الطريق إلى التوبة
6.05K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة2

دخلت زينب غرفتها ، رمت حجابها بغيض فتناثرت
خصلات شعرها ثائره كصاحبتها ، تمعنت بالمرآه ، وهي
تتمنى لو تهشمها ، رن هاتفها ، لقد وصلتها رساله ، فتحتها
(تصبحين على خير ، هذا رقمي ، مقداد) رمت الهاتف
بغضب ، ليلتها لم تستطع النوم ، كانت تتقلب على جمر
الرفض والغضب ، ولا يطفئ لهيب جمرها الا وجه والدها
الحبيب وفرحته بها ، لم يخرجها من شجونها الا صوت
المؤذن ينادي لصالة الفجر ، قامت متثاقله ، منهكه ،
توضأت ووقفت امام رب العالمين ، بثته شجونها ، مخاوفها
، احباطها ، ركعت وسجدت ودموعها تبلل سجادتها ، رفعت
كفين مرتجفين ، سألت الله تعالى ان ينير لها دربها ، ان
يخرجها من هذه الحيرة ، لم تتجرأ ان تطلب من الله ان
يرزقها حب مقداد ، بدت مترددة تجاه هذه الدعوة ، شيء في
روحها كان يتهيب ان يشارك هذه العاطفة مع هذا الانسان ،
امسكت مسبحتها وبدأت تردد تسبيح الزهراء عليها السلام

الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، بدأت تشعر بخدر يسري في
اطرافها ، الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، استندت على طرف
كرسي بغرفتها واغلقت جفنيها بإنهاك ، سبحان الله سبحان الله سبحان الله ، اقتربت من اكمال دورة المسباح ، ومع آخر حبة ، استسلمت لنوم عميق ، لعلها تستيقظ منه على الفرج.
تتالت الايام رتيبة ، ما بين دعوات مقداد التي تتهرب منها ،
وما بين زياراته لمنزلها ، كان والدها يرحب به بحب ،
يحتضنه كأنه ولده ، ويقبل مقداد رأسه كأنه والده ، كثيرا ما فاجأتهما يتحدثان سرا ويصمتان عند دخولها ، ادهشتها هذه
العلاقة بينهما ، المضحك ان والدها كان يوصيها بمقداد خيرا
، لا العكس ، وكان هذا يثير غيظها ويشعل نار غضبها .كان والدها يصر ان يتم الزفاف قريبا ، خاصة ان شهر محرم
على الابواب ، وكانت زينب تتهرب وتضع الاعذار ، ولكن رغبة والدها كانت نافذه ، قرر ان يتم زفافهما بعد عيد
الاضحى ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق ، ولكن ما لم
يحسب الحاج ابراهيم حسابه وقع ، يومها كانت زينب في
ُ المنزل ، تشاهد التلفاز ، دق الجرس ، ونادتها الخادمة ان السيد مقداد على الباب ، تململت ، وقامت اليه ، همست نعم
( ، قال )ارتدي حجابك وعباءتك وتعالي معي (، يا لجرأته ، ارادت ان ترد عليه ولكن تهدج صوته وغيمة الحزن التي
علت وجهه جعلتها تتوقف ، رددت بتوجس)

ماذا حدث؟؟
نظر للحائط وهمس عمي الحاج ، تعب قليلا ونقلناه
الى المستشفى
كاذب انت يا مقداد همست وهي تهرول
لغرفتها ، كانت تعرف جيدا ان من لا ينظر لعينيك كاذب

مقداد يكذب ،لأول مرة يبعد عينيه عن عينيها ، مقداد يكذب،
ماذا حدث لوالدها
كالمجنونة ارتدت ثيابها، ولحقت بمقداد الذي التزم الصمت
وهو يندفع بسيارته كالمجنون.
انها النهاية( همس الطبيب، )لقد تحمل الحاج الكثير، كان
قويا ولكنها النهاية التي لا مفر منها، والدها يحتضر، انه الداء الخبيث، والدها بالمرحلة الاخيرة منه، كيف لا تعلم
؟؟كيف استطاع ان يخفي عنها ذلك الخبر؟؟ هل لهذه الدرجة
هي بعيدة عنه ولم تشعر به؟؟ انهارت باكيه ، نشيجها يمزق
القلوب ، يوم توفت امها كانت طفله لا تعرف معنى رحيل
الام ، ولكن اليوم الوضع مختلف ، اليوم تفقد امها وابيها
وصديقها ومعتمدها ، بكت بألم ، ولم تشعر الا بكف مقداد يمتد ليلامس كتفها
مواسيا ، انتفضت بغضب ، انتشلت نفسها
بعيدا عنه وصرخت فيه(انت السبب ، دخلت حياتنا فكنت
شؤما علينا ، ليتني لم اعرفك ، ليتني لم اعرفك ) ، نظر لها
مقداد بثبات ، انفرجت شفتيه وكأنه يريد ان يقول شيئا ، لكن
سرعان ما ادار وجهه وابتلع كلماته ، تاركا اياها تصارع
احزانها وغضبها .لم تكن الايام التي تلت انهيار الاب ، الا
عدا تنازليا لوجوده في هذه الحياة ، افاقات قصيره ، تتبعها
غيبوبة طويله ، بالطبع تأجل موعد الزفاف ، ولم تدر زينب
هل تشكر الله ام تبكي ظيما وقهرا ، دخل محرم بأحزانه ،
ولأول مرة تكتفي زينب باستماع المجالس من جهاز التلفاز ،
لم تحضر زينب المجالس الحسينية ، هذه المجالس التي لم
تتغيب عنها حتى وهي في اوروبا ، كانت تبحث عنها وتلتزم حضورها ، اما هذا العام الوضع تغير ، فمنذ سقوط والدها

وهي ترافقه بالمستشفى ، تتلمس لحظات وعيه زادا للأيام
القادمة ، تخشى ان تتركه فتفر روحه دون وداع ،كان
الخطيب بالتلفاز يهتف يا حسين ، فتختلط دموع الحزن
والرهبة والخوف على خديها ، حزنا لمصيبة ابا عبد الله الحسين عليه السلام وخوفا على هذا الاب الحنون المريض
المتألم ، وعندما يردد الخطيب امن يجيب المضطر ويكشف
السوء ، ترفع كفيها ترجو الله ان يكشف السوء عن ابيها ،يشفيه فهو الشافي المعافي ، وعند باب الغرفة كان مكان
مقداد ، الذي لم يفارقهم للحظه ، لم تكلمه منذ لحظة الهجوم
العاتي ، ولم يكلمها هو الاخر ، اكتفى برعايتها من بعيد ،
واستقبال الزائرين والاعتذار لهم عن صعوبة دخولهم لعيادة
المريض ، ثم يدخل بعد رحيلهم ويخبر زينب ان فالنا زار
والدها ، فتهز رأسها وتدسه بكف والدها
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة

#الحلقة3

همس الحاج صديقي الحاج محمد لديه حملة لزيارة المراقد المقدسة، وقد اتفقت معه ان يأخذكما معه في
الاربعين(، هتفت زينب )ولكني لن اتركك يا ابي ؟؟(، ابتسم الحاج وهمس)اسمعيني جيدا. ستذهبين مع زوجك في رحلة
الاربعين لزيارة ابا عبد الله الحسين، ستذهبون مشاية.
تمشون من النجف الى كربلاء. لعلها تكون رحله متعبه
خاصة عليك يا زينب. ولكنك تحتاجينها. (انتفضت زينب وهتفت)كيف اتركك يا ابي؟؟(استرسل الاب )في هذه الرحلة
ستعيدون ترتيب اوراقكم ، اهدافكم ، خياراتكم ، ستتغير
حياتكم ، لابد ان تذهبوا (، هتفت زينب بجزع )لن اتركك يا
ابي( ابتسم الحاج )لن تتركيني يا صغيرتي ، انا معك دائما ،
ولكن يجب ان تطيعي اباك العجوز، انكبت زينب على كف
سمعا وطاعه(، مسح على رأسها ابيها تلثمه بحنان وتهمس )
بحب وقال (الله يرضى عليك زينبي) ، هتفت زينب بعناد
طفولي ولكني لن اسافر الا بعد ان اطمئن عليك، ابتسم الحاج وهمس
ستطمأنين علي قريبا ،قريبا، والان اتركوني
انام قليلا ، ياااااه ، كم انا متعب ، اغمض الحاج عيناه ، وتعالت انفاسه منتظمة ، عدل مقداد لحاف الحاج بحنان ،
مسحت زينب دموعها ، واسندت رأسها لكف والدها ،
تعمدت ان لا تنظر لمقداد ، بدت مستعده ان تتزوجه وتسافر
معه ألى مكان ، فقط يعود لها والدها معافا ، وتنتهي هذه
الازمة ، لم تكن تعلم زينب ان انتباهة والدها كانت صحوة
الموت له ، الانتباهه الاخيرة ليوصي احبته ، مع تباشير
الفجر ، اسلم الحاج ابراهيم روحه لبارئها ، بهدوء توفي
الحاج ، انتهت زينب من صالة الفجر ، ذهبت لوالدها لتجده
مبتسما ولكنه لا يتنفس ، صرخت بالممرضات ،الكون يدور
بها ، يمزق روحها الف قطعه وقطعه، انهارت باكيه ،
تتذكر وجه مقداد باكيا ، الممرضات يحاولن تهدئتها ، ابرة
تنغرس بذراعها ، ثم ظلام دامس ، لقد رحل والدها، فما نفع
النور ؟ هل ستستمر زينب مع مقداد بعد رحيل الاب؟؟ الايام
التالية لوفاة الحاج كانت الاقسى على زينب، دفن الوالد
الحنون، العزاء، الوحدة، زوايا البيت التي تنطق بأسمه،
حياتها بدون والدها، كيف تعيش بعد من كان لها الوجود
بأكمله، تتلفت حولها فتراه جالسا هناك يقرأ الصحيفة، تلتفت هنا فتراه يرتشف قهوته الصباحية، تغمض عينيها فتسمع
صوته يناديها زينبي. حبيبتي، ما أصعب فراق الاحبه، لا اعتراض على مشيئة هللا سبحانه.
ولكنها تلك الغصة المؤلمة التي يسببها الحنين ، الحزن
يدمرها من صوب ، ووصية والدها تقيدها من صوب ،
بذهنها تدور كلماته فلا تتخيل نفسها تنقضها بعد وعودها ،
اما مقداد ، كان يدور حولها ولا يقترب ، محترما احزانها
،يرى شجنها وألمها ، يتمنى لو يستطيع مواساتها ولكنه كان
يتهيب دخول معبد احزانها ، لذلك كان يرعاها من بعيد لا ينتظر جزاء ولا شكورا ، التزم مقداد الصمت وعيناه
معلقتان بالرزنامة ، موعد الاربعين يقترب حثيثا ، وزينب غارقه بأحزانها ، شعر بخجل شديد ان يذكرها بسفرهم
القريب ، وفي ذات الوقت لم يستطع ان يتناسى ان هذه
الرحلة كانت وصية الحاج ابراهيم الاخيرة، وهكذا.. لم يجد
من يعينه سوى عمة زينب .زار مقداد العمه في منزلها ،
كان خجلا وهو يخبرها بسبب زيارته ، ابتسمت العمه بوهن
وقالت : لقد كان مخططا لهذه الرحلة منذ البداية، مثل
الزواج ، كما تعلم ( ، هز مقداد رأسه موافقا ، همست العمه) لا تقلق ، انا سأفتح معها الموضوع ، اعرف كيف ان اقنعها
، استعد للرحلة (، هب مقداد واقفا ،شكرها وقبل ان يخرج
هتفت به العمه )مقداد التفت اليها ، فقالت اوصيك بزينب
خيرا ، هي عنيدة ، ولكنها طيبه ، ستتغير ، ابتسم مقداد
وقالزينب بعيني يا عمتي ،خرج مقداد مصحوبا بدعوات العمه الطيبة ،
انطلق بسيارته وعاد بذاكرته متصفحا سنوات
حياته ،ترى ماذا تذكر مقداد وماذا دار في مخيلته؟؟ انطلقت
السيارة بمقداد وانطلقت معه ذاكرته ، عاد سنوات وسنوات ،
عاد لطفولته يتيما في الخامسة من عمره ، فقد والديه بحادث
بشع ، احتضنه عمه الاكبر ، احتوى يتمه ، وعوضه فقد امه وابيه ، في منزل عمه أبو حسين عرف معنى ان تكون غريبا
بصورة قريب ،غريبا بين اهلك ، كان الكل يحبه ويحسن
معاملته بدء بالعم وزوجته الطيبة ، ونهاية بأبناء العم الذين
يكبرون مقداد بالعمر فعطفوا عليه واشفقوا عليه ، بالرغم من
كل هذا الحب والشفقة ، الا ان شعورا بالغربة كان يتملكه ،
كان يعرف انه ليس ابنهم ، هو اليتيم الذي تكرموا بكفالته ،
لذا كان دائما هادئا مطيعا ،محترما غربته بينهم، لا يزال
يتذكر ذلك اليوم في المدرسة ، حدثتهم المعلمة عن قصة حياة
النبي الكريم وكيف كفله عمه أبو طالب بعد وفاة والديه ،
يومها قارن مقداد الطفل بين أبو طالب وبين عمه ، رسمت
براءته صورة واحدة لأثنين ، صورة للعم الحاني الرؤوم،
يومها عاد لعمه واحتضنه بحب ، حتى استغرب عمه كل هذه
العاطفة ، همس له مقداد عمي انت تشبه أبو طالب ،
ضحك العم وفهم ما يدور بخيال الطفل اليتيم ، قبله بحب
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة4

الحاج ابراهيم ، ابو زينب ، كان صديق أبو حسين المقرب
،المسؤول عن العديد من الجمعيات الخيرية ، والذي كثيرا ما
زاره مقداد بمكتبه بصحبة عمه ، منذ ان كان صبيا صغيرا ،
وكان الحاج يمسح على راسه ويقول له ، سيكون لك شأن
عظيم عندما تكبر يا مقداد ، اني اتفاءل كلما رأيتك ، قدم مقداد ما تركه له عمه للحاج وهمس (اود ان تُصرف في
اعمال الخير وكفالة يتيم بأسم عمي) ، انبهر الحاج ابراهيم
وهتف (ولكن عمك تركها لك لتستعين بها على الحياة حتىتتخرج وتعمل ويكون لك دخل ثابت) ابتسم مقداد وقال
(سأعمل واكمل دراستي ، يجب ان اعتمد على نفسي ، لم يقصر معي عمي ابدا ، وما سأفعله بماله جزء قليلا من دينه
علي(، نظر الحاج له بإعجاب وعرض عليه ان يعمل لديه ،بإحراج قال مقداد )ولكني احتاج لعمل فقط في الفترة المسائية
، فكما تعلم يا حاج انا ادرس في الصباح(، ابتسم الحاج
وهتف )ونحن نحتاج لموظف في قسم المحاسبة في المساء الست تدرس المحاسبة؟؟
( ، ما اكثر نعم الله علينا ، واحيانا
تكون نعم الله متجسده في بشر طيبين يسوقهم الله لطريقنا ، كذلك كان الحاج ابراهيم بالنسبة لمقداد ، رحل الاب فتلقف الطفل مقداد عمه واحسن مأواه ، والان بعد رحيل العم ، يظهر الحاج ليحتضن الشاب مقداد ويساعده ان يكمل مسيرة حياته بنجاح ، انه دين جديد يحمله مقداد الوفي في قلبه ، لن
ينسى حنان الحاج وتشجيعه له ، لذلك بادل الحاج اخلاصا واشفاقا ، تخرج مقداد ليجد وظيفته الجديدة تنتظره ، رئيسا لقسم المحاسبة في اكبر شركات الحاج ابراهيم ، ان الدين اصبح عظيما ، تفتح شباب مقداد ، اصبح ملئ العين رجولة
والتزاما ، كلما رآه الحاج همس (رحمك الله يا ابو حسين ، ربيت فأحسنت التربية ، ليتك موجود لترى مقداد )، وهكذا
تخمرت الفكرة في ذهن الحاج ابراهيم ، تابعونا لتعرفوا ماهي خطة الحاج ابراهيم...
كان الحاج ابراهيم كلما نظر لمقداد تأكد انه لن يجد أفضل منه زوجا لوحيدته وقرة عينه، زينبه الغالية، كان الحاج يعلم
ان المرض الخبيث قد احكم قبضته عليه، لن تستطيع اموال الدنيا ان تجد له علاجا، لقد اخفى هذا عن الجميع، الا شقيقته الحبيبة، التي أسر لها ايضا برغبته ان يزوج زينب لمقداد،
الذي طالما تحدث عنه لها، كانت العمه تثق بحكمة شقيقها الحاج، شدت على يديه مشجعة، اين سيجد زوجا مثل
مقداد؟؟،
كان الحاج يهتم بخلق زوج ابنته اولا، فما نفع المال والجاه مع سوء الخلق؟ وهل الحاج مستعد ليجازف مع شاب
غريب لا يعرف عنه الا ما سيقوله الناس عنه؟ وهكذا اجتمع بمقداد واخبره صراحة بمرضه القاتل، لن ينسى الحاج ابدا جزع مقداد عليه ولن ينسى ابدا ارتباك مقداد عندما اخبره
الحاج برغبته ان يتزوج ابنته الوحيدة، تلعثم مقداد، فضحك
الحاج وقال له (مقداد يا بني، لقد كنت صديق المرحوم عمك، كنت مطلعا عليك منذ طفولتك، انت ابني ولكنك لست
من صلبي، لن اجد افضل منك لا ءأتمنه على اغلى ما املك ابنتي الوحيدة) ، صمت مقداد ، الدين اصبح عظيما ، خجل
ان يرفض ، وخجل ان يوافق ، فقط همس( كما تشاء يا حاج )، وهكذا اصبح مقداد زوجا لزينب التي لا تعلم عن كل
هذا شيئا ، زينب التي تفاجأت بقرار والدها ، هو متأكد من رفضها له ، وقد تيقن من ذلك في المطعم عندما صرحت له بسبب قبولها الزواج منه ، لقد احب زينب ، حبا لوالدها ، وحبا لذاتها ، خلوقة جميلة زينب ، مريحة للقلب ، تبدو
بحجابها وعباءتها كأنها ملاك ، ولكنها قاسية معه ، هو لا يلومها ، ولكنه يتمنى ان تتغير وتمنحه الفرصة ليثبت لها انه
يستحق قلبها ،واكراما للحاج سيحتمل نوبات غضبها ورفضها ، كان مقداد قد اتخذ قرارا ان لا يقترب منها حتى
تمنحه قلبها طوعا ، سيصبر عليها ويحترم عاطفتها و هذا
اقل ما يمكن ان يقدمه لذكرى الحاج ، ترى هل ستكون هدية
الحاج السبب لتتغير زينب؟؟

رن هاتف مقداد ، كانت العمه ، رحب بها بحب ، قالت له انها استطاعت ان تقنع زينب بالسفر ، وانها تريد ان تدعوهم
هما الاثنين في منزلها على العشاء ، اغلق مقداد الهاتف ،
تنهد بعمق ، كان طيلة حياته مسالما يبتعد عن المشاكل ، كان يكره المواجهات العنيفة ، ولم يكن يعلم ان القدر يخبئ له
اعظم المواجهات مع قلبه ، امسك هاتفه ، فتح ملف الصور صورة زينب ، التقطها لها دون ان تدري ،ساهمه تطالع
التلفاز ، وهو في طرف الغرفة يرتب اوراق الحاج ، تأمل الصورة بحب ، عينيها العسليتين ، حبة الخال على خدها
الأيمن ، شفتيها المزمومتين وهي عادة تقوم بها عندما تركز
، كم تبدو مسالمه ، المس بطرف اصبعه الشاشة وكانه
يلامس وجنتها ، (زينب ، كم احبك) همس بصدق ،وقرر ان
يدخل المواجهة بكل قوة ،فزينب تستحق ان يحارب لأجلها لم يتفاجئ مقداد ببرود زينب على العشاء ، تعمد ان يحدثها
، وتعمدت ان تتجاهله ، مباره من طرف واحد ، والعمه
بينهما تتأمل اصرار مقداد وعناد زينب ، في النهاية ، همست
( زينب هل انت مستعده ، السفر يوم الخميس كما تعلمين؟ )،
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة5


كان المطار مزدحما، وجوه مشرقه فرحه تودع احبتها، ومن بينهم كان وجه زينب، منقبضا، احتضنت عمتها بحب وتمنت
لو تغوص بأعماقها ولا تسافر، التفتت العمه وبألم هتفت
بمقداد (مقداد. لا اوصيك بصغيرتي) ، طمأنها مقداد وهمس هيا يا زينب غاصت زينب اكثر بضلوع عمتها، مسحت
العمه على رأسها، قربت العمه فمها من اذن زينب وهمست لها بكلمات، رفعت زينب رأسها وهزته موافقه، ابتعدت
زينب عن عمتها وبدأت تماشي مقداد، التفتت الى الوراء ..
العمه .. الوطن ..الاب الفقيد .. حياتها بأكملها .. كل شيء
اصبح وراءها .. نظرت الى الامام .. فقط مقداد والمجهول .. كانت خائفة .. مترقبه .. ولكنها اتقنت تمثيل دور اللامبالية
.. ختمت الجوازات ..وبدأت الرحلة .. كم ارتبكت وهي تجلس بجانب مقداد في الطائرة ، انكمشت بجانب النافذة
بخجل ، تعمدت ان لا تلتفت جهة مقداد ، الذي كان مبتسما وهو يلاحظ خجل زينب ، ارتفعت الطائرة ، هدوء يعم
المكان ، الا من همهمات الركاب ، بدأت زينب تسترخي بعد ايام من الضغوط النفسية والجسدية ، سرعان ما اغمضت
عينيها لتستغرق بالنوم ، التفت لها مقداد بهدوء ، وبدأ يتأملها، كانت تغط بنوم عميق ، وفجأة حركت رأسها المستند
على النافذة واراحته على كتف مقداد ، ابتسم ولم يتحرك ، بطرف عينيه كان ينظر لزينب الغافية ، تمنى لو يتوقف
الزمن عند هذه اللحظة ،مرت دقائق بعدها فتحت زينب عينيها ، لوهله لم تستوعب اين هي ، رفعت عينيها لتلتقي
بعيني مقداد المبتسمتين ، فابتعدت محرجه وقد تخضب
خداها بحمرة الحياء ، (اسفة) ، همست بارتباك،
لا داعي للأسف ، انا بالخدمة (قالها مقداد مبتسما وهو يشير لكتفه الذي غفت عليه ، عادت تبحلق من النافذة وشعور بالخجل
يتملكها ، اما مقداد فقد استبشر خيرا من هذه الرحلة ، لعل هذه الرحلة هي السبيل للوصول لقلب زينب .. اغمض عينيه
وهمس بأعماقه (اليك يا ابا عبد الله،تركت الاهل والوطن، اسأل الله بفضلك ان يحنن قلبها علي) ، ارتفع صوت المضيف معلنا الوصول لمطار النجف االشرف .. فارتجفت القلوب
فرحة وارتسمت ابتسامة عذبة على شفتي زينب .. (الحمد لله على سلامة الوصول) هتف المضيف.
النجف الاشرف، المدينة التاريخية العريقة، مدينة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وعاصمة العالم
المستقبلية، خرج الركاب من المطار ولا اراديا أغمضوا اعينهم وتركوا ارواحهم تلامس هواء النجف الاشرف البارد،
تحرك بهم الباص، انشغلت زينب بالمشاهد المتسارعة، بدت تود لو تمسك هذه المناظر وتدسها في قلبها للابد، اقترب
منها مقداد وهمس وهو يشير لنقطة بعيده تلمع كالذهب
انظري زينب، قبة امير المؤمنين
تفجرت دموع زينب سخية ، مدت كفها لتلامس انعكاس صورة القبه على النافذة ، همس مقداد وقد فرد كفه باحترام
على صدره (السلام عليك يا امير المؤمنين) رددت زينب
السلام مثله بشغف لا يضاهيه شغف بالوجود ، مد مقداد يده
لها بمنديل لتمسح دموعها ، شكرته باقتباض وعادت تتأمل
عبر النافدة ، اشار مقداد لبقعه ممتدة وهمس وادي السلام ،
اكبر مقبرة في العالم ، لنقرأ الفاتحة، بدءا يرددان الفاتحة ،
وزينب منبهره بما تراه ، بدت لها اوروبا التي قطعتها شرقا
وغربا ضئيلة لا تضاهي هذه المدينة جمالا وألقا ، همست لمقداد وهي تنظر لوادي السلام المترامي تبدو عالما
بالمكان لأول مره تبادر زينب مقداد بالحديث ، ابتسم مقداد
وهمس الحمد لله ، كلما سنحت لي الفرصة ازور المراقد
المقدسة ،،صمت قليلا وقرر ان يستغل الفرصة ويطيل حوارهما هل تعلمين يازينب ان مقبرة وادي السلام هي
اكبر مقبرة في العالم و إن اليونسكو وافقت على إدراج مقبرة
وادي السلام في لائحة التراث العالمي( ، لم تجبه زينب وان بدت مهتمة بكلامه ، انتطرها لتعلق الا انها التزمت الصمت) غدا سنزور المقبرة ( هزت رأسها موافقه ، اكتفى بمشاركتها التي بدت له كقطرات روت جزء من ظمأه ،
ولكن لا بأس الايام القادمة ستذيب الجليد بينهما.
اختار مقداد غرفه، وتعمد ان يتأخر في استقبال الفندق وطلب
من زينب ان تصعد الغرفة وترتاح ، جلس عند الاستقبال وارسل رساله لعمة زينب يطمئنها بسلامة الوصول ، بعد ما
يقارب النصف ساعه ، صعد الغرفة طرق الباب ، ففتحت له
زينب ، تأثرت زينب بتصرف مقداد وسماحه لها بالمكوث
لوحدها بالغرفة وطرقه الباب قبل الدخول ، بدا لها سلوكا
راقيا المس قلبها ، اما مقداد فقد همس ارتاحي قليلا ، بعدها ننزل للغداء ثم ننطلق لزيارة امير المؤمنين ، اثناء
كالمه كانت زينب ترتدي حجابها ومعطفها الصوفي همست
وهي تعدل حجابها هل انت متعب ؟
هز رأسه نافيا، هتفت اذا لنذهب الان لزيارة امير المؤمنين ، لا استطيع
الصبر !، انطلق مقداد مع زينب لزيارة امير المؤمنين عليه السلام ، كلما اقتربا من المشهد المقدس ،ارتجف قلب زينب
، اخيرا ستتشرف بزيارة فارسها وبطلها ، فالشجاعة علي ، والانسانية علي والعبقرية علي ، دخلت زينب الحرم العلوي ،