الطريق إلى التوبة
6.05K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
8⃣1⃣ #القنبلة_اليدوية

🔅اجتمع عدد من القادة والجيش بهدف التنسيق.  مضافًا إليّ وإلى إبراهيم، وكان عدد من الشباب في الساحة أمام المقر يقومون بتدريبات عسكرية.
⚠️ كنا في وسط الجلسة، والكل يتحاور.
فجأةً سقطت في أرض الغرفة قنبلة  يدوية!
💣 انخطف لوني من شدة الخوف، وانقطع نفسي برهة. بما أنني كنت جالسًا متكئًا على الحائط في الغرفة، وضعت يدي على رأسي وجلست القرفصاء ملتصقا بالحائط!البقية مثلي التجأ كل منهم إلى زاوية.

💢 مرّت اللحظات بصعوبة، لكن لم يحصل انفجار. فتحت عيني بهدوء،  واسترقتُ النظر من بين يدي. تفاجأت مما رأيت!!
‼️رفعت رأسي، ناديتُ وعيناي مفتوحتان من الذهول: أبرام!
فرفع البقية رؤوسهم، كلٌّ من زاويته. نظر الجميع، ووجوههم مصفرّة، إلى وسط الغرفة.    

كان المنظر عجيبًا. حين زحف الجميع إلى زوايا الغرفة، قفز إبراهيم ورمى  بنفسه على القنبلة. عندها دخل مسؤول التدريب إلى الغرفة، وهو لا يتوقف عن الاعتذار: «أعتذر منكم، أنا خجول منكم. إنها قنبلة للتدريب، سقطت خطأ داخل  الغرفة».
🔺 قام إبراهيم عن القنبلة. وعادت الأمور... وحدثٌ كهذا لم يكن قد حصل  لأيٍّ من الشباب، خصوصًا أن الحرب كانت في سنتها الأولى. بعد ذلك، تناقلت الألسن هذه الحادثة وعرف الجميع بها.

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم   
9⃣1⃣ #الإصابة -ج١-

🔘 تركت الكتائب كافّة أماكنها وتقدّمت إلى الأمام. كان علينا تخطّي المواقع المقابلة والخنادق والدشم، لكن هذا الأمر صار صعبًا جدًا مع طلوع الصباح.

▪️في إحدى المرات، واجهنا معضلة كبيرة، كان أحدهم يرمي علينا من داخل إحدى الدشم ومنعنا من التقدم. مهما حاولنا، لم نستطع أن نهدم الدشمة الإسمنتية. ناديت إبراهيم ودللته على الدشمة الإسمنتية. نظر إليها جيدًا وقال: «إن  الحل الوحيد هو الاقتراب منه ورمي قنبلة يدوية داخل الدشمة».
💣 ثم أخذ مني قنبلتين وزحف باتجاه الدشم الأمامية، ولحقته أنا أيضًا.
🪖 اختبأت في إحدى الدشم، كان إبراهيم يتقدّم وأنا أنظر إليه. وجد إبراهيم مكانًا مناسبًا في إحدى الدشم القريبة من الرامي، ثم توجّه نحوه ورمى القنبلة اليدوية الأولى ولكن من دون فائدة. ثم وقف وركض خارج الدشمة ورمى القنبلة الثانية وهو راكض.
💢 بعد لحظات انهدمت الدشمة حيث  كان الرامي. وقف الشباب وهم يكبّرون وبدأوا بالتقدّم. نظرتُ إلى الشباب والفرح يغمرني، لكن فجأةً، بإشارةٍ من أحد الشباب، نظرت إلى خارج الدشمة.
‼️انخطف لون وجهي ويبست البسمة على وجهي.. كان إبراهيم غارقًا في  دمائه على الأرض.. رميتُ سلاحي، وركضت اتجاهه.

💥لحظة انفجار القنبلة، دخلت إحدى الرصاصات إلى فمه وأصابت رصاصة  أخرى قدمه من الخلف، كان ينزف بشدة. وقع على الأرض وهو بحالٍ من الغيبوبة تقريبًا. صرخت بأعلى صوتي:
💔 «إبراهيم»...

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
9⃣1⃣ #الإصابة ج -٢-

🚑 ...بمساعدة أحد الشباب، نقلنا إبراهيم وعددًا من الجرحى في إحدى السيارات إلى المستوصف.. كان إبراهيم حاضرًا خلال كل مراحل العمل وقد أصيب في المرحلة النهائية بعد السيطرة على الدشم الأخيرة  للأعداء.

💔 كنت حزينًا جدًا وأبكي طيلة الطريق. لا سمح الله... لا... كما إنه جُرح في الليلة الأولى للعمليات، ونزف كثيرًا. لا نعرف الآن إن كان سيصمد.

👨🏻‍⚕قال طبيب المستوصف: «إن الرصاصة التي دخلت في فمه، خرجت بشكل إعجازيّ من رقبته. ولم تؤذِ أي مكان. لكنّ الرصاصة التي أصابت قدمه، سلبته القدرة على الحركة. لقد تفتّت العظم الخلفيّ لقدمه. كما إن جرحه في خاصرته قد انفتح مرّةً ثانية وهو ينزف».

🏥 بقي إبراهيم شهرًا في المستشفى حيث أُجريت له عمليات عديدة وتمّ سحب عدد من الشظايا الكبيرة والصغيرة من جسمه.

📹 قال إبراهيم للصحفي الذي جاء لإجراء مقابلة معه في المستشفى: «على الرغم من الجهد الذي بذله الشباب في الاستطلاع والمعلومات لأجل هذه العمليات. لكن بلطف الله وعنايته، لم نقم بأي عمليات. كنا نمشي في مسيرة وشعارنا "يا زهراء". كل ما حصل هناك هو بفضل وعناية السيدة الصديقة الزهراء».

وأكمل إبراهيم قائلًا: «حين كنا في الصحراء، نأخذ الشباب في هذا الاتجاه، ثم في ذاك الاتجاه وهم متعبون، سجدتُ وتوسّلت بإمام الزمان(عج) وطلبت منه أن يرينا الطريق. حين رفعت رأسي بعد السجدة، كان الشباب هادئين، وأكترهم نيامًا. كما هبّ نسيمٌ عليل، فمشيت مع مسير النسيم. لم أمشِ كثيرًا فإذا بي أصل إلى خندقٍ بالقرب من مقرّ المدفعية».

🎙في النهاية عندما سأله الصحفي: «هل لديك كلمة توجّهها إلى الناس؟»
قال: «نحن خجلون من الناس الذين يتبرّعون من خبز عشائهم إلى الشباب، أما أنا فيجب أن يتقطّع جسمي إربًا إربًا كي أستطيع أن أرد جميل الناس».

🚫 لم يكن إبراهيم قادرًا على الحركة بسبب كسر عظام قدمه. بعد مدة من ملازمة المستشفى، عاد إلى البيت وبقي ستة أشهر بعيدًا عن الجبهة، لكنه لم يغفل عن النشاطات الثقافية والاجتماعية والدينية مع شباب الحي والمسجد.   

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم  
0⃣2⃣ #مجالس_العزاء_١

🔸 أسّس إبراهيم، حين كان في المرحلة الثانوية، لجنة شباب الوحدة الإسلامية الحسينية للعزاء، التي صارت مصدر خيرٍ للعديد من الشباب.
🔅 وكان يوصي الأصدقاء دومًا بتأسيس هذه اللجان في الأحياء لحفظ الروح الدينية لهذه الفئة، وخاصّةً تلك التي تكون المحاضرة محورها الأساس.

▪️ينقل أحد أصدقاء إبراهيم: «بعد سنواتٍ من شهادة إبراهيم، كنت مسؤول العمل الثقافي في أحد المساجد. في يوم من الأيام، كنت أفكر في كيفية جذب الأطفال والشباب إلى المسجد وكيف نحافظ على الأنشطة الثقافية.
في تلك الليلة، زارني إبراهيم في منامي، حيث اجتمع كل شباب المسجد، وقال: «احفظوا الأطفال والشباب من خلال تشكيل وتأسيس اللجان الحسينية  العزائية». ثم أوضح كيفية القيام بهذا العمل.
📝 وبالفعل، قُمنا بما قاله إبراهيم. في البداية، لم نكن نتوقع النجاح، لكن مع مرور السنوات، ما زلنا نلتقي أسبوعيًا بالشباب بفضل هذه اللجان».

🔘 إن أسلوب وطريقة إبراهيم في التعاطي مع شباب الحي تقتضي في  البداية جذبهم إلى الرياضة، ثم سحبهم إلى المجالس الحسينية والمسجد، وكان يقول: «حين تضع يد الشباب بيد الإمام الحسين عليه السلام ستحل مشكلتهم، وسينظر الإمام بعين اللطف إليهم».

🕯 بدأ إبراهيم قراءة مجالس العزاء منذ المرحلة الثانوية، وكان يقرأ من دون أي تكلّف أو ادّعاء، ويشجع الآخرين على القراءة أيضًا. كان يشارك كل أسبوع في لجنة شباب الوحدة الإسلامية، ويقرأ مجلس عزاء.

لكنه طيلة هذه الفترة كان يراعي نقطة مهمة، قال مرة: «إنني أقرأ العزاء لأنني أحب هذا الأمر، وأحاول أن أستفيد أنا من هذه القراءة ولا أُدخِل نية غير الله في المجالس الحسينية».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
1⃣2⃣ #مجالس_العزاء_٢

🏍في إحدى المرات كنا على الدراجة النارية، وبدأ يقرأ أشعارًا جميلة جدًا  ومؤثرة موجّهة للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. طلبتُ من إبراهيم أن يقرأ هذه  الأشعار بالطريقة نفسها التي كان يقرأها لكنه لم يفعل وقال: «لديهم قارئ هنا، وصوتي ليس جميلًا، لذلك انسَ الأمر...».
⚠️ لكنني كنت أعرف أنه كلما صار الحديث عن شيءٍ غير الله، أو عن حب الظهور، كان إبراهيم يتحاشى هذا الأمر ويتركه.

🎙 كان لإبراهيم في قراءة العزاء عادات خاصّة؛ إذ لم يكن يُعير أي اهتمام لمكبّر الصوت، مراتٍ عديدة كان  يقرأ من دون مكبّر الصوت. كلّما أحس أن الواجب يفرض عليه، كان يقرأ الموالد في الأعراس أو المراثي في مراسم العزاء. لكنه إذا ما عرف أن هناك قارئًا آخر موجودًا، يمتنع هو عن القراءة؛ ويسعى للاستفادة من المجلس.

✋🏻أما في مراسم اللطم، لم أره يلطم بصدر عارٍ أبدًا، لكنه كان يلطم بقوة ويقول: «لقد  قدّم أهل البيت كل وجودهم لأجل الإسلام، ونحن نستطيع أن نلطم، فلنلطم  بشكل جيد».

كان إبراهيم مصداقًا لحديث الإمام الرضا عليه السلام: «من بكى أو أبكى على  مصابنا، ولو واحدًا، كان أجره على الله. يا دعبل، من ذرفَت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا، حشره الله معنا في زمرتنا».

💧كان العديد يستأنسون بوجود إبراهيم ويتحمّسون لقراءته العزاء ولبكائه وتتغيّر أحوالهم. كان إبراهيم يحول أي مكان يحضر فيه إلى كربلاء، فكان بكاؤه وأنينه يخلقان جوًا عجيبًا..

🌟 كان يقول: «على قارئ العزاء أن يُحافظ على ماء وجه أهل البيت عليهم السلام في مجلسه، ولا يتحدّث كيفما كان، وإذا لم تكن الظروف مناسبة للتأثير في مجلس العزاء، فلا داعي لقراءة العزاء عندها».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
2⃣2⃣ مجلس السيدة الزهراء عليها السلام

📝 ذهبنا إلى جلسةٍ في المسجد، كانوا يقرأون أبياتًا من الشعر في ذكر فضائل السيدة الزهراء عليها السلام، وكان  إبراهيم يكتبها على دفتره. في ختام الجلسة، بدأ الحاج بقراءة مجلس عزاء. وضع إبراهيم دفتره جانبًا، وتغيّرت أحواله وبدأ البكاء بصوتٍ عال. تعجبّتُ كثيرًا لتصرّف إبراهيم.
🏍 حين انتهت الجلسة، توجّهنا نحو البيت. في طريق العودة، قال إبراهيم: «حين يكون الواحد منّا في مجلس السيدة الزهراء عليها السلام، عليه أن يشعر بحضورها هناك؛ لأن الجلسة لها». ولم يتلفظ بعدها بأي كلمة.

🩸في العمليات السابقة، حين جُرح إبراهيم، نقلناه إلى المستشفى العسكري، وبما أنّ المكان كان يعجّ بالجرحى، بقينا مع إبراهيم في الممر بين الغرف. كان الازدحام شديدًا والجرحى يئنون ويتأوّهون.
🏥في النهاية وجدنا زاويةً لنمدّده على الأرض، حيث عالجت الممرضات جراحه في رقبته وقدمه.
في تلك اللحظات عندما كان التوتر سيد الموقف وصوت الجرحى لا  يهمد. بدأ إبراهيم بصوته الجميل المؤثر، يقرأ أشعارًا في وصف السيدة الزهراء عليها السلام، والتي كان اسمها كلمة السرّ في تلك العمليات. ساد صمتٌ عجيب دقائق. لم يعد يُسمع صوت أي جريح، وكأنّ كل شيءٍ يسير على أحسن ما يُرام، أينما أجَلت نظرك، هدوء وسكون، وقطرات دمعٍ  تسيل على وجوه الجرحى والممرضات. هدأ الجميع.

🍃كان إبراهيم يقول دومًا: «بعد التوكل على الله، إن التوسّل بالمعصومين عليهم السلام وخاصة السيدة الزهراء عليها السلام هو حلال المشاكل».
👥 ذهبنا لعيادته حين كان مصابًا في المستشفى. كنا مجتمعين معًا. استأذن إبراهيم وبدأ بقراءة مجلس الزهراء عليها السلام. جاء طبيبان ينظران إليه من بعيد.
سألتهما مستفسرًا: «ماذا هناك؟»
✈️ قالا: «لقد كنا معه في الطائرة حين نُقل إلى هنا. كان يغيب عن الوعي باستمرار. لكنه لم يتوقف بصوته الجميل هذا عن قراءة الأشعار في وصف السيدة الزهراء عليها السلام».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم  
3⃣2⃣ #خدمة_الناس

🔸كان إبراهيم يتابع مسائل التربية والتعليم. شارك خلال خدمته في عدد من الدورات التكميلية. كما أنجز عددَا من البرامج والأنشطة الثقافية في تلك المدة القصيرة.
🦯كان يتحرك على الدرج صعودًا ونزولًا وهو يحمل العكاز تحت إبطه.
🤝 اقتربت منه، سلمت عليه وقلت:
- يا أبراهيم، ماذا هناك؟ إذا كان لديك عمل، قل لي أنا أنهيه لك.
💖 - لا. إنه واجبي أنا.
🚪ثم تنقّل من غرفة إلى غرفة لإمضاء ورقة. بعد أن أنهى عمله، أراد أن يخرج من المبنى. سألته: ما هي هذه الورقة لتزعج نفسك إلى هذا الحد؟
📂 - أحدهم، قد مضت سنتان على مباشرته التعليم، لكنه لم يُثبّث إلى الآن.  فأتيت أتابع وضعه.
- من شباب الجبهة؟
- لا أعتقد، لكنّه طلب أن أتابع له الموضوع. وبما أنني قادر على مساعدته، أتيت إلى هنا.

🔅ثم أكمل: على الإنسان أن يساعد عباد الله في أي عملٍ يمكنه القيام به،  وخاصة ناسنا الطيبين. علينا القيام بأي عمل نقدر عليه لأجلهم.

🏡 كان الجميع يعرف إبراهيم في الحي. كل من يتعامل معه يعشق سلوكه  وأخلاقه. كان بيت إبراهيم يعجّ دومًا بشباب الجبهة الذين يمرّون عليه قبل الذهاب إلى بيوتهم.

🌫 مرّةً رأيت إبراهيم يتوكأ على عكازه ويمشي في الزقاق. نظَر مراتٍ إلى  السماء. اقتربتُ منه وسألته: «ماذا حصل يا أبراهيم؟»
لم يجبني بدايةً، لكن بعد إصراري قال: «كل يومٍ وحتى هذه الساعة،  يراجعني عادةً عددٌ من الناس، وكنت أسعى لحل مشكلاتهم بأي طريقة. لكن اليوم ومنذ الصباح لم يقصدني أحد! أخاف أن أكون قد قُمت بعملٍ فخَسرتُ هذا التوفيق على أثره».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
4⃣2⃣ #أسلوب_التربية

🏘 يقع بيتنا بالقرب من منزل إبراهيم. كنت في السادسة عشرة من العمر، وكل يوم كنت أنا وشباب الحي ألعب الكرة الطائرة. كنت أقضي فترة ما بعد  الظهر على سطح البيت في تطيير الحمام. كان لديّ قرابة مئة وسبعين حمامة.
🕌 وقت الأذان، كان أخي يذهب للصلاة في المسجد، لكنني لم أكن ملتزمًا بهذا  الأمر.

🌥 في عصر أحد الأيام كان السيد إبراهيم واقفًا أمام بيتهم يشاهدنا ونحن  نلعب. كان مجروحًا ويمشي متكئًا على عكازةٍ تحت إبطه.
🏐 أثناء اللعب، طارت الطابة لتقع أمام إبراهيم. ذهبتُ لإحضارها. كان إبراهيم يمسكها بيده ثم أدارها على إصبعه بشكلٍ جميل، ثم قال لي: «تفضل، يا سيد جواد».
😳 تعجبّت كثيرًا من كونه يعرف اسمي، وكنت طيلة المباراة أنظر إليه بين الحين والآخر، وأفكّر من أين يعرف اسمي؟

🤾 بعد أيامٍ، كنا نلعب في الزقاق، حين جاء وقال: يا رفاق، هل تسمحون لي باللعب معكم؟
 - العفو! وهل تجيد لعب الكرة الطائرة؟    
😊 - إذا كنا لا نعرف، نتعلم منكم.

🦯ثم وضع العصا جانبًا، وبدأ باللعب على الرغم من مشيته العرجاء. لم أكن قد رأيت من قبل لاعبًا يلعب الكرة الطائرة بهذا الجمال والمستوى. كان يضرب بشكلٍ جيد، ويجمع الكرات بشكل جيد على الرغم من اضطراره إلى الوقوف في مكان واحد بسبب إصابته.
🌗 في المساء، قلت لأخي: «هل تعرف السيد إبراهيم هذا؟ طريقة لعبه الكرة الطائرة رائعة ومميزة».
😅ضحك أخي وقال: «أنت لم تعرفه أبدًا، إنه بطل الكرة الطائرة لبطولة الثانويات، كما كان بطلًا في المصارعة أيضًا».
😳 قلت متعجبا: «أصحيح ما تقول؟ لكن لماذا لم يقل شيئا؟».
💖 أجابني أخي: «لا أعرف، لكن اعرف أنت أنه إنسان عظيم».

🔅 بعد أيام، كنا مشغولين باللعب، عندما جاء إبراهيم مرة ثانية. أحبّ كل من الطرفين أن ينضم إبراهيم إلى فريقه. ثم بدأنا اللعب.  يا إلهي، ما أجمل طريقة لعبه. ما إن انتهينا حتى ارتفع صوت الأذان من المسجد. التقط إبراهيم الكرة، وسألنا: «يا شباب، ما رأيكم في أن نذهب إلى  المسجد؟»
👥 قلنا: «هيا بنا».
🕌 ثم ذهبنا وصلّينا جماعة.

💞 بعد أيام عدة، صرنا من عشّاق إبراهيم. دعانا مرة إلى الغداء، ومرة أخرى إلى مجلس عزاء في بيته وتناولنا بعده العشاء وتحدثنا كثيرًا في السهرة. بعدها، صرت أسأل عن إبراهيم كل يوم. وإذا مرّ يوم من دون أن أراه أشتاق إليه كثيرًا وكنت أنزعج فعلًا. وقد ذهبنا معًا مرتين إلى الرياضة التراثية..  باختصار صرت عاشقًا لأخلاق وسلوك إبراهيم.

🔸 في الأيام الأخيرة للمأذونية التي أُعطيت لإبراهيم بسبب الإصابة، كنا جالسين في الزقاق، وكان يخبرني عن الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاث عشرة أو الأربع عشرة سنة وشاركوا في الجبهات.
🕊 تكلم وتكلم، إلى أن ختم كلامه بهذه الجملة: «أولئك الشباب مع أنهم أصغر  منك سنًا وجسمهم أضعف من جسمك، إلا أنهم وبالتوكل على الله صنعوا الملاحم  والبطولات. وأنت هنا تنظر إلى السماء، لترى ما الذي تفعله طيورك».

❤️ في اليوم التالي، أطلقت كل الحمامات، وتوجّهت إلى الجبهة. مرّت سنوات على تلك الأحداث، وها أنا اليوم اخصائي تربوي وأعرف مدى دقة إبراهيم  ومهنيته في أعماله التربوية والتعليمية ومدى صحتها، وكيف كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على أحسن وجه.

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
5⃣2⃣ #التصرف_السليم

🏍 كنت مع إبراهيم نعبر الشارع على الدراجة النارية، عندما خرج من أحد الأزقة شاب على دراجته النارية والتف أمامنا فاضطر إبراهيم إلى التوقف فجأة.

💢 صرخ الشاب الذي كان يدل مظهره «السيء» على حاله وقال: «هادي، ماذا تفعل؟»، ثم ترجّل ونظر إلينا بغضب.

⚠️ الكل يعرف أنه المخطئ. كم تمنيتُ لو ترجّل إبراهيم بجسمه القوي ولقنه درسًا. لكن إبراهيم ابتسم ابتسامة مليحة وقال: 😊«السلام عليكم، عافاك الله يا أخي».

😳 تسمّر سائق الدراجة النارية الغاضب مكانه، وكأنه لم يتوقّع هذا التصرف، سكت قليلًا ثم قال: «السلام عليكم، أعتذر منكم، العفو». ثم تحرّك وذهب.

أكملنا نحن أيضًا طريقنا. أثناء الطريق، بدأ إبراهيم بالكلام وكان يجيب
عن التساؤلات التي خطرت ببالي فقال: «هل رأيت ما الذي حصل؟ لقد خمدت نار الغضب عند ذلك الشاب؛ ما أدى به إلى تقديم الاعتذار. لو صرختُ أنا أيضًا وتشاجرنا معًا، لما جنيت إلا التوتر لأعصابي والسوء لأخلاقي».

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم
6⃣2⃣ #توبة_الشاب

🔸 كان أسلوب إبراهيم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مميزًا جدًا. على سبيل المثال، إذا أراد أن يقول لا تقم بهذا العمل، كان يسعى لذلك بشكل غير مباشر. كان لأجل تبيان قبيح عملٍ ما، يحضر الأضرار الطبية، الاجتماعية
وما شاكل... إلى أن يصل الشخص بنفسه إلى النتيجة المطلوبة. بعدها يتحدّث معه حول أوامر الدين ونواهيه.

🔺 كان أحد معارف إبراهيم لا يتوقف عن استراق النظر إلى الفتيات الشابات، ويقوم بتصرفات غير أخلاقية. لم يستطع أصدقاؤه ثنيه عن هذا التصرف، بالشجار وقطع العلاقة معه.

🔹وعلى الرغم من أنّ الجميع ابتعدوا عنه، وتجنّبوا رفقته، بقي إبراهيم على علاقة وطيدة به، وكان يصطحبه معه إلى النادي، ويتعمّد إظهار الاحترام له أمام الجميع.

بعد مدة من الزمن بدأ يتكلم معه في الموضوع. في البداية أثار نخوته وقال: «ماذا تفعل إذا نظر أحد إلى أمك أو أختك وآذاهما بتصرفاته؟»
💢 أجاب ذلك الشاب بغضب: «أقلع له عينيه».
قال إبراهيم عندها بهدوء: «حسنًا يا رفيقي، إذا كان لديك نخوة إلى هذا الحد حين يتعلق الأمر بعائلتك، لماذا تقوم بأعمال تعرف أنها خاطئة؟».
ثم أكمل: «إذا تجرأ كل واحد منا على حريم الآخرين، سينهار المجتمع ولن يبقى حجر فوق حجر».

🔅 ثم شرع إبراهيم بالكلام عن حرمة هذا التصرف، وقدّم له كثيرًا من الأدلة حول بشاعة هذا الأمر. ثم ذكر له حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله: «غُضّوا أبصاركم تروا العجائب»

⚠️ في النهاية قال له: «الأمر يعود لك، إذا أردتَ أن نبقى أصدقاء، عليك أن تترك هذا الحرام».

💖 أدّى تصرّف إبراهيم اللائق معه، مع الأدلة الكثيرة التي أوردها له، إلى التغيير الكامل في سلوك وتصرفات هذا الشاب، وتحوّل إلى أحد الشباب المميزين في الحي. كان هذا الشاب مثالًا للذين غيّرهم إبراهيم من خلال تصرفه الحسن وكلامه المناسب معهم، في الوقت المناسب.

💟 صار اسم هذا الشاب محفورًا على لوحةٍ في أحد شوارع حينا.

#يتبع
#سلام_على_إبراهيم