الطريق إلى التوبة
5.98K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
6⃣ #اترك_كرة_القدم

كنت في الملعب المغطى بالعشب، ألعب كرة القدم. فجأةً رأيت إبراهيم وهو يقف أمام المدرج. أسرعت نحوه، سلمت عليه وقلت: «عجيب، كيف أتيت إلى هنا؟»
📰 كان يحمل مجلة في يده، رفعها وهو يقول: «انظر صورتك هنا».
😃 في تلك اللحظة، شعرت أنني أطير من الفرح. مددت يدي كي آخذ المجلة منه، لكنه قال: أعطيك إياها لكن بشرط..
- أي شرط كان.
- تسمع كلامي وتوافق على ما أقوله.
- لا عليك، أنا موافق.

📰 أعطاني المجلة، كانت صورتي على صفحة كاملة. وكُتب بالقرب منها: «الظاهرة الجديدة في فريق الشباب لكرة القدم»، مضافًا إلى كثير من المدح والإعجاب.
جلسث على المدرجات، وقرأت ما كُتب في تلك الصفحة مرة ثانية. اطلعت على المجلة بدقة، ثم رفعت رأسي وقلت له: «أحسنت يا أبرام، لقد أفرحتني كثيرًا.. جيد؛ ما كان شرطك؟».
- قبلتَ به مهما كان، أليس كذلك؟
- بالطبع، هيا قُل.
❗️صمت قليلًا ثم قال: «اترك كرة القدم، ولا تلعبها مرة ثانية».
😳 تسمرّت في مكاني ثم قلت: «لا ألعب كرة القدم مرة ثانية؟ ماذا تقصد؟ بدأتُ حديثًا إثبات قدرتي في اللعب».
- لا أقصد ألا تلعب الكرة مرة ثانية؛ بل ما أقصده هو اللعب الاحترافي.
ثم حمل صورتي وقال: «انظر إلى صورتك الملونة هذه، لقد وضعوا صورتك بالثياب الرياضية وببنطالٍ قصير. لسنا فقط أنا وأنت من سيطّلع على هذه المجلة، لكن كثيرًا من الناس ومن بينهم الفتيات قد رأين أو سيرين صورتك».

ثم أكمل: «أقول لك هذا الكلام لأنك من شباب المسجد، وإلا لا دخل لي بك. اذهب واعمل على تقوية عقائدك الدينية ثم توجّه نحو اللعب الاحترافي، كي لا تواجهك المشاكل».
ثم قال لي إنّ لديه عملًا، ودّعني وذهب.

🍃أما أنا فكنت مبهوتًا ومصدومًا، فجلست وفكرت كثيرًا في كلامه. كم أصبح دقيقًا في تفكيره. وما الذي يراه؟ يصعب عليك أن تتوقع هذا الكلام من شاب مرح، يحب المزاح، وشعبي إلى هذا الحد.
اقتنعت بعدها بكلامه عندما رأيت بعض الشباب «المسجديين» والمصلين، الضعيفي العقيدة، كيف احترفوا كرة القدم، واندمجوا في الأجواء.. إلى أن تركوا العبادات حتى الصلاة.
 
#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
7⃣ #يد_الله

🔹كان إبراهيم يعمل في أحد المحال في السوق. رأيته مرة في وضع أدهشني كثيرًا؛ كان يحمل صندوقين من الكرتون على ظهره، أنزلهما أمام أحد الدكاكين.
حين أنهى عمله، اقتربت منه وسلمت عليه. قلت له: «يا أبرام، إن هذا الأمر لا يليق بك، هذا عمل الحمالين وليس عملك!»
📦 نظر إلي وقال: «إن العمل ليس عيبًا؛ بل العيب في البطالة. إنّ ما أقوم به الآن مفيد لي؛ إذ أتأكد من أنني لا شيء. هذا العمل يقمع غروري».
قلت له: «ليس بالأمر الجيد أن يراك أحد على هذه الحال. أنت رياضي، وكثيرون يعرفونك».
😊 ضحك وأجابني: «يا أخي، قُم دائمًا بالأعمال التي يرتضيها الله وليس الناس».

🔸 كنا جالسين مع عدد من الأصدقاء نتكلم عن إبراهيم. كان أحدهم لا يعرفه، فأخذ صورته مني، نظر إليها بتعجّب وسألنا:
❗️ «هل أنتم متأكدون أن اسمه إبراهيم؟»
 
أجبته بتعجّب: «طبعا نعم، لماذا تسأل؟»

👈🏻 كنتُ أملك فيما مضى محلًّا تجاريًا، كان إبراهيم يأتي إلى السوق يومين في الأسبوع. يقف ويحمل سلّةً على ظهره وينقل البضائع.
قلت له يومًا: «ما اسمك؟»
قال لي: «نادني يد الله»

بعد مدة من الزمن، جاء أحد أصدقائي إلى السوق وتفاجأ لرؤيتة إبراهيم..
فسألني متعجبًّا: هل تعرفه؟ قلت له: «لا! لماذا تسأل؟»
🏐 قال: «إنه بطل في الكرة الطائرة وفي المصارعة، إنه إنسان تقي جدًّا، إنه يقوم بهذا العمل لكسر غروره. أقول لك فقط إنه إنسان عظيم!»
وبعد تلك الحادثة، لم أره أبدًا.

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
8⃣ #الكيس_الأسود

🔸 خلال السنوات الأخيرة قبل الثورة، مضافًا إلى عمله في السوق، كان إبراهيم منشغلًا بشيءٍ آخر، سرًّا.
كان يحمل في يده كيسًا بلاستيكيَّا أسود يضع فيه عددًا من الكتب ويتوجّه نحو السوق.
🛵 في يومٍ من الأيام، رأيته حين كنت مارًّا في الشارع على دراجتي النارية. سألته: «إلى أين يا أخي أبرام؟» قال: «إلى البازار».
أركبته ورائي، وفي الطريق قلت له: «منذ مدّة وأنا أرى هذا الكيس الأسود في يدك. ما القصة؟»
📓 قال: «لا شيء، كتاب».

في الطريق ترجّل أمام زقاقٍ وودّعني. تعجبتُ لأن مكان عمل إبراهيم ليس هنا. إذًا إلى أين هو ذاهب؟!
🕌 لحقته فرأيته يدخل إلى أحد المساجد. جلس بالقرب من بعض الشباب وفتح كتابه. عرفت أنه يدرس علومًا حوزوية.
👴🏻 خرجت من المسجد، وسألت عجوزًا كان يمر بالقرب مني: «عفوًا ما اسم هذا المسجد؟»
أجابني: «إنها حوزة الشيخ مجتهدي».
لم أكن أتوقع أن يصبح إبراهيم طالب علوم دينية.
كنت أنظر حولي بتعجّب، كُتب على حائط المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
«ما من عبد يخرج يطلب علمًا إلا وضعت له الملائكة أجنحتها، وسُلك به طريقٌ إلى الجنة».

في المساء، قلت لإبراهيم: «أخي أبرام، تذهب إلى الحوزة وتُخفي عنا الأمر؟».
فجأةً، التفت إلي بتعجّب، وكأنه عرف أنني لحقته إلى هناك. قال لي بهدوء:
❗️«خسارة أن يفني الإنسان عمره في الأكل والنوم. أنا لست طالب علوم دينية بشكل رسمي. أذهب إلى هناك للفائدة فقط. ثم أذهب عصرًا إلى البازار، ولكن في الوقت الحالي لا تُخبر أحدًا أبدًا».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
9⃣ #ابن_الجيران_والفتاة

🚶في عصر أحد الأيام، كان إبراهيم عائدًا من عمله. حين دخل الزقاق، وقع نظره على ابن الجيران وهو يتكلم مع فتاة شابة.
😧 ما إن رأى ذلك الشاب إبراهيم حتى ودّع الفتاة وذهب مسرعًا كي لا تلتقي عيناه بعينَي إبراهيم.

⚠️ بعد أيام، تكررت هذه الحادثة. هذه المرة حين التفت الشاب إلى إبراهيم، كان قد اقترب منهما كثيرًا. فابتعدت الفتاة بسرعةٍ إلى الطرف الآخر، وها هو إبراهيم وجهًا لوجه مع الشاب.

🤝 بدأ إبراهيم بالسلام والكلام والسؤال عن الأحوال والأخبار. خاف ذلك الشاب، لكن إبراهيم - وكعادته - كانت البسمة تعلو وجهه. قبل أن يسحب يده من يد الشاب، بدأ بالكلام وبهدوء تام فقال:
«أنت تعرف، ليس لمثل هذه الأمور سابقة في حيّنا، أنا أعرفك وأعرف عائلتك جيدًا، إذا كنت تريد هذه الفتاة، أنا سأتكلم مع والدك أن...».
⚡️ قطع ذلك الشاب كلام إبراهيم وقال: «لا، أرجوك لا تقل شيئًا لأبي، لقد أخطأت، اعذرني...».
😊 قال إبراهيم: «لا، وكأنّك لم تفهم قصدي، أقصد أنّ والدك يملك بيتًا كبيرًا، وأنت تعمل في الدكان. أنا سأُكلّم والدك الليلة في المسجد، إن شاء الله ستتمكن من الزواج بهذه الفتاة. ما الذي تريده أكتر من ذلك؟».
 
😔 قال الشاب وقد خفض راسه: «إذا عرف أبي بالأمر، سيغضب كثيرًا».
أجابه إبراهيم: «أنا أتكفّل بأبيك. أنا أعرفه. إنه رجل منطقي ومتفهّم».
🍃قال الشاب عندها: «والله لا أعرف ماذا أقول. الرأي رأيك». ثم ودّعه وذهب.

🔸بعد صلاة المغرب والعشاء، التقى إبراهيم والد ذلك الشاب. بدأ بالكلام عن الزواج؛ إذا توافرت الشروط المناسبة وكان الشخص مستعدًّا للزواج ولم يتزوج قد يقع في الحرام. وإذا وقع في الحرام، بماذا سيجيب الله يوم القيامة؟ وإنّ على الكبار أن يساعدوا الشباب في هذا المجال.
👍🏻 كان والد الشاب يهز برأسه موافقًا. لكن عندما بدأ الحديث يدور حول ابنه قطب حاجبيه منزعجًا.
سأله إبراهيم: «يا حاج، إذا أراد ابنك أن يحفظ نفسه من الوقوع في الحرام في هذه الظروف، فهل هذا أمر سيئ؟»
🔅قال الحاج بعد لحظات من السكوت: «لا»

🌸 في اليوم التالي، تكلّمت والدة إبراهيم مع والدة ذلك الشاب ثم مع والدة الفتاة وثم...
بعد مرور شهر على هذه القضية، كان إبراهيم عائدًا من السوق، والحي مزيّن بالمصابيح الجميلة، فارتسمت على وجهه ابتسامة رضا 😊 الرضا بسبب تحويل علاقة مشوبة بالشكّ والشبهة إلى ارتباطٍ إلهي.

ما زال هذا الزواج قائمًا إلى الآن، ويعتبر هذان الزوجان حياتهما مدينة للسلوك الحسن والمناسب الذي قام به إبراهيم.

 #يتبع
#سلام_على_إبراهيم
🔟 #القفزة_المعنوية  

🔹 نلاحظ في حياة كثير من العلماء العظام أنّ ما ساهم في رشدهم المعنوي السريع هو تركهم للمعاصي الكبيرة، وبالدرجة الأولى، ما يرتبط بضبط النفس عن الشهوات الجنسية.
يقول تعالى في سورة يوسف: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، وهذا يشير إلى أن القانون عام ولا يرتبط بالنبي يوسف فقط.

🍃 كان إبراهيم، وبوجهه الجميل وقامته الجذابة،  يرتدي بزة جميلة ويتوجه إلى عمله في شمال طهران. في أحد الأيام، التفتُ إلى أنه منزعج ومغموم وقليل الكلام.
قلت له: «أخي أبرام، هل حصل شيء؟».
💢 أجاب: «لا شيء مهمًّا؟»
🔅 لكنّني أصررت عليه وقلت له: «هل من شيء يزعجك؟ يمكنني مساعدتك».
💭 صمَت برهةً ثم تكلم: «منذ مدة، تعلقت بي إحدى الفتيات غير المحجبات في الحي، وهي تقول لي لن أتراجع حتى أحصل عليك».
😂 سكتُ قليلًا.. كدت أنفجر من الضحك.
فنظر إلي إبراهيم متعجبًا وسأل: «ما يضحكك؟»
❗️ قلت: «يا أخي أبرام، عندما تخرج من البيت بهذا الشكل والمنظر، لا  مجال للاستغراب».
⚠️ قال: «ماذا تعني؟ هل قالت لي هذا الكلام بسبب شكلي ومظهري؟»
🔅 قلتُ له: «لا شك في الأمر».

🔸 في اليوم التالي، ما إن رأيت إبراهيم حتى ارتفع صوتي بالضحك مرةً ثانية.
حضر إبراهيم إلى العمل حليق الرأس، بقميصٍ واسع فوق البنطال. وفي اليوم  الذي تلاه أيضًا، جاء إلى العمل بوجه غير مرتب، وببنطال كردي منتعلًا خفًّا.
✔️ واستمرّ على هذه الحال إلى أن تخلّص من هذه الوسوسة الشيطانية.

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
1⃣1⃣ #الصلاة_في_أول_الوقت

🔸 كانت الصلاة أول الوقت محور كل أنشطته وأعماله. رأيته مرارًا، وفي  أصعب الظروف، كيف كان وبهدوء تام، يصلي أول الوقت جماعة ويدعو الآخرين إلى الصلاة أيضًا.
يقول أمير المؤمنين: 《من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثماني: أخًا مستفادًا في الله، أو علمًا مستطرفًا، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو  كلمة تردّه عن ردى، أو يسمع كلمة تدله على هدى، او يترك ذنبًا خشية، أو حياءً》

▪️وكان إبراهيم مصداقَا حقيقيَّا لهذا الحديث. يذكّرنا سلوكه بكلام الشهيد رجافي: «لا تقولوا  للصلاة لدي عمل، قولوا للعمل لدي صلاة».
🍃 أفضل مثال على ذلك، حين كان يحين وقت الصلاة والشباب مشغولون بالرياضة، يوقف إبراهيم اللعبة، ثم يقيم الصلاة جماعة  وسط الحلبة.
🛻 مراتٍ عديدة، في مسيرنا نحو الجبهة وعندما يحين وقت الأذان، كان إبراهيم يؤذّن ثم يوقف السيارة ويشجّع الجميع على الصلاة جماعة.
💫 جذب صوت إبراهيم المؤثّر وأذانه الجميل الجميع إليه. كان إبراهيم  مصداقًا لحديث الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله: «إن الله وعد أن يدخل الجنة ثلاثة أنفار  بغير حساب... رجلٌ يتوضأ ثم يدخل المسجد فيصلي في الجماعة».

🕌 لم يكن ملتزمًا بالذهاب إلى مسجدٍ خاصٍّ لصلاة الجماعة؛ بل كان يذهب إلى كل مساجد الحي، وكان صديقًا لكثيرٍ من شباب هذه المساجد. منذ بداية نشأته ومنذ الأيام الأولى للرياضة، اشترى عباءة له وكان  يصلي دائمها مرتديَا هذه العباءة.

🕓 في إحدى المرّات استمرّ نشاط التعبئة إلى ما بعد منتصف الليل، وكانت تفصلهم ساعتان عن أذان الصبح. جمع إبراهيم الشباب، وبدأ يقصّ عليهم ذكرياته في الجبهة. كانت  الذكريات جذابة جدًّا ومضحكة جدًّا.
👈🏻 باختصار، أبقى الشباب مستيقظين  حتى أذان الصبح، وبعد الصلاة عادوا جميعًا إلى بيوتهم.  توجّه إبراهيم بالكلام إلى مسؤول التعبئة وقال: «لو انصرف الشباب مباشرةً بعد الجلسة إلى بيوتهم، الله يعلم إن كانوا سيستيقظون لصلاة  الصبح. لذلك في المرات القادمة انتبهوا، فإمّا أن تُنهوا أنشطة التعبئة باكرًا أو عليكم أن تبقوهم مستيقظين كي لا تصبح صلاتهم قضاءً».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
2⃣1⃣  #صلاة_الليل

🔻مع أنّ إبراهيم كان في النهار إنسانًا مرحًا وكثير المزاح ويتكلم بطريقة شعبية، لكنه ليلًا كان يستيقظ قبل السحر ليصلي صلاة الليل. كان يسعى كثيرًا كي يقوم سرًّا بهذا العمل.
🌑 كلما كان إبراهيم يقترب من نهاية أيامه، كان وقت استيقاظه في الليل يطول أكثر.  كان يعرف جيدًا أن الأحاديث اعتبرت القيام في السحر وصلاة الليل من علامات الشيعيّ الحقيقي.

كان ملتزمًا بقراءة دعاء كميل ودعاء الندبة. كان يقرأ الأدعية والزيارات كل يوم بعد صلاة الصبح، يزور زيارة عاشوراء يوميا أو يقرأ السلام الأخير فقط.

كان يكرر دومًا الآية «وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ».
قلت له يومًا: «يا أبرام، نقرأ هذه الآية للحفظ من الأعداء.. ولكن لا أعداء هنا».
نظر إلي إبراهيم نظرةً عميقةً وأجابني: «وهل ثمّة عدو أكبر من الشيطان؟».

⚡️ذات مرة، جرى الحديث حول الناشئة وأهمية الصلاة. قال إبراهيم  يومها: «حين رحل أبي عن هذه الدنيا، كانت أعصابي متعبة جدًّا. ليلًا، وبعد ذهاب المعزٍين، نمتُ من دون أن أصلي.. حين أغمضتُ عيني رأيت أبي في عالم الرؤيا: فتح باب البيت ودخل غاضبًا جدًّا وتوجّه مباشرةً إلى غرفتي، فتح الباب ونظر إلى وجهي للحظاتٍ عدة. فهمتُ من  نظرات أبي كثيرًا من الكلام. استيقظتُ قبل أن ينقضي وقت الصلاة، توضأتُ وأتممت صلاتي».

▪️من المسائل الأخرى التي كان إبراهيم يوليها أهمية كبيرة صلاة الجمعة.. قال مرة: "«أنتم لا تعلمون كم لصلاة الجمعة من ثواب وبركة».
يقول الإمام الصادق عليه السلام: «ما من قدمٍ سعت إلى الجمعة إلا حرّم الله جسدها على النار»".

 #يتبع
#سلام_على_إبراهيم
3⃣1⃣ #السارق  

🔹كنّا جالسين في الغرفة، ولدينا ضيوف. بعد دقائق، سمعنا ضوضاء وصراخًا أمام البيت. نظر إبراهيم من النافذة في الطابق الثاني، كان أحدهم يسرق الدراجة النارية لصهري ويلوذ بالفرار.
⚡️هتف إبراهيم: «أمسكوه، لص».
ثم نزل بسرعةٍ نحو الباب وركض خلف  اللص.
🏍 ما إن تقدّم بضع خطوات، وإذا بأحد الشباب يدفع بقدمه الدراجة النارية فتقع ويرتمي اللص على الأرض. سقطت إحدى القطع الحديدية من الدراجة النارية على الأرض، وتسبّبت بجرح يده وبدأ الدم يسيل.
🥷 ما إن وصل  إبراهيم ونظر في وجه السارق الخائف المرعوب، رفع الدراجة النارية وقال له: «اركب».
🩹في ذلك اليوم، اصطحب إبراهيم ذلك الشاب على تلك الدراجة النارية إلى  المستوصف ليعالج يده.

كانت أعمال إبراهيم عجيبة. في الليلة ذاتها أيضًا، ذهبا معًا إلى المسجد. بعد الصلاة، تحدث إبراهيم كثيرًا مع ذلك الشاب حول السرقة والمال الحرام، فقال الشاب: «أعرف كل هذا، لكن لا عمل لدي، ولي زوجة وأولاد أتيت بهم من  منطقة بعيدة. إنني مجبر على القيام  بهذا العمل».
بعدها تكلم إبراهيم مع أصدقائه ومع عدد من المصلين، فجاء إليه وأخبره: «الحمد لله لقد تأمّن العمل».
💵 ثم أعطاه مبلغًا من المال وقال له: «اطلب من الله أن يساعدك. اطلب الرزق الحلال دومًا. إن المال الحرام يحرق الحياة، أمّا المال الحلال حتى لو كان قليلًا، فيه بركة كثيرة».   
 
#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
4⃣1⃣ #حلال_المشاكل

سُئِل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : أيّ المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "الذي يجاهد بنفسه وماله".

🔸حدّثنا القائد خلال عرض ذكرياته مع الشهيد إبراهيم قال:
«في أيام الحرب الأولى، قلت لإبراهيم: «يا أخي إن راتبك جاهز، يمكنك تسلّمه متى تشاء».
🍃أجابني بهدوء: متى ستذهب إلى طهران؟
- بعد يوم أو يومين.
- سأكتب لك عناوين، حين تصل طهران، وزّع راتبي على هذه البيوت.
قمتُ بما طلبه مني. وعرفت بعدها أن هذه العائلات فقيرة، ومستحقّة ولها كرامتها»

🌼 لم تقتصر مساعدة إبراهيم للناس على المال فقط؛ بل ساعدهم بكل ما استطاع، وكان يبذل جهدَا حقيقيًا في هذا الأمر.

🚶‍♂كنت عائدًا من الجبهة ولم يبقً معي أي مال. كنت متوجهًا إلى البيت مشيًا على الأقدام، وكنت متأكدًا من أنني ما أن أصل إلى البيت، ستطلب مني زوجتي مالًا، وسيطلب أولادي، وكذلك صاحب البيت.
🤷🏻‍♂ لم أعرف إلى من ألجأ. أردت الذهاب إلى بيت أخي، لكن أوضاعه هو
أيضا ليست أفضل من أوضاعي.
🚦وقفت عند تقاطع الشارع وصرت أفكر. قلت في نفسي: «إن الله فقط سيساعدني، لا أعرف إلى من أذهب؟».

🏍 كانت هذه الأفكار تتضارب في رأسي، عندما رأيت إبراهيم آتيًا من بعيد على دراجته النارية، يتجّه نحوي. حين رآني، ترجّل وعانقني بحرارة. بعد دقائق، حين أراد الذهاب، سألني:
«هل تسلّمت راتبك؟»، قلت له: «لا لم أتسلمه، ولكن لا يهم».
مدّ يده إلى جيبه وسحب مبلغًا من المال. قلت له: «لا والله، قد تحتاج
إليه أنت».

💵 قال: «هذا قرضٌ حسن، أعده لي حين تتسلم راتبك».
وضع المال في جيبي، ثم ركب على دراجته النارية وانطلق مسرعًا.

كان لهذا المال بركة في حياتي، استطاع أن يحل كثيرًا من المشكلات. ولفترةٍ من الزمن لم أعانِ من مشكلة مالية. في ذلك اليوم، أرسل الله إبراهيم إليّ.
💖 كم دعوتُ له!

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
5⃣1⃣ #هو_صديقنا

⚡️ كان قلقًا جدًّا، ويظهر الانزعاج على وجهه. سألته: «ماذا حصل؟»
💣 أجابني بحزنٍ: «ذهبنا الليلة الماضية مع الشباب في عملية استطلاع. خلال طريق  العودة، وبالضبط قرب موقع العدو، داس «ماشاالله عزيزي» على لغمٍ  واستشهد. ثم أُطلِق النار علينا فأجبرنا على الانسحاب..»؛ فهمت سبب انزعاجه.

🌘 عند حلول الظلام، تحرك مسرعًا. عاد في منتصف  الليل مسرورًا ومنشرح الصدر، يردد صارخًا: «أيها المسعف، أيها المسعف،  تعال بسرعة! «ماشاالله» على قيد الحياة».
🚑 سُرّ الشباب ووضعوا «ماشاالله» في سيارة الإسعاف. لكنّ إبراهيم كان جالسًا في زاوية يفكر. جلست بالقرب منه وسألته: «فيم تفكر؟».
سكت قليلًا ثم قال: «لقد سقط «ماشاالله» وسط حقل الألغام، لكن حين ذهبت لإحضاره لم يكن هناك. لقد وجدته في  الخلف، في مكان آمن وبعيد.. كان ينتظرني».

📝وإليكم ما كتبه «ماشاالله» في دفتر مذكراته حول تلك القضية:

🩸لقد نزفت قدمي كثيرًا، وكأنني تخدّرت. كنت في حالة لا توصف، رددت مرارًا: «يا صاحب الزمان أدركني».
حلّ الليل وأظلم المكان، وإذا بشابٍ جميل نورانيّ يقف فوق رأسي. فتحتُ عيني بصعوبةٍ بالغة.  رفعني بهدوء، حتى إنني لم أشعر بأي ألم. أخرجني من حقل الألغام، ومدّدي برويّةٍ على الأرض في مكان آمن.
💖 ثم قال لي: «سيأتي أحدهم لينقذك. هو صديقنا!».
🍃بعد لحظات وصل إبراهيم. بصلابته المعهودة، حملني على ظهره وانطلق عائدًا. لقد أخبرني «صديق إبراهيم» عن جماله النورانيّ. هنيئًا له.》

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
6⃣1⃣ #في_محفل_العظماء

🏍 كان إبراهيم يركب خلفي  على الدراجة النارية. كنا نمرّ أمام أحد الشوارع حين ناداني إبراهيم: «أمير، قف!».
فتوقفت بسرعة أمام ذلك الشارع وسألته: «ماذا هناك؟».
أجابني: «إذا كان لديك وقت، فلنذهب لزيارة أحدهم».
🔅 قلت له: «هيا بنا، ليس لديّ عمل خاص».
ثم دخلت أنا وإبراهيم إلى أحد البيوت.
✋🏻كرّر مرات عدة: «يا الله، يا  الله»، ثم دخلنا إلى غرفةٍ حيث يجلس عدد من الأفراد.

🔘 في وسط المجلس رجلٌ عجوز يرتدي عباءةً سوداء وعلى راسه قبعة سوداء صغيرة. سلّمنا، وجلسنا في زاويةٍ من الغرفة. بعد أن أنهى الحاج كلامه مع أحد  الشباب، نظر إلينا بوجهٍ باسم وقال: «يا سيد إبراهيم، هل أضعت الطريق؟ ما الذي تفعله هنا؟».
▫️طأطأ إبراهيم رأسه ثم قال: «يا خجلي، يا حاج، لا وقت لدينا لنزوركم».  
🔺حين كان يتحدّث لاحظت أن هذا الحاج يعرف إبراهيم جيدا. تحدث الحاج مع الحضور قليلًا وحين خلًت الغرفة نظر إلى إبراهيم وقال بنبرةٍ متواضعة: «يا سيد إبراهيم، انصحنا».
احمّر وجه إبراهيم خجلًا وقال: «أرجوك يا حاج لا تُحرجنا أكثر، أرجوك لا تقل هذا الكلام».
📆 وبعد لحظات من الصمت قال: «أتينا لزيارتكم وإن شاء الله سنحضر في الجلسة الأسبوعية».
🫂 ثم وقفنا، ودّعناه وخرجنا.

🏍 في طريق العودة، قلت لإبراهيم: «بالله عليك، لماذا لم تنصح هذا الرجل نصيحةً ما؟ الأمر لا يحتاج إلى الاحمرار والاصفرار من الخجل».
💢 أجابني إبراهيم بانفعال: «ماذا تقول يا عزيزي «أمير»؟ هل عرفتَ من هو هذا الرجل؟
- في الحقيقة، لا! من يكون هذا الرجل؟
- هذا الرجل من أولياء الله، الذين لا يعرفهم كثيرون. إنه الحاج الميرزا  "إسماعيل الدولابي" ».


مرت سنوات قبل أن يعرف الناس الحاج «الدولابي». وبعد أن قرأت كتاب  «طوى المحبة» أدركت كم كانت جملته التي قالها لإبراهيم مهمة وعظيمة.  

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
7⃣1⃣ #الزيارة

🔸كان برنامج إبراهيم في ليالي الجمعة، زيارة حرم «السيد عبد العظيم الحسني». كان يقول: «ليلة الجمعة هي ليلة الرحمة  الإلهية، ليلة زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، الليلة التي يذهب الأولياء والملائكة فيها إلى كربلاء، ونحن نذهب إلى مكان قال أهل البيت يومًا إنّ له ثواب زيارة كربلاء».

🤲🏻 كان يقرأ دعاء كميل هناك، ثم يعود قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. 🌘 في إحدى الليالي، خرجنا معًا من الحرم، لكنني كنت مستعجلًا جدًا، فركبت الدراجة وراء أحد الشباب وتوجّهت نحو المسجد. لكن إبراهيم وصل بعد ساعتين أو ثلاث.
سألته: «عزيزي أبرام، لماذا تأخرت؟». 🔅 قال: «لقد ذهبت مشيًا على الأقدام لأزور قبر الشيخ الصدوق. يقول أهل  طهران القدامى إن الإمام المهدي عليه السلام يأتي في ليالي الجمعة لزيارة مزار الشيخ  الصدوق».
🚶قلت له: «لكن لماذا أتيت مشيًا على الأقدام؟».
❗️لم يُجبني بوضوح، فأكملت قائلًا: «لقد كنتَ مستعجلًا لتأتي إلى المسجد، لكنك مشيت كل هذا الطريق، لا بد من وجود سبب واضح لهذا الأمر».

💬 بعد الكثير من الأسئلة، أجابني: «ما إن خرجتُ من الحرم، تقدّم رجل محتاج، فأعطيته كل المال الذي كان معي. حين ركبت سيارة الأجرة تذكرتُ أنني لا أملك مالًا فترجلّت. لذلك أتيتُ مشيًا إلى هنا».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم