الطريق إلى التوبة
6.2K subscribers
10.2K photos
385 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وأشرف الخلق أجمعين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.

💠قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} غافر: 60.
وقال سبحانه وتعالى {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ} الفرقان: 77، آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

💠وجاء في الحديث «الدعاء سلاح المؤمن» «والدعاء مخ العبادة» و «الدعاء نور السماوات والأرض» بل جاء «الدعاء عمود الدين» صدق أهل بيت النبوة سلام الله عليهم أجمعين.

💠أرتبط اسم الإمام زين العابدين عليه السلام بالدعاء، حيث الصحيفة السجادية زبور آل محمد، وزبور داوود كان الدعاء؛ وبه بنى نبي الله سليمان الحضارة التي لم يصل إليها البشرية، وزبور آل محمد هو الدعاء وبه نتمكن من بناء الحضارة الإنسانية.

💠في هذه الايام نتوقف وقفة قصيرة لكي نفهم #حقيقة معاني الدعاء #وأبعاد الدعاء، أرتبط بمفهوم الناس أن الدعاء عبارة عن حالة روحانية فقط تربط الإنسان بينه وبين ربه لتهذيب السلوك والأخلاق ليس إلا.

💠هذا بُعد واحد أرتبط مفهوم الناس به، لا يفهم الناس من الدعاء إلا هذا المعنى: حالة روحانية، حالة اعتراف، حالة إقرار بين الإنسان وربه، وهذا معنى من المعاني لا يُنكر؛ بل هو من أمهات المعاني.
#لكن الدعاء لم يكن ذا بُعد واحد، وهذا بُعد من الأبعاد في الواقع الدعاء هو سلاح المؤمن، هو سلاح الأخير الذي لا يمكن لأي قوة وجدت على هذه الأرض أن تلغيه، ولذلك نقرأ في دعاء كميل «يا سريع الرضا، اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء» ثم فيما بعد «وأرحم من سلاحه البكاء» لاحظوا ...!فقرة السلاح والبكاء، فالبكاء مرتبط مع الدعاء؛ يوجد مد بين حالة الدعاء وما بين حالة سيل الدموع والبكاء.

💠وهو السلاح الذي حملته فاطمة الزهراء سلام الله عليها لتثبيت ولاية أمير المؤمنين، وللدفاع عن قيم السماء؛ وهو ذات السلاح الذي حمله الإمام الحسين لإعلان مظلوميته، ومظلومية أهل بيته ولنشر ثقافته وثقافة رسالة السماء من خلال الدعاء والبكاء، من خلال تلك الدموع.

💠ومن خلال تلك الأدعية وصل إلينا النبع الصافي من فكر أهل البيت، بذلك الدعاء الذي لم يتمكن الطغاة ولم تتمكن أي قوة من كسره ولا إلغائه.
💠فالإمام حينما ارتبط بالدعاء ارتبط بسلاح فاعل ناجع، هنالك حينما كانت الظروف، وحينما كانت الأجواء لا تسمح بالكلمة الصادقة، حينما كان هناك الإرهاب السياسي يُقتل ويُذبح، حينما كان هناك الإرهاب الفكري يُخرج الإنسان من الدين ويفسق ويكفر، حينما كان هناك الإرهاب الاجتماعي الذي يحاصر الإنسان ويعزله، حينما كان هناك الإرهاب بجميع أشكاله كان الدعاء هو السلاح الناجع وهو السلاح الفاعل.

فالإمام في تلك الظروف الموبوءة، في تلك الظروف الإرهابية لم يتخلى عن رسالته، لم ينعزل، لم يترهبن، لم يبتعد عن الناس؛ إنما مارس تبليغ رسالة السماء من خلال الدعاء.

وإن شاء الله فيما بعد سنبين أبعاد الدعاء، وبإمكاننا أن نتعرف على تلك الأبعاد من خلال الأدعية التي نقرأها؛ لأن الدعاء ركيزة أساسية وهامة في الفكر الإسلامي، بل تشريعات كثيرة ممكن أن نستوحيها من الدعاء، بل إن القرآن الكريم في أغلبه آياته دعاء في جميع المجالات: تحميد، وذكر، ودعاء؛ بل أهم سورة في كتاب الله وهي سورة الفاتحة كلها دعاء، وأهم آية وهي البسملة هي دعاء: {بِسْمِ اللهِ} الفاتحة:1 يعني استعين بالله، ابدأ بقدرة الله، برحمة الله.

💠وسورة الفاتحة هي دعاء علمه الله وأدب فيه عباده في كيفية مخاطبته، القرآن هو خطاب الله النازل إلينا، والدعاء هو خطابنا إلى الله، والخطاب يحتاج إلى صياغة، يحتاج إلى أدب؛ أنت حينما تريد أن تلقي خطاباً على جمع, أو حينما تريد أن تخاطب مسؤولاً، أو حينما تريد أن تلقي خطاباً في مناسبة ما؛ هنالك تجتمع مجموعة من الخبراء، ومجموعة من الأدباء، ومجموعة من الباحثين لكي يصيغوه إلى هذا الرئيس، أو لهذا المسؤول، أو لهذا الوزير خطابه لكي يتناسب الخطاب وآداب الخطاب والمخاطبة فيما يتناسب مع المخاطب: سواء كان جمهوراً أو كان مسؤولاً الخطاب يحتاج إلى صياغة، يحتاج إلى آداب؛ فالدعاء هو الخطاب الذي نخاطب به الله سبحانه وتعالى.

الإمام زين العابدين يعلمنا كيف نخاطب ربنا بأدب، كيف نخاطب ربنا بما تجيش به نفوسنا؛ قد يعجز اللسان عن التعبير في مخاطبه ربه، يعجز اللسان.
#يتبع