمَّ انصرهُ وَانتَصر بِهِ لِدِينِكَ وَانصر بِهِ أَولِيَاءَكَ وَأَولِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنصَارَهُ وَا جعَلنَا مِنهُمُ"
و أجعلنا منهم... وما أعظمها لو كُنا منهم.. مِمن ينالون نظرة الحب واللُطف من بقية الله في ارضه ..

🚩 بعد اتمام الزيارة والصلاة قالت فاطمة : لقد وصلنا كربلاء وانتهت رحلة هذا العام تقريباً وسيرجع الجَميع لدياره تاركاً نداء الحُسين "هل من ناصر ينصرني" في أوَج غُربَتِه فحُسين الزمان لا يزال ينتظرنا وينتظر الـ "لَبيك" أن تتحقق على ارض الواقع ، لَبيك ليس فقط شعار، هتاف ، يَصُم الأسماع ولا يحيي القلوب، فنحن نسير اليوم مع الحُسَين متجهين نَحوَ المهديّ، فطريقهم واحد والغاية مُشتركة: اقامة دولة خالية من الظُلم والطُغيان، و أول ظالم للانسان نفسه الأمارة بالسوء فعلينا في طريق سيد الشهداء السير على شهواتها وطلبات الشيطان المُختبئة فيها..
وعند الوصول لضريح الحبيب تسقط كل الذنوب كأوساخ تجمعت في الجسد وغسلها نهرٌ جاري.. انهُ دَمعُ النَدم والتَوبة حتى نَعود منهُ في أنقى حال و أطهر روح لِنُدرك صرخة "هَل مِن ناصِر"...

🌙انتهت آخر جلسة في هذا الطريق، وحان موعد القيام للنُصرة والانتصار في فَجر الغَد، فلا مزيد من الانتظار الأليم لقلب سيد الحُب حجة الله صاحبا الأمر والزمان...

#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
#الجزء_التاسع_والثلاثون

😴 خَلَدت فاطمة وزهراء للنوم لكن رقية اخذت تَتقلب ذات اليمين وذات
الشمال وقلبُها باسِط مشاعرهُ، والفكر مشغول..

تذكّرت كلمات القصيدة "العنده موعد وي حبيبه يرفض ينام لو حچه دمع اشتياقه يسكت أقلام"
وكيف لها ان تنام وهي على ارض الشهيد تَشم ترابها من كل جانب لا يبعدها الكثير عن قبر الحُسين.. مسافة دمعات وخطوات وتَصل.. لقد انطوت الأرض بها وهي تشعر بالوقوف تحت قبّته، نامت ووسادتها شاركتها الشوق في استقبال كميّات كبيرة من الدموع..

🌥 قُبَيل الفَجر بساعة قُمنَّ لتأدية العهد في قيام الليل يُشاركن قيام من اقتربت من كربلاء مع الأيتام والأرامل ورؤوس أحباب روحها اخوتها واولادهم والأنصار الطيبين...

😓 قامت ام فاطمة مُتثاقلة لصلاة الفجر وكذلك من بعدها تجر الخُطى بكل صعوبة في المسير، لم تخبر الفتيات بالأمر، كُنَّ يطلبنَّ منها الاسراع وهي تحاول جاهدة للوصول، ومع اولى ساعات الصباح وقعت على الأرض مغشياً عليها!

😳انذهلنَّ الفتيات من المنظر ثم جاءت مجموعة من المؤمنات للمساعدة وحملنَها لأحد مراكز الطِبابة لأجل الفحص وتلقي العلاج اخبروهنّ انها تعاني من الاجهاد وارتفاع في الضغط ويجب ان ترتاح لباقي اليوم ..

🛌 نامت ام فاطمة في أحد الخيام وجلست فاطمة وزهراء بقربها اما رقية فجلست في نهاية الخيمة بحزن، كطفلٍ سرقوا منهً كل بهجته بين ألَمين: تأخر الوصول ومرض الأم الثانية الحنونة ام فاطمة...

😘 جاءت بقربها التي لطالما اسكنت روحها رفيقة العمر زهراء قالت لها : لاتحزني يا رفيقة الروح تعلمين ان الغاية ليست في الوصول السريع بل بالمكوث الدائم وبقاء الروح و انطلاقها من نقطة الوصول لآفاق السماء ، كل الخطوات مَحسوبة فواحدة على الأرض وعشرة الى السماء "مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثَالِهَا "
▫️ عن الامام الصادق عليه السلام
كتَبَ اللهُ له بكلِّ خُطوَةٍ وبكلِّ قَدَمٍ يَرفَعُها ويَضَعُها عِتقَ رقبةٍ مِن وُلدِ اسماعيل..

▫️وسأحدثكِ بالمزيد فقد ورد دعاء عنه عليه السلام لزوار قبر الحُسين عليه السلام يقول:
« يا مَن خَصَّنا بالكرامة، ووَعَدَنا الشفاعة ... اغفِر لي و لاخواني، وزُوّارِ قبرِ أبي، الحسينِ بن علي، صلوات الله عليهما، الذين أنفقوا أموالَهم، و أشخصوا أبدانهم؛ رغبةً في بِرِّنا، ورجاءً لِما عندَك في صِلتِنا، وسُوراً أدخلوه على نبيّك محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، و اجابةً منهم لأمرنا، وغَيظاً أدخَلُوه على عدوِّنا، أرادوا به رِضوانَك، فكافِئْم عنّا بالرضوان... اللّهمّ انّ أعداءَنا عابُوا عليهم خروجَهم، فلم يَنهَهُم ذلك عن النهوض والشخوص الينا، خلافاً عليهم، فارحَم تلك الوجوه التي غَيرتها الشمس، وارحَم تلك الخُدودَ التي تَقلّبَت على قبرِ أبي عبدالله عليه السلام، وارحَم تلك الأعيُنَ التي جَرَت دموعُها رحمةً لنا، وارحَم تلك القلوبَ التي جَزِعت واحتَرقَت لنا، وارحَم تلك الصرخةَ التي كانت لنا» ...
انه يشملنا جميعاً، تخيلي كم لنا من الثواب والنور في هذا الطريق.

▫️وعنه ايضاً "ليس شيءٌ في السماوات الا وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة الحسين 'عليه السلام 'فوجٌ ينزل وفوجٌ يعرج"
▫️ وَورد أيضاً " ما بين قبر الحسين ' عليه السلام' الى السماء السابعة مختلف الملائكة"
▫️ وقال الامام علي بن موسى الرضا 'عليهما السلام' : موضع قبر الحسين 'عليه السلام 'منذ يوم دفن فيه روضةٌ من رياض الجنة"
▫️ وقال الامام الباقر عليه السلام: مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين 'عليه
السلام' فان اتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين 'عليه السلام' بالامامة من الله عز وجلّ "

❤️ قالت رقية : لقد اشتعل قلبي بالشوق أكثر يا زهراء انا أحمَدُ الله على كل حال وارجو منه ان يشفي ويُعافي خالتي ام فاطمة.. لا بأس بساعات أُخَر من الانتظار بالنهاية سأنال أمنيتي وادخل لضريحه روحي فداه ...

مضت ساعات وحانت صلاة الظهر ولم يتحركنَ بعد، عادت ام فاطمة للنوم العميق من بعد الصلاة لن وضعها لم يتحسن بَعد...

#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
#الجزء_الأربعون

💔 قلب رقية لم يعد يحتمل، لقد استنزف كل طاقاته في الانتظار..
قررَت ان تُصلي ركعتين لسيدة الانتظار ام البنين عليها السلام وطلبت منها شفاء ام فاطمة بكل حرقة قلبها ورجائها وبحق الحسين ومعزّته في قلبها..

😌 بعد ذلك وقُبَيل المغَرب بساعتين قامت ام فاطمة بكل نشاط وحيوية و كأنها ولدَت من جديد، طلبت من الفتيات القيام للاستمرار لتكون زيارتهم في الليل علّها تكون قليلة الازدحام..

😍 لم تصدق رقية وطارت من فرحته.. نعم لم تَرُد السيدة الجليلة ام العباس يدها خائبة، فقد طرقت بابها باسم الحُسين و أيُ بابٍ حين ذِكرُ أسم الشهيد لا يفتحُ؟؟

🌟 بدأت معالم المدينة وآثارها تظهر.. المنازل ، المساجد ، الكليات والدوائر الحكومية... رغم أنّ الظلام حَل لكن لا وجود له! إنهُ النهار بعينه مع كل هذه الأضواء.. قد أنار ذِكرُ الحُسين كل الدُنيا فكيف بمدينته المُقدسة؟

🔺 ازداد الزُحام كثيراً وقد امسكت كل منهُنَّ يَد الأخرى لتجنّب ضياع وقت أكثر ومع كل مسافة يوقفهنَّ تفتيش لسلامة الزائرين..
كانت رقية تمتعض منه وتقول كل شيء يُحاول تأخير وصولي للحُسين !

☺️ قالت فاطمة لزهراء : انظري لحال رقية انها تُذكرني بحال يعقوب حين التقى بيوسف.. الهواء يضيق بها، الدموع لا تَسعها، كأن قلبها يُحاول الخروج من صدرها والتحليق فوق كل هؤلاء لِتَصل لمعشوقها.. هنيئاً هنيئاً ...

😊 وبعد مسافات طالت وصلنَ لسيطرة تفتيش لم تعلم رقية ما ينتظرها خلفها .. خرجت من التفتيش ولم تنتبه .. فراحت تنظر للزائرات بانتظار زهراء وفاطمة وامهما،

خرجت زهراء وتعلقت عينيها بنورٍ ما ! لم ترفع عنه ناظريها اشارت رقية بأصابعها لزهراء لتنتبه لوجودها فلم ينفع ذلك..
قالت لها : ما بالكِ يا زهراء انا هنا اين خالتي وفاطمة ؟
قالت زهراء بحروف مُتقطعة : لق.. لقد وصلنا انظري تلك الأنوار التي اضاءت السماء.. انها منارات الكفيل ابا الفضل العباس لقد وصلنا يا رقية وصلنا..

😭 التفتت رقية ونظرت لما رأته طول العمر خيال.. نعم انه قمر بني هاشم.. هذهِ قبته ، رايته ومناراته ، وتلك الأبواب ...
اخذت تنادي : يا عباس يا عباس ارجو ان لا يكون هذا منام! ارجو ان اكون حقاً وصلت!
ودموعها بلَلَت الأرض، هوت على الأرض ساجدة تَحمَدُ الله على أكبر نعمة يمكن ان تُرزق بها في الدنيا والآخرة، الحب والولاية، الاخلاص... وكربلاء تَعني كل جميل ...

✋🏻 انحنت زهراء على رقية وطلبت منها القيام لوجود عدد هائل من الزائرات وسجودها يُعرقل الطريق أمامهنَّ فاستجابت ونهضت رغم امنياتها ان تحفر قبر هنا بقربهم..

🥀 كان الشارع طويل جداً أطول من كل سنين عمرها! اخذت تقرأ بقلبها "متعني مشاي يا ديني وتكويني ويا عمري ويا كل الأيام دمعاتي وياي تحچيلك تشكيلك من دهري وكل خطوة آلام جيتك بدمعة طفل يا أبا الفضل للملگه عطشان انه محتاجك وفه ماي وشفه واقراك قرآن"
لم تهتم لمن كان معها لقد انحنى الكون أمام سَيد الماء ولم يكن هناك سوى قُبته ومناراته التي بَدت كَـ كفين تحتضن العاشقين...

⚡️ جاءت مجموعة كبيرة جداً من الزائرات بعثرت كل التجمعات وحالَت بين رقية وزهراء فشتَت جمعهنّ وقفت رقية للبحث عن رفيقاتها وحاولت العودة للخلف عَلهُنَّ واقفات في مكان ما.. لكن لم يسمح لها الزُحام بالعودة خطوة واحدة للوراء.. وقعت في حيرة من أمرها ولا تستطيع استخدام الهاتف لأن بطاريته نفذت مُنذ البارحة ولم تجد فرصة لملئها...

🚶‍♀بقيَت تُثقل خطواتها وتتلفت يمين شمال علّها تجد أثر لأي واحدة منهنَّ لكن دون جدوى.. لقد غَرقنَّ في امواج هؤلاء الزائرين.. اخيراُ التفتت لقبة الكفيل التي لا تزال بعيدة وقالت له : لن اهتم لشيء فكل الزائرين بكفالتكم سيدي، وستوصِلُني لخالتي ام فاطمة في نهاية الأمر بالتأكيد..

#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
#الجزء_الواحد_والأربعون

😌 تقدمت بثقة تامة وقررت ان تدخل للحَرم لِوحدها ، فما تحمل من الأشواق تكفيها لِتَبتَل مآقيها وتُسرعُ سعيها فيها وتُوصِلها لفاطِمُ الطُهرِ و أبيها وبعلها الكرار والطيبين بَنيها ...

🏳 انهُ باب القِبلة رفعت رأسها للأعلى، وضعت كفها على قلبها وقرأت ما كُتب " السَلامُ عَليكَ يا أبا الفَضلِ العَباس "
دخلت للتفتيش تُردد " يا كاشِفَ الكَربِ عَن وَجهِ أخيكَ الحُسَين اكشف كَربي وشوقي بِقُربي مِنكُم بِحَق أخيكَ الحُسَين"

😭 أصبحت الدموع عادة لها لا تتوقف وبدأت الحنجرة تُشارك وتصيح عباس.. يا عباس.. وتُردد آياتُ السلام والهيام أخذت تتجول في أروقة الحرم بخطوات خَجِلة تُفكر فيها بسؤال من اين تَلِجُ الزائرات لِقَلب الكفيل ؟ فأدركت بقلبها وبصيرتها مقام الحوراء عند العباس وشاهدت قطعة سوداء كبيرة جداً كُتب عليها وازينباه.. وفي أسفل منها بوابة كبيرة ذات ستائر ضخمة، اقتربت منها ولاحَ لعينيها الضياء !

نعم انه قَبر الكفيل وهل يُعقل كفيل العقيلة يحتويه قَبر؟؟
لقد دفَنَته في قلبها ولم يتركها لِلحظة واحدة ولم تذهب للأسر الاّ وهو معه.. عينهُ التي اطفأها السهم والأخرى الدماء تنظر بصعوبة لحالها في تلك المسيرة..
سجدت رقية على اعتاب بدر الهواشم نادته بحروف تخرج من اعماق قلبٍ ذائب : أينك عن الحوراء في يوم عاشر؟ عباس أينك سيدي عن حرق الخيام ؟ عن سَلب الحَرم ؟ عن خوف رقية ؟ مَن للحُسين بعدك يا كُلّ عسكره ومعسكره ؟
لقد كسر ظهري الفراق يا مولاي.. لقد طالت بيّ الأيام حتى تشرفت بالقدوم اليك.. ارجوك يا سيدي اذا كان في عمري المزيد من ايام البعد فأريد منك ان تسأل الله يأذن بأخذ روحي من جسدي اريد ان أُدفن هنا في أيّ مكان من أرض كربلاء لا مزيد من البعد ارجوك..

❤️ قامت من السجود بعد حديث طويل.. اقتربت لتُقبل ضريح هذا العاشق لإمام زمانه والذائِبُ فيه ذا الايمان الصُلب والراسخ ...
جلست بالقرب منه تقرأ كلمات الزيارة الواردة عن معصومٍ عالم بمقام المُزار
✋🏻 " سلامُ الله وسلامُ ملائِكتهُ المُقربين و أنبيائهُ المُرسلين والزّاكيات الطَيبات فيما تَغتدي وتَروح عليكَ يابنَ أمير المؤمنين ... "

نظرت لسقف الحرم المُطهر شعرت بأفواج الملائكة والنور في صعود وهبوط.. منها يزور ومنها يدور لتَسجيل كل الحضور في مرقد سيد النور سيّد الإباء العباس...

أكملت الزيارة وَصَلَت ركعتين ثم عادت تُقبّل القبر الشريف.. بعد ذلك قالت له سأعود يا سيدي، انت عاشق وَفيّ، أريد الاستلهام منك والتعلم.. سأذهب الآن لقتيل العبرات و أحاول الرجوع لك عَلنّي أستطيع..

😢خرجت من حرم ابا الفضل ولاحَ لعينيها ذاك الضياء الذي سَطع لِعنان السماء ..انها منطقة ما بين الحرمين وهذا الحَرمُ البعيد كأنه للحُسين رددت بخوف : هل أنا أحلم لكن الأحلام لا تحتمل كل هذا ولا تتضمن هذه التفاصيل يااا رباه انا اقترب من الحُسين حقاً لكن الصورة ليست واضحة !

😭 بدأت الدموع تزداد.. تطردها لتَتمعن النظر فتركض اخرى لتحول دون ذلك ويستمر نهر الدموع بالجريان مع اقترابها في كل خطوة ...

النفس يضيق كلما تَدنو اكثر، كأن الدنيا حبست عنها الأوكسجين، لا بُد انّه هرب أمامها لحضرة الحُسين!

🍃 اخذها الخيال بعيداً عندما قرأت العبارة المكتوبة على باب الحُسين "السَلامُ عَليكَ يا سَيد شَباب أهلِ الجَنة"
الجنة !! أليست حضرته الجنة وجواره الروح والريحان؟؟ حتى جنة الآخرة لولا وجود الحسين فيها لما كانت تُسم هكذا...
ان الحُسَين هو الفردوس بعينه وكل جمال دونه سراب ..

💓 دخلت للتفتيش والقلب يريد الوصول ولا طاقة له للانتظار.. يضرب بأقصى سعته وكأنه طفل يَجرّ بأ ذيال أُمّه لطلب شيء يُحبه..
دخلت لحضرته القدسية وكل تلك الأنوار البهيّة لقد التقطت انفاسها أخيراً عند حبيب قلبها وسيد العمر الماضي والآتي..
نظرت لأروقة الحرم شاهدت طابور طويل جداً وقواطع حديدية بعد كل استدارة وتُرفَع الستار في اخر المطاف لمكان ما ...

😍 يبدو انهم ينتظرون دورهم في الدخول.. وقفت معهم وروحها هائمة بجمال حضرته بكل تفاصيلها .. السواد المُعلق والأحاديث عن فضل الزيارة وعن مقام أبي الأحرار.. حمامات الحرم وكل جميل ..

🏴 نظرت للأعلى شاهدت راية الامام الحسين السوداء.. تذكرت صاحب الزمان حين ظهوره.. ستُبدل الرايات ويأ خذ الثارات.. ربما هو هنا انفاسه اختلطت بأنفاس الزائرين.. شعرت بقربه منها كثيراً ، اخذت تُسبح وتُهلل، تَحمَدُ الله على هذه النعمة، تفكر في ترتيب كلمات اللقاء، لكن لا جدوى من ذلك فعند الوقوف على اعتابه تتهاوى كل الجُمَل!!
يبد أ القلب بالسرد ولا يَعي العقل ما يُحدث و كأن جنازته تُرفع على بوابة الحُسين..
تَبقى القليل ويَحين دورها واخيراً..

#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
#الجزء_الثاني_والأربعون

🔲 رفعت الستار وشاهدت الشباك الأطهر والامام المُطهر أبا الأكبر.. نادت من أعمق نقطة في شعورها "حَبيبي حُسَين حَبيبي حُسَين"

🤲🏻 هَوت ساجدة تُقبل الأعتاب وتحكي له آياتُ العتاب ..عن سنين خالية من الوقوف على هذا الباب.. عن عُمرٍ مضى بلا لقاء واقتراب..
كل الهموم تنجلي عن الوقوف أمام ابنَ علي ، كل ما مَر بها من ألم وغربة ووحدة في اعوامها الماضية لم تَكُن شيئاً مذكورا...

😭ملأت دمعاتها الأعتاب وهي تهمس لهذه الأرض : هنيئاً لكِ فأنتِ بقربه دائماً! وهنيئاً ليّ لوقوفي عليكِ..

استحي من التحدث مع الحُسين ، حبيبي ابا عبد الله لقد كنت ليّ وطناً في غربتي.. و أهلاً في وحدتي.. أما و أباً في حاجتي.. انا التي ذكرت أسمك مع كل نَفس واقرأ آيات اللقاء على قلبي في كل ليلة لِيَحيا.. كنت الصديق الأقرب والأخ المُحبب.. يا ابن الطيبين.. حبيبي يا حُسَين.. اشكو اليك نفسي التي حرمتني لِقالك.. اشكو لك زماني الذي دعاني لِجفاك.. انا بِبابك الآن ولا مزيد من الفراق .. سأتقدم لتقبيل الضريح وارجو منك ان تسمح ليّ بذلك ...

🙏🏻لما طال سجودها جاءت لها احدى المُنتسبات وقالت لها بِعجل : قومي يا أختي فالكثير ينتظر دوره تقدمي قَبّلي الضريح واخرجي..
❤️قامت بكل حب و كأنه جواب الحبيب بقبولها.. دَنت منه وقبلت الضريح.. لحظات لا تُصدق ولا يمكن لكل حروف اللغة وصفها .. فقط من يَمر بها يستطيع وفاء حقها ..

شكرته على دعوته لزيارته وعلى هداية قلب والدها وزوجته ، تذكرت انتصار وحاجتها والرجاء لقبول توبتها، فدعت لها..

✋🏻جلست لقراءة الزيارة ثم قامت لزيارة حبيب بن مظاهر ومكان قد كُتب عليه "المذبح المُقدس"
هُنا قُدِّمَ أعظمُ قُربان للهِ تعالى.. هُنا رائحة الدماء الثائرة.. وصور النساء الحائرة.. أيُ دَمع لا يجري بل أي عين لا تسقط بالقرب منه... هنا شاهدت الحوراء ذلك المنظر الرهيب شِمر والحُسين لا أجرؤ على كتابة ما حصل !!

😢 يقولون ان الزهراء عليها السلام حضرت بقربه في تلك الساعة.. عجباً وكيف لَم تَنهَدّ السماء على الأرض.. نعم أقل شيء ان تبكي دماً لِرُزء الحُسَين كما فعلت، وتَتزلزل الأرض محاولةً بَلع تلك الحيوانات القذرة وتطهير الكون منهم...

😭 امسكت رقية بالشباك وجلست على ركبتيها تنحب و تتخيل ما حدث في هذه البقعة..
وهل يُجدي البكاء وهل يُعيد الحبيب.. هل يحفظ زينب من السبي والأطفال من العذاب؟

☝️🏻 ان دموعنا بمثابة حسرات فارِقُ السِنين بيننا وبين الحُسين.. أمنيات تموت على الوجنات ان نكون أقل شيء يُخفف الآلام على قلب الحُسين.. درع ، او سيف، قطرة ماء ترد الظمأ، او ربما غيمة تُظلل عليه ساعة وقع على رمضاء كربلاء وحيداً تحرق وجهه حرارة الشمس وتزيد عطشه...
في كل مرة تجري هذه الأمنيات في القلب فيعود الجواب بكَلمات صريحة.. سيد الشهداء لا يستطيع يوم ان يَحمل قتله فقط او أرض وكذلك ولادته..

🔺 ففي كل ارض هناك حُسين يُذبح وحُسَين يحيا.. عليك فقط ان تَصدِق قولك في "يا ليتنا كُنا مَعكُم" لتقتل يزيد نفسك على باب الحُسَين وتذهب لنصرة ولده الحُجة إمام الزَمان..

😭 استمرت رقية بالبكاء طويلاً هناك فصراخ الأيتام انتقل لر أسها ولن ي هد أهم الاّ حنان عمهم الكفيل.. وهل سيعود أبا الفضل يوماً لتلك الخيمات ؟؟! هيهات هيهات ...

🌟 لكن هناك أمل، فالقربة انتقلت اليوم في كَفّ الحُجّة، يَسقي كل عطشان لنوره و يُطفئ لهيب خيمات الذنوب في الصدور..

😔 قامت بِثقل المُصاب و لكن الأرض زادَت جاذبيتها وتحاول سحبها للداخل ، زارها النُعاس سُلطان الجفون وكانت من أُمنياتها ان تغفو داخل ضريح الحبيب و لأنها لم تستطع ان تنام جيداً طيلة الأيام الماضية، فقد أرَق شوق اللقاء جفونها..
سمعت احدى الزائرات تتحدث عن مكان يُسمى الحائر الحُسيني يمكن للزائرات الاستراحة فيه، فسألتها عن مكانه، ارشدتها الاخرى..

😴 وصلت اليه أختارت مكان بعيد قليلاً عن الصوت لكي تغفو بسرعة وتستيقظ لتبحث عن ام فاطمة..
وضعت رأسها على الأرض واستسلمت للنوم..

🍃 شاهدت في عالم الرؤيا و كأنها
واقفة على جانب طريق طويل مليء بالبشر، رجال نساء، اطفال وكبار، يتزاحمون و كأن القيامة قد قامت..
وفي الجهة المقابلة رجل ذو هيبة ووقار بلامة الحرب.. لم تُركز في تفاصيل وجهه.. لكن شاهدت بين يديه مجموعة كبيرة جداً من الصكوك، والناس تُقبِل عليه لتأخذ منها..

اقتربت رقية وسألت احدى النساء عن ما يحصل، اجابتها : ذلك الرجل هو الامام الحسين عليه السلام ، وهو يوزّع للجميع ورقة قبول الخدمة بلا نظر للوجوه، ويُردد : "هذهِ لكُل مَن قَدَم شيئاً او تَعب لاتمام زيارة الأربَعين " ❤️

لم يكن ينظر للوجوه ! يَقبل المُذنب والصالح ويعطيهم، لأنهُ الحسين، وهل هناك اكرم منه شخصاً ؟؟

😭 بعد هذا المنام استيقظت رقية تبكي وتنادي يا حُسين يا حبيبي يا حُسين..

#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
#الجزء_الثالث_والأربعون

🌄 لم يتبق لصلاة الفجر الا ساعة أسبغت وضوها وقامت لصلاة الليل، لحقتها بزيارة آل ياسين وركعتين ثم الفجر..
كانت تتمنى الدخول مرة اخرى.. فلم يكن هذا إلاّ لقاء البداية، ولا يزال لديها الكثير..

خرجت من حرم الحُسَين لا تدري اين تذهب، فهنا موطن كل شيء جميل، ذهبت من جهة باب السدرة وشاهدت سهم يُشير للجهة المُعاكسة لحرم سيد الشهداء كُتب عليه "مقام صاحب الزمان"!!

😍تَذكرَت في ليالي النصف من شعبان تُنقل على التلفاز احتفالات في هذا المكان وقد نُقلت عنه كرامات وقصص كثيرة، قررت ان تذهب لزيارته وتطلب من صاحب الزمان ان يجمعها ب أم فاطمة وابنتيها..

وصلت للمقام وعَزَّت الامام، طلبَت منه العون في القيام وهزيمة النفس وعدم الاستسلام..
فقد طهّرت روحها قرب الحسين وانطلقت منه نحو حجة الله في أرضه لتُمَهد لقدومه، فهو صوت جده في هذا الزمان ...

✋🏻قرأت الزيارة وصَلّت ركعتين، جلست على نهر العلقمي تتأمل و اذا بصوت من خلفها يناديها بلهفة : رقية رقية..

🤗التفتت وجدتها زهراء مع فاطمة، ذهبت لها بسرعة واحتضنتها بقوة، وكذلك فعلت مع فاطمة، سألتهنَّ كيف وجدنَها؟ وكيف سارت الأمور من بعد ما فارقَتهُنّ؟
قالت لها فاطمة : حين فقدناكِ استمرينا بالمشي، اعتقدنا انكِ تقدمتي كثيراً، فأسرعنا.. بعد ساعة من البحث قالت امي:
ان صاحِبُ الزَمان هُنا يَرعى الجَميع و يحفظهم، لا داعي للقلق سنلتقي حتماً..

فذهبنا للزيارة.. واخيراً جئنا للمقام لنطلب منه الاجتماع بكِ بسرعة وها هو لم يُخيب ظنُنا به..

🤲🏻 شكرنَ الله تعالى ثم سألت رقية عن ام فاطمة ، فقالت لها زهراء انها لا تزال في الداخل تصلي..
بعد اللقاء والسلام الحار والتحدث بكل تفاصيل قالت لها ام فاطمة : بُنيتي لقد اخذكِ الحسين بهذه الجولة وقد تكفل بكل التفاصيل..
انتِ مباركة وفي رعايته عليه السلام.. بوركتِ ورحم الله اماً ولدتكِ..

🔹 بحثت ام فاطمة عن مكان للمبيت وجدت موكب فمكثت فيه حتى يوم الأربعين..

🚩 وجاءت ليلة الأربعين، ليلة عودة الحوراء...
انها ليلة المُصاب، كأن الجميع وَصل ليلاً، ابا الزهراء وفاطمة و أبا الحسن.. كذلك كل الأنبياء وصاحب العزاء الامام الثاني عشر أما أبا الفضل فقد كان في المقدمة ينتظر بكل لهفة مع الحُسَين

🌅 مع ساعات الفجر الأولى بَدَت تِلك المشتاقة، صاحبة القلب المكسور، زينب وَصلت لأرض الطف مع بنات الحسين وزوجات اخوتها بعد فراق دام لأربعين ليلة..

خبّأت تحت عباءتها قلبها الذي ذبحوه يوم عاشر، انه رأس الحُسين المقطوع.. وقعت على القبر تبكي وتشكي من ظلم الزمان وانتصار الدماء.. تُبشر الحسين باستمرار ثورته على مر الزمان.. كلماتها تَرن في أذن كل ظالم، تلك الحروف التي نطقت بها لعلي بن الحسين عليه السلام "وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يُدرس أثره ولا يُمحى رسمه على مرور الليالي والأيّام ، وليجتهدنّ أئمةّ الكفر و أشياع الضلال في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره الاّ علوّا ..."

💔 بعد انتهاء يوم الأربعين حان وقت العودة للديار، على رقية ان تترك روحها هناك وتأخذ الجسد فقط، لقد احيتها تلك الأيام قرب الحُسين في كل فجر بقربة، وكل فرض بجواره يقربها الف خطوة للرب ويبعدها عن الأرض وهمومها..
لم تستطع ان تُدير ظهرها لقبته، كانت تبكي ك طفل يتيم، واقسمت على ابا الفضل ان يكتب لها لقاء قريب..

😌وصلنَ للديار، ودَعَت رفيقات دربها وكذلك ام فاطمة ...
كأن عطر الحُسين دخل منزلهم!
استقبلوها بكل شوق ولهفة ونفوس مختلفة مئة وثمانين درجة ، بعد فترة من الزمن ذهبت انتصار للمستشفى وجاءت والأرض لا تحملها من السعادة..احتضنت رقية وقالت سيرزقنا الله بأخ لكِ.. البشرى يا عزيزتي..

😭 بكت رقية لهذا الخبر، تذكرت تلك الدعوة التي لا تَخيب تحت قبة الحُسَين عليه السلام..

☺️همست انتصار في أذن رقية : سنذهب لكربلاء بعد ايام..
تعجبت رقية وسألتها كيف ولماذا ؟ اخبرتها انه نذر لو اعطاها الحسين مرادها وتقبل توبتها فستأتي اليه لتبدأ من عنده بكل خير..
وفعلاً ذهبوا وتكرر لقاء العاشقين وولدت انتصار ذكَراً أسمته حُسَين..

لقد دخل نوره لدارهم فقَلَب كل حال و أخذ بأياديهم نحوه...

#انتهى
#خطوات_نحو_السماوات
متابعينا الاعزاء
ما هو رأيكم بقصة #خطوات_نحو_السماوات ؟

شاركونا بآرائكم عبر البوت المخصص لخدمتكم
@altaubaa_bot