الطريق إلى التوبة
6.18K subscribers
10.2K photos
387 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#مشكاة_عشق /٢٧ ...

كان جالسا خلف مكتبه ينظر اليها وهي واقفة امامه وقد بدت عليها علائم الارادة والصلابة و على الرغم من كل هذا الا انها جسدت الرقة والنقاء بردائها الابيض الطويل .
قام الاب من خلف المكتب بصعوبة وتوجه الى حيث تقف وامسك بها من كتفيها بحنان ونظر في عينيها مباشرة وبدون مقدمات سألها بحذر :
_ ماريا اخبريني هل تريدين ان تصبحي مسلمة ؟
ارتعش بدنها النحيل وشعر الاب بأضطرابها فأشار عليها بالجلوس :
_ اجلسي ياصغيرتي ودعينا ننهي هذا الامر .
همست بخوف :
_ ابتِ انا اعشق ايليا واما ابنه الحسين فقد استقر في قلبي و كلما تذكرت ماقصه عليَّ مهدي من فاجعة كربلاء ومقتل الحسين وتضحية العاشقين الذين كانوا برفقته يصيبني الالم والغم وتُغرقُني موجات بكائي وانا اذكر تضحيات هؤلاء الناس من اجل دينهم ، فكم هو عظيم هذا الدين حتى يضحي الحسين بنفسه وبأهل بيته وبأصحابه من اجله .
كانت تتحدث بصوت خاشع جعل قلب الاب يرتعش حبا لهذا الامام العظيم :
_ حسنا يا ماريا وهل تكفي تضحية الحسين بنفسه لتجعلك تتركين ملة ابائك واجدادك .
تأملت ماريا اناملها وهمست :
_ وهل يوجد اقدس من ان يضحي الانسان بروحه لاجل الله ؟
_ لا يا ماريا لايوجد .
نظرت الى وجه الاب بنظرات مفعمة بالامتنان والحب :
_ أبتِ انا احبك كثيرا ولا اريدك ان تقلق بشأني احتاج الى المزيد من الوقت لاطلعك على قراري فأنا مقبلةٌ على امر عظيم و لابد ان اكون مستعدة تماما قبل ان اخطو هذه الخطوة .
ربت الاب على يديها بحنان :
_ انت محقة يا ماريا انه لامرٌ عظيم ، حسنا يمكنك الانصراف الان يا عزيزتي .
سارعت ماريا في الخروج من الحجرة فقد كان ثقل الامر عليها يشعرها بالاختناق ، خرجت دون ان تدري ماتخبئ لها هذه الليلة من امر الغيب الغامض .

#يتبع ..
#خذني_اليك_حررني_طهرني ..
#مشكاة_عشق/٢٨ ...

في تلك الليلة لم يغمض لماريا جفن فقد ظلت كلمات الاب جوزيف تتردد في رأسها حتى اصابتها بالصداع , هل هي مستعدة لمثل هذا الامر ؟ هل تستطيع التخلي عن كل ما تعتقده وتبحر في سفن الاسلام لتستكشف معالمه الكبيرة وتتبنى مفاهيمه العميقة ؟
كانت الاسئلة تتلاطم في رأسها كأمواج بحرٍ هائج لذا سارعت الى الخزانة الخشبية واخرجت صندوق الشموع الصغير ثم توجهت الى النافذة و ازاحت الستائر المخملية الثقيلة و قامت بصف الشموع على حافتها المطلة على الحديقة الخلفية للدير ثم اطفأت الانوار وجلست ارضاً وعقدت يديها امام وجهها ونظرت الى السماء وقد زينتها النجوم اللامعة ،انعكس ضوء القمر على صفحة النافذة الكبيرة فتراقصت ظلاله على وجهها الذي غطته الدموع الهاربة من عينيها الثائرتين ، كانت تناجى الرب بلوعة واضطراب كانت تريد ان يساعدها في ان تحسم امرها وتستقر روحها ويسكن قلبها لتنعم بالطمأنينة، وبعد مناجاة طويلة لم تشعر خلالها بأن الشموع ذابت وانطفأت واختفى القمر خلف سحابة سماوية فغرقت الغرفة بالظلام الدامس وحينما همتّْ بالنهوض رنَّ في اذنها فجاءة اسم ايليا فعادت الى الجلوس وهمست بصوت مرتجف :
_ ايها الرب العظيم يارب ايليا اقسم عليك بايليا العظيم ان تمنح روحي الطمأنينة.
كان جسدها يرتعش وقلبها ينبض بقوة ولم تدرك مايحدث معها فقامت واتجهت الى سريرها علَّها تحظى بأغفاءة تمحو اضطرابها .
كانت تغط بنومٍ عميق حينما شعرت بيد تهزها بلطف وتهمس في أُذنها :
_ صغيرتي ماريا استيقظي .
كانت الكلمات تنساب الى اذنيها بحنان بالغ من صوت ملائكي لم تسمع مثل نبراته في حياتها ، فتحت عيناها الناعستين فأبهرها الضوء الذي ملأ اركان غرفتها المعتمة و رأت سيدتين جليلتين تقفان بجانب سريرها فبادرت التي تقف على يمين السرير بالقول :
_ ايتها العزيزة ماريا لقد حان موعد هجرتك الى حيث مواطن الحق .
كانت ماريا تنظر اليهما بخشوع تام فرأت السيدة الاخرى تبتسم لها :
_ ماريا صغيرتي نحن بأنتظارك هلمي الينا .
فجاءة تلاشى الضوء ففزعت ماريا من الظلام الذي خيمَّ على المكان وعلمت انها كانت تحلم .

#خذني_اليك_حررني_طهرني ..
#يتبع ..