الطريق إلى التوبة
6.2K subscribers
10.2K photos
385 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
هل تحتاج طريقة حفظ القرآن إلى معلم أو شيخ؟
يمكنني أن أخبرك أخي الحبيب بتجربتي في الحفظ، والتي كانت من دون أي معلم، كنتُ أعتمد على سماع القرآن فقط، وهذا كان يسهل عملية الحفظ، إذ أنني بهذا الأسلوب لم أتقيد بموعد أو مكان محدد للحفظ، بل كانت جميع الأوقات والأمكنة مفتوحة، وهذا ما ساعدني على استغلال كل دقيقة من وقتي.
ولكن هنالك اعتقاد عند كثير أو جميع العلماء يؤكدون فيه على ضرورة وجود شيخ للحفظ، وأنك لن تستطيع أن تحفظ شيئاً من دون شيخ، أو أنك لن تستطيع أن تتقن أحكام التجويد إذا لم يسمعها منك أحد ويصححها لك.
وأقول بأن هذا الكلام صحيح وغير صحيح! صحيح في أن المؤمن بحاجة للقدوة الحسنة ولمن يصحح له أخطاءه، وغير صحيح في أن أجعل اعتمادي كله على الشيخ! فإذا كان وجود شيخ حافظ لكتاب الله تعالى أمر سهل فهذا شيء طيب، ولكن إذا كانت ظروف الذي يريد أن يحفظ القرآن غير مناسبة لاتباع حلقات التحفيظ فهل يترك القرآن وينساه؟
لذلك أنت يمكنك أن تعتمد على الله أولاً ثم على نفسك في الحفظ ومحاولة تقليد ما تسمعه من الأشرطة، بل وتحاول أن تسجل صوتك وأنت تقرأ القرآن بترتيل ثم تستمع إليه وتحاول أن تكتشف أخطاءك بنفسك.
ثم كلما وجدت ظرفاً مناسباً للالتقاء بشيخ حافظ فيمكنك أن تعرض عليه شيئاً مما حفظته وتطلب منه أن يصحح لك الأخطاء التجويدية، أما الأخطاء اللغوية فهذا الأمر يجب ألا يحدث، لأنك عندما تستمع لصوت قارئ القرآن من شريط مسجل فأنت تستمع إلى القراءة الصحيحة وينبغي عليك أن تصغي جيداً وتلتقط كل ذبذبة صوتيه وتحاول أن تقلدها.
ولذلك ومن هنا ندرك معنى قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]. أي يجب عليك أن تدقق وتفكر بكل حرف ينطقه القارئ، ويفضل أن تسخر كل أحاسيسك ومشاعرك وتتفاعل مع القرآن ومع المعاني القرآنية.

#التكمله يوم الغد
.

.
#ادمن_حيدري : اخوتي اعتذر لما سأقوله الان لكن بعد 17 ربيع الاول سأترك القناة بشكل رسمي نتيجة لظروف فما هو رأيكم بهذا القرار ...راغب اسمع وجهة نظركم
هذا معرفي راسلوني واكتبوا رأيكم
@alhydari999_bot
الطريق إلى التوبة
#فقرة #يد_الهدى
#التكمله
3_انسَ طاعاتك

إذا اعترفت نفسك بالتقصير والذنوب؛ فأدِم تذكيرها بعظيم جرائمها وذنوبها، وأوهمها أنها لم تعمل في حياتها إلا المعصية، وأنسِها في هذه المرحلة حسناتها وطاعاتها؛ حتى توقن بالهلاك إن لم تتب، ويستيقظ ضميرها، وتسيل دمعتها. فإذا ما استيقظ ضمير نفسك، وسالت دمعتها، وأيقنت بالهلاك فأخبرها بضرورة الإقلاع عن المعاصي والاستدراك، وأن هذا لا يتأتى إلا بهجران كل أسباب المعصية؛ من أصحاب وأهل وقرابة وأدوات، وأخبرها أنها لا تصح توبتها إلا بترك ذلك كله. أذلها بالجوع إذا نفرت نفسك من ذلك وأبَت؛ فاكسرها بكثرة الصيام،

(بهذه النقطه ورد عباره مهمه_بهجران أسباب المعصيه_ هل تريدون أن اكرر كتابتها عشر مرات لتقرع بأدمغتكم ... عندك ذنوب تريد تركها وتحاول وتحاول في الوقت الذي تكون فيه اسبابها على مقربه منك فهذا سيصعب المهمه مادامت مسبباتها قائمه .. ولايوجد شيء يصعب عليك ...الاقلاع عن المعاصي والتوبه بيدك أنت أصلا الصعوبه اختراع من عقلك ونفسك وتهاونها ... من أستطاع الخلاص قبلك لم ينزل عليه وحي أو ملك ... بل هو قرر في داخله ان يقوي نفسه ليقلع عن الذنب)


4_وأذلها بالجوع

فإن النفس إذا آلمها الجوع تخشع وتستمع وتستسلم للمعاتبة فتقبل، فإذا لم تقبل فذكِّرها بعذاب الله وسوء المصير؛ حتى تلين لك، وعندها ستجدها تعطيك وعدًا بترك المعاصي بعد قليل، وتسوف لك متعللة بقضاء بعض حوائجها.

(قبل مده طويله قرأت عن توبة شاب يقول في احد مراحل توبتي وهي مرحلة تأديب اعتبرها لنفسه كنت أجبرها على الصوم وحينما أصوم أشعر وكأنها طفل صغير يصرخ ولايريد ذلك ولكن كنت أستمر واجاهد وأضغط عليها حتى تمكنت ولوحدي من اخضاعها لامر الصيام ... وبقلة الطعام ستتمكن من تطهير نفسك بسهوله أكبر)

#التكمله

5_قاوم التسويف

إذا وجدتها تسوف لك وتعد لأمد طويل أو قصير، فاحمل عليها حملة شديدة بالزجر والتذكير بعدم ضمان الأجل، وأنه لربما تستوفي أجلها قبل أن يحين الموعد، وأعد عليها ذكر العقوبات والنقم.

(مره أخرى ترد جمله جيده ... __فأحمل عليها حمله شديده__ .... عاقبها أن لم يفد معها التذكير والزجر)

6_تحلية بعد تخلية

فإذا أذعنت لك وطاوعتك في قطع أسباب المعصية، فاعمل على إكسابها أضداد ما قطعته وفارقته؛ فابحث لها عن صاحب مرشد بدلا من الصاحب المغوي، وعلِّمها الذكر بدلا من السهو والغفلة، وألزمها التثبت والتفكر بدلا من الطيش والعجلة، وأذقها مناجاة الرب سبحانه وتعالى وحلاوة تلاوة كتابه. ومطالعة العلم، والتعرف على سير الصالحين وأخلاقهم، بدلا من الخوض في الباطل ومجالسة الفاسدين المفسدين، وعندها تجتمع أنوار هذه البدائل في قلبك، ويستنير عقلك بموروثات الطاعة، ويؤيدك الله بمعونته، وتقهر أنوار الطاعة أهواء نفسك؛ فتتحول الطاعة إلى طبع وعادة. مثلما كانت المعصية لها طبع وعادة.

(الى هنا صار وقت أن تعلم نفسك الالتزام بأمور معينه القرآن صلاة اول الوقت ذكر الله ... الخ وتضيف عليها الصحبه الصالحه وستجدها في الكتب الخاصه بسير الصالحين أمثال قصص وخواطر للشيخ المهتدي وكتاب سيرة العرفاء وكتاب أساطين العرفان وكتاب منازل الاخر وكتاب سير الى الله وكتاب قصص العلماء وكتاب الكمالات الروحيه ... ستجدون ايضا على الكوكل شبكة السراج في الطريق الى الله وشبكة بوارق الملكوت... صدقا ستكون رحلة ممتعه بالبحث عن النور )




7_إياك والعُجب

إذا وصلت نفسك لهذه المرحلة من الاستقامة على طاعة ربها؛ فربما نما فيها العُجب بطاعتها وتركها للمعصية، فازجرها عن ذلك، وذكرها بنظر الله عز وجل إلى ضميرها، وخوفها بحبوط هذا العمل، وشككها في قبوله.

(ضع في حسبانك هناك علماء ورجالات دين شهدوا قبل وفاتهم يتبرأون من دينهم... وهناك أناس ماتوا وهم في وضع العصيان نعوذ بالله من سوء العاقبه مع أن ظاهرهم جيد ...انصحك بقراءة كتاب قصص أذهلتني وكتاب منازل الاخره وكتاب قصة الحياة بعد الموت بلاضافه الى اقوال علماء العرفان لتروا ان هناك اعمالا تفنى بهفوه واحده وترديك الى حفر النيران )


#يتبع
#التكمله

8_تذكر ماضيك

وإذا نجت النفس من العجب بأعمالها فربما وقعت في الكبر والاستطالة على الناس لما ترى من معاصيهم واستقامتها، فتزدري العاصين وتترفع عليهم، عندها ذكرها بماضي ها وما كانت عليه، وأقرِع سمعها بقوله عز وجل: {كَذَلِكَ كُنتُ! م مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}، وقول القائل: "رب معصية أورثت ذلا وانكسارًا خير من طاعة أورثت عزًّا واستكبارًا"، وخوفها من خاتمة السوء، حتى تعرف قدرها وتنفي الكبر عن ضميرها. ولكن لا تعتقد أن هذه هي النهاية؛ فكما يقولون: "إن الوصول إلى القمة سهل، ولكن الحفاظ عليها هو الصعب"، فيجب أن تكون على حذر دائمًا، وأن ترعى نفسك وتهذبها دومًا مما يعكر عليها صفو الطاعة؛ حتى تظل على هذه الحالة من الاستسلام والانقياد لله عز وجل، والنفور من معصيته. وأخيرًا عليك الدوام على الدعاء بالثبات، واحذر الانتكاسة، واعلم أن الهداية من الله عز وجل

(من الاخير ضع ورقه فيها _رؤوس أقلام_ لأكثر المعاصي المخجله التي ارتكبتها ... وكلما رأيت في نفسك العجب أو التقزز من الاخرين لذنوبهم أنظر اليها وتذكر ماضيك)



هذه عشرة اعمال أخرى لقضاء حوائجكم ... طالبا منكم الدعاء لي

🔼قراءة “وأسأل الله من فضله وجوده وكرمه ونعمه” 100 مرة ثم “يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ” 100 مرة للمطالب وللزواج.
🔼قراءة بتركيز ” أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ” 100 مرة للزواج.
🔼لإبطال السحر: قراءة “اللهم صلي على محمد وال محمد” 10 مرات ثم قراءة “يا مبطل السحر أبطل عني السحر ويا مزيل العسر أزل عني عسره ويا فتاح إفتح عني عقده ويا فعال إفعل بي ما يصلحني منه” 120 مرة ثم قراءة “اللهم صلي على محمد وال محمد” 10 مرات .
🔼للرزق وغلبة العدو تنوي صيام يوم قربة وطاعة لله تعالى وبعد السحور و طلوع الفجر قراءة سورة طه وتكمل صيام يومك.
🔼قراءة “يا غني ” 6016 مرة للغنى , قراءة”يا غني يا نور يا الله” 1050 مرةللرزق.
🔼قراءة سورة يوسف 41 مرة على قميص المسجون لخروجه, قراءة سورة الضحى 11 مرة لخروج المسجون.
🔼زيارة امير المؤمنين عليه السلام من قرب او بعد ثم قراءة السور الحشر والنحل و الاخلاص 100 مرة و الحمد 100 مرة للقضاء الحوائج وابعاد نفس الجن والانس .
🔼قراءة “ياقاهر العدو ياوالي الولي يا مظهر العجائب يامرتضى علي” 100 مرة للمطالب العظيمة.
🔼زيارة الامام علي من قرب او بعد ثم تقول “يا أمير المؤمنين ياذا النعم يا إمام المتقين يا ذا الكرم إننا جئناك في حاجاتنا فلا تخيبنا وقل فينا نعم” 110 مرة ثم تقول ” فمن دق باب الكريم إنفتح”.
🔼المداومة على زيارة عاشوراء بعد صلاتي الظهر والمغرب لقضاء الحوائج.
🔼قراءة زيارة عاشوراء لمدة 9 ايام واهداء ثوابها الى السيدة نرجس ام الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه ولها أعاجيب.



#ادمن_حيدري


🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
Photo
#التكمله
#الطريق_الى_الانقاذ


تعرَّفي على صديقات وتقرَّبي إلى الصالحات من الزميلات؛ فخير ما يتَّخذ المرء في هذه الحياة خِلٌّ وفيٌّ، وصديقٌ حقيقي، أشْبِعي عاطفتكِ وارْوِي ظمأ قلبكِ ببَذْل المزيد من العطاء والحُنو على أُخَيَّاتكِ الصغيرات، إن كنَّ يُلاقِينَ مثل ما لاقَيتِ من سوء المعاملة والتفريق بين البنين والبنات، في زمنٍ أصبَح العدل فيه عنوان الحياة!

 

تفوَّقي في مجال دراستكِ، وأثْبتي لنفسكِ ولِمَن حولكِ أنَّ الشاب لا يَفْضل الفتاة في مجال العلم، ولا يستحقُّ مزيدَ اهتمام أو اعتناء.

 

استمتعي بطعم النجاح، وتغلَّبي على كل ألَمٍ نفسي بتذوّق طعمه، وارتشاف رَحيقه العذب، ولا تَهربي إلى أحلام وأوهام وآمال، تعمل عمل المُسكِّن الذي يُهَدِّئ الألَم؛ ليَدعه يعود أقوى وأشد فَتْكًا بصاحبه.

 

لا أنصحكِ أن تشغلي نفسكِ وقلبكِ وفكركِ بالدعاء أن يَجعله الله لكِ زوجًا؛ فقد يأتيك من الرزق ما يَسعد به قلبكِ، وتَقَرُّ به عينكِ في الدنيا والآخرة، وقد جرَّبتِ استمرار العلاقة قبل ذلك مرَّتين، ثم لَم يكن إلا الفراق، فلا تُكَرِّري المحاولة بعد أنِ ازْدَاد عقلكِ علمًا، واتَّسعت مدارككِ، واستنار قلبكِ بنور الحِكمة، وسَلي الله أن يَصطفي لكِ من عباده مَن يعلم صلاحه وخَيريَّته، ومَن تكون معه السعادة والهناء والرضا.

 

وفَّقكِ الله وأصْلَح حالكِ، ويسَّر أمركِ، وعَصَم قلبكِ من الزَّلل
#التكمله

الصوفية اشتغلوا من قديم بهذا الأمر وسمَّوه "رياضة"، فإذا ذُكرت الرياضة عندهم لم تخطر ببالهم منافسات الجري وألعاب الكرة وغيرها مما يسميه الناس اليومَ رياضةً، بل فهموا منها "رياضة النفس ومجاهدتها"، وللغزالي كلام طويل في هذا الموضوع في "إحيائه"، وهو في ربع الكتاب الثالث الذي سمّاه "ربع المهلكات". ولست أنصح بقراءة "الإحياء" قراءة استسلام وقَبول على الجملة، ولكنْ قراءة نقد وانتقاء، فما كان فيه صالحاً نافعاً (وهو كثير) أخذنا به، وما كان من تخليطات الصوفية (وهو كثير أيضاً) فلا حاجة لنا به. الغزالي يعرّف هذه الرياضة في كتابه بأنها تكلُّف الإقبال على الأفعال الحميدة وتكلُّف الابتعاد عن الأفعال القبيحة، حتى يصير الإقبال على الأولى واجتناب الثانية طبعاً في النفس لا تكلفاً وتصنّعاً. 

وخلاصة هذه الفكرة -بلغتنا العصرية- هي أن المرء إذا أكره نفسه على أمر صعب، ثم استمر في مجاهدة نفسه وحملها على الأمر نفسه مرة بعد مرة، فإنه يصير في النهاية أمراً تلقائياً يصنعه باسترخاء وبلا تعب؛ كمن يحمل نفسه على القيام لصلاة الفجر، فإنه يجد في هجر فراشه الدافئ والقيام للصلاة أول مرة صعوبة بالغة، وفي المرة الثانية تنقص هذه الصعوبة شيئاً يسيراً، واحداً بالمئة مثلاً، ثم تنقص قليلاً في المرة الثالثة وفي الرابعة، وما تزال كذلك في نقصان حتى يصير القيام للصلاة أمراً يسيراً هو إلى العادة أقرب منه إلى التكلف.

وهذا كله ليس إلاّ "فن تقوية الإرادة"، وهو أمر ممكن بالممارسة. أنا شخصياً أعتقد أن "الإرادة" يمكن تقويتها كما تقوَّى أيُّ عضلة من عضلات الجسم بالتمرين المستمر، فالرياضي الذي يريد امتلاك ذراعين قويتين يمارس تمارين الضغط بصورة متكررة، فيتمدد على بطنه ويثبت ذراعية بحذاء صدره ويشد قامته، ثم يحرك جسمه ارتفاعاً عن الأرض وانخفاضاً، مرة بعد مرة. ولكنه لا يبدأ بخمسين "ضَغْطة" منذ اليوم الأولى، فإنه لن يطيقها، بل يبدأ باثنتين أو بثلاث ويداوم عليها أياماً، ثم يزيدها ضَغْطة أخرى ذات يوم ويستمر أياماً، ويكرر الأمر على هذه الصورة، فما يزال يزيد عدد الضغطات واحدة في كل عدة أيام ويحمل نفسه عليها، حتى يأتي يوم تصبح فيه الضغطات الخمسون بمثل سهولة الثلاث يوم بدأ أول مرة.

ما فعله هذا الرياضي بعضلات ذراعيه هو ما يمكن أن يفعله أي واحد بإرادته، فإذا كان ضحية للتدخين وكان من عادته أن يدخن في اليوم ثلاثين دَخينة فإنه يقرر أن يدخن في أحد الأيام تسعاً وعشرين، ويقاوم رغبته في الدخينة الإضافية مهما يكن إلحاح نفسه، ويكرر الأمر نفسه من الغد وفي الأيام التي بعده، وفي اليوم الخامس ينقص دخينة أخرى فتصبح حصته ثمانياً وعشرين، وما يزال يقاوم رغبة نفسه بإرادته حتى يصل إلى ترك التدخين كله.

#الطريق_الى_الانقاذ
#التكمله
فليصنع صاحبك الأمرَ نفسه مع ما ابتُلي به من أمور: ليقاوم رغبته في النوم والغياب عن واحدة من المحاضرات مرة في الأسبوع، وليداوم على ذلك أسابيع، ثم ليصنع ذلك مع محاضرتين في الأسبوع ويستمر على ذلك أسابيع، وما يزال يزيد التزامه بالدوام قليلاً قليلاً حتى يألفه ويهجر الغياب. وليصنع بما يمارسه من عادة السوء الصنيع نفسه: إذا كان من عادته أن يكرر الأمر يوماً بعد يوم فليجاهد نفسه على دفعه يوماً واحداً في كل مرة. فإذا نجح في ذلك وصار يصنعه في الثلاثة الأيام مرة فليدفعه يوماً آخر، وليَثْبت على ما اكتسبه حتى يصير هيناً عليه أن يصنعه في الأربعة الأيام مرة... وما يزال يباعد بين الفعل والفعل حتى يجد أنه يعيش الأيام الطوال مرتاحاً خالي البال بلا شيء من ذلك، فيألف حياته الجديدة ويترك ما كان منه.

هذا الأسلوب ينجّي صانعه من النكسات المؤلمة، لأن القَسْر والقهر الشديدين قد لا تحتملهما النفس الضعيفة فتسقط وتتراجع، أي أنه لو عزم على ترك ما يفعله فجأة والانقطاع عنه بلا تدرج ولا تمرين فربما لا ينجح في الثبات على الوضع الجديد، فإذا ضعف فانتكس وعاد إلى قديمه أصابه اليأس والإحباط، وأنت نفسك أشرت إلى شيء من هذا حين قلت: "تصاب محاولاته بالفشل الذريع ولا يستطيع الاستمرار، بل لا بد من أن ينقطع في إحدى مراحل الطريق، وإن انقطع بلغ اليأس من قلبه كل مبلغ وشعر أنه لا فائدة تُرْجى له من الحياة". ولو كان صاحبَ إرادة قوية صلبة لكان احتمال نجاح "الانقطاع المفاجئ عن العمل السيئ" احتمالاً كبيراً، أمَا وقد علمنا أن إرادته دون ذلك قوةً فلا يحسن أن نمشي به في طريق يزيد فيه احتمال الانتكاس والارتداد، وخيرٌ له أن يسلك طريق التدرج والتمرين.

هذه هي الطريقة الوحيدة لتقوية الإرادة: المران والمثابرة. والإرادة إذا قَوِيَت أحالت الإنسان غيرَ الإنسان، حتى ليجد المرء أنه قد وُلد خَلْقاً آخر جديداً غير ما عهد من قبل. على أن من المناسب أن أشير هنا إلى أن علماء النفس لا يعترفون بهذه "الإرادة" بالصورة التي وصفتُها آنفاً، وهم إذا استخدموا هذا المصطلح لم يستخدموه إلا للتفريق بين السلوك الذي يسلكه المرء بإرادته، فهو عندهم "سلوك إرادي"، والسلوك الذي يسلكه بغير إرادة منه، وهو عندهم "سلوك لاإرادي". وهم يعلّلون عمل المرء حين يُقدم على أمر من الأمور وينصرف عن آخر سواه بأنه يستجيب لرغبة ويُعرض عن رغبة، فهي عندهم "رغبات" يختار منها المرء ويدع؛ فإذا رنَّت ساعة المنبِّه إلى جنب سريرك صباحاً تنازعَتْك رغبةُ البقاء في السرير والاستمرار في النوم من جهة، ورغبةُ المحافظة على الوظيفة وكسب المال من جهة، وبالنتيجة تنتصر رغبتك الثانية على الأولى، فتقوم من سريرك كارهاً وتجهّز نفسك وتذهب إلى العمل. هذا مثال بسيط لما نقوم به كلما اضطررنا إلى الموازنة بين رغبة ورغبة. 

وهذا الذي يقوله علماء النفس صحيح، فالإرادة معناها أعَمُّ من أن يُحصَر في الأمر الصعب النافع، لأنك تحتاج إلى الإرادة لكي تقرأ كتاباً مفيداً وتحتاج إلى الإرادة لتشاهد فلماً سخيفاً، والمرء يحتاج إلى الإرادة للذهاب إلى المسجد أو إلى الملهى، وبالإرادة يصوم مَن صام وبالإرادة يفطر من أفطر... وهكذا نجد أن كل عمل نقوم به "مختارين" نحتاج إلى "الإرادة" للقيام به. إذن لنخصص المصطلح الذي نستعمله في المألوف من أحاديثنا وكتاباتنا فنقول: "تقوية إرادة الخير"، والخير كلمة عامة تصلح لأمور الدنيا وأمور الآخرة. 

وقد وجدت أن أفضل ما يوفَّق به بين العلم النفسي والنص القرآني هو أن نعتبر أن جماع الرغبات الخيِّرة -بالتعبير النفسي- هو "النفس اللوَّامة" التي ذكرها القرآن، وجماع الرغبات الشريرة هو "النفس الأمّارة بالسوء". وعندما نقوّي إرادة الخير في نفوسنا، أو نقوي الرغبات الخيّرة والنوازع الصالحة في نفوسنا، فإن كل ما نصنعه في الحقيقة هو أننا ننصر النفسَ الصالحة على النفس الطالحة، فنجعل للأولى على حياتنا الأمر والسلطان ونحكم على الثانية بالضعف والخذلان. وما هما بنفسين على التحقيق، فليس للواحد من الناس إلا نفس واحدة، ولكنها ميول للنفس إلى جهة الخير أو إلى جهة الشر: {ونفسٍ وما سوّاها فألهَمَها فُجورَها وتقواها}، {وهَدَيْناه النَّجْدين}، وكلما عزّزنا إرادة الخير ورغبات الخير في أنفسنا تضخمت فيها النفس السوية الصالحة اللوّامة، وتضاءلت النفس الأمّارة بالسوء، فتحقق لنا -بإذن الله- الخير والفلاح في الدنيا وفي الآخرة.



    

#الطريق_الى_الانقاذ