الطريق إلى التوبة
5.98K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#الحلقة_٣٨

🍃 تحدث معي الملك عن حق الناس مرةً أخرى وقال: الويل لمن عبدوا سنين ولكنهم لم يراعوا حق الناس، لكن إعلم بهذا أيضاً👆🏻، أنه إذا كان هناك مدين لك في موضوع يرتبط بحق الناس وعفوت عنه في الدنيا فسيكتب عشرة أضعافه في صحيفة أعمالك، لكن إذا وصل الأمر للبرزخ، سيكون بنفس المقدار.

إن أحد الأشياء التي قلّما يدقق الناس فيها👌🏻، هو حق الله فإن أغلب الناس تقول إن الأمر بيد الله وإن شاء الله سيغفر الله لنا تقصيرنا تجاه حقه.

حق الناس واضح أيضاً، لكن حق النفس والذي هو حق الجسد، فلا تُرى حساسية بين الناس عن هذا الموضوع، كان الله قد غفر حق الجسد أيضاً❗️

لكن في تلك اللحظات، رأيت شيئاً في صحيفتي يرتبط بحق النفس.
في أيام شبابي، ذهبت مع رفاقي وأولاد المنطقة إلى أحد الحدائق في أطراف المدينة من أجل التسلية🏞.

قام الشخص الذي دعانا بتحضير الأرجيلة ثم تقدّم نحونا بعلبة سجائر، كان يشعل السجائر الواحدة تلو الأخرى ويعطيها للرفاق🚬.

قد ترعرت في بيت 🏡 كان الأب يدخن السجائر فيه، لكن مع ذلك كنت أكرهها، في ذلك اليوم على الرغم من كرهي أخذت السجائر من يد ذلك الرجل كي لا يشار إليّ وبدأت بتدخينها💨.

ساءت حالي جداً وقتها🤕، بدأت بالسعال كثيراً وكأني قد أصبت بضيق التنفس، بعد ذلك لم أقترب نحو الأرجيلة ولا السجائر.

لكن أثناء تلك الحسرات، قاموا بعرض ذلك المشهد عليّ وقالوا: أنت تعلم أن السجائر مضرة فلم قمت بتدخينها ⁉️ أنت لم تراعي حق النفس وعليك أن تجيب، وقد أدّى هذا إلى تورطي.

رأيتُ البعض ممن هم أناس مهذبين وطيبين، قاموا برعاية الكثير من أحكام الدين، لكنهم لم يعطوا أهمية لحق النفس👆🏻، لقد مرضوا وماتوا بسرعة بسبب السجائر والأرجيلة🚬، وفي تلك الظروف الحاسرة، تورطوا بسبب إلحاق الضرر بأجسادهم....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٣٩

لقد تعلّمت منذ فترة المراهقة أنه عندما أقوم بعمل جيد أو أعطي صدقة💰، أعمل على إهداء ثوابها إلى روح كل من له حق في عنقي، إلى روح كل أموات الشيعة وآبائي وأمهاتي.

لقد شاهدت فى ذلك العالم جدي👴🏻 مع جمع من الناس جنبه كانوا يشكرونني باستمرار ويقولون: نحن نفتخر بوجود أولاد مثلك، لقد كانت الخيرات والبركات التي أُرسلت لنا من قبلك مهمة جداً وحلت لنا المشاكل، نحن ندعو لك دائماً🤲🏻 ليزيد الله تعالى من توفيقك...

.. كنتُ معروفاً في العائلة بأني ممن يقومون بصلة الرحم كثيراً🤝، أمرّ على العائلة كثيراً وأسعى لحل مشاكل الأقارب حدّ الإمكان.

إنّ لي عمة وهي أم شهيد، هي نفسها التي كان ولدها قرب رأسي في غرفة العمليّة، كل العائلة تقول لي بأني ابن هذه العمّة، 👈🏻لكثرة زيارتي لها وسعيي لحل مشاكلها.

خالتي أيضًا زوجة شهيد، أسعى لحل مشاكلهم في أكثر المواقف، كما أن بقية الأقارب هم كذلك أيضاً، أسعى لحل مشاكل العائلة على قدر استطاعتي، وقد رأيت بركة ذلك في حياتي❗️...

إن دعاء الخير من قبل العائلة🤲🏻 يحل مشاكلي دائمًا، حتى إنهم قد أروني زوال الحوادث الصعبة بدعاء العائلة و والدي و التي كانت ربما ستؤدّي إلى الموت.

👈🏻ذلك لأن الامام الصادق عليه السلام يقول: «إن صلة الرحم تزّكي الأعمال وتنمّي الأموال وتيسّر الحساب وتدفع البلوى وتزيد في العمر»، وقد قال النبي الأكرم (ص) في مكان آخر: «من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مئة شهيد»...

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٠

🍃 كان الأمر صعباً جداً، كان الحساب مستمراً و دقيقاً👌🏻، كانوا يحاسبون الثانية تلو الأخرى، حتى أنهم كانوا يحسبون الوقت الذي كان عليّ فيه أن أكون في عملي بشكل دقيق جداً ليروا هل أني سبّبت خسارة لبيت المال أو لا.

والحمد لله فقد مضت هذه المراحل بشكل جيد، حسبوا الأوقات التي كنت فيها حاضراً في المسجد أو الهيئة🕌 وقالوا: مضيتَ سنتين من عمرك بهذا الشكل لذا لن نحسبه من عمرك، أي أنه ليس هناك إستجواب لهاتين السنتين ويمكنك العبور من هاتين السنتين بسهولة🙏🏻.

رأيت هناك بعض الأصدقاء من زملائي👱🏻‍♂ وحتى بعض المعارف، كنت أرى أجسادهم المثالية هناك حيث كانوا لايزالون في الدنيا! كنت أستطيع رؤية مشاكلهم الروحية والاخلاقية.

لكن العجيب هو أني رأيت بعض زملائي يذهبون إلى البرزخ وإلى الجنة البرزخية بلا حساب لأعمالهم ‼️حفظتُ وجوه الكثير منهم.

قال الملك الذي كان خلف الطاولة: لقد كُتبت✏️ الشهادة للكثيرين من زملائك وأصدقائك بشرط أن لا يَسلبوا توفيق الشهادة من أنفسهم من خلال الأعمال السيئة💢.

أشرت إلى الملك خلف الطاولة وقلت: ماذا أستطيع أن أفعل ليكون لدي توفيق الشهادة أنا أيضاً، 👈🏻فأشار وقال: إن في زمن غيبة إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف تكون زعامة وقيادة الشيعة مع الولي الفقيه، إن راية الإسلام بيده🏳.

رأيت في تلك اللحظة صورة عنه💭، العجيب هو أن هناك الكثير من الأشخاص الذين كنتُ أعرفهم، كانوا حول قائد الثورة وكانوا يسعون لإيذاءه لكنهم لم يستطيعوا.

لقد رأيت الكثير من الحوادث في تلك اللحظات وإنتبهت لها، الحوادث التي لم تحدث بعد في الدنيا، 👀 رأيت الكثيرين من الذين كانوا متورطين بشدة، كان في أعناقهم حق الناس للملايين من البشر وكانوا يطلبون المساعدة من الجميع لكن لم يكن هناك أحد يلتفت إليهم❗️.

رأيت المسؤولين الذين كانوا في يوم من الأيام شخصية ما لأنفسهم وكانوا يمضون الحياة بخدم وحشم كثيرين👆🏻، أما الآن فهم غارقون في المشاكل ويتوسلون بالجميع🙏🏻...

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤١

🍃 ثم سألتُ الملك الشاب الذي كان خلف الطاولة بعض الأسئلة وأجابني عنها، مثلاً سألته عن إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف وزمن الظهور، فقال: على الناس أن يطلبوا من الله أن يعجّل في ظهور مولاهم ليتخلصوا من مشاكلهم الدنيوية والأخروية.

لكن أكثر الناس على الرغم من وجود المشاكل فإنهم لا يريدون ظهور صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، حتى إن أرادوه فهم يراجعونه من أجل حل مشاكلهم الدنيوية👆🏻.

ثم ضربَ مثلاً وقال: منذ مدّة كانت هناك مسابقة لكرة القدم⚽️، الكثير من الناس كانوا يُقسِمون بصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف من أماكن مقدّسة من أجل نتيجة هذه المسابقة❗️.

سألته عن علامات الظهور وعن إسرائيل وأمريكا المشغولتين بحياكة الدسائس في الدول الاسلامية وعن بعض الدول المتظاهرة بالإسلام التي تعمل مع أمريكا وإسرائيل، فإبتسم الملك الذي خلف الطاولة 😊 وقال: لا تقلق، هؤلاء مجرد كف على الماء وسوف يدّمرون ويمحون،
عليكم أن لا تضعفوا💪🏻، ألم تسمع سابقاً بالآية الكريمة (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يجب أن لا تفقدوا إيمانكم.

مما كنت شاهداً عليه هناك أيضاً هو كثرة الناس الذين دمروا حياتهم الدنيوية بسبب بعدهم عن القيام بالأوامر الإلهية فقط❗️
قال الشاب: 👆🏻ما أرسله الحق تعالى عن طريق المعصومين هو من أجل تعمير حياتكم الدنيوية في الدرجة الاولى ثم يعّمر الآخرة.

مثلاً قال لي: لو أنك قمت بالإستمرار بتلك الرابطة مع تلك الفتاة الأجنبية عن طريق الsms والرسائل النصية 📲 لكان قد كُتب لك ذنب عظيم في صحيفتك 📝ولكان قد جعل حياتك الدنيوية تحت شعاع ذلك الذنب.

في هذه الأثناء إنتبهت إلى وقوف إمرأة ذات شخصية ونورانية خلفي وبالطبع قد وقفت على مسافة قليلة مني، عرفت أنها أمّنا الصديقة الطاهرة السيدة الزهراء عليها السلام من الإحترام الذي أبداه الآخرون لها.

عندما كانت الصفحات الأخيرة من كتاب أعمالي 📖 تُفحص وتُشاهد فيه الأخطاء كانت السيدة تُعرض بوجهها، لكن عندما كنا نصل إلى عمل حسن كان ذلك مرافقاً لإبتسامة رضاها💕.....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٢

🍃كان كل إنتباهي إلى أمي السيدة الزهراء عليها السلام، لقد كانت لدي إرادة خاصة لسيدة نساء العالمين في الدنيا، كانت لدينا مجالس منتظمة في الأيام الفاطمية 🏴 وكنت أسعى لذكرها دائماً.

ولا يخفى عنكم أن جدي 👴🏻 من طرف أمي هو من العلماء والسادة لذا فنحن نُحسب من أولاد السيدة الزهراء عليها السلام، فالآن هي حاضرة بقربي وشاهدة على أعمالي، ليس فقط هي بل إني شاهدت كل المعصومين هناك❗️

إنه لمن الصعب جداً للشيعي حضور الائمة المعصومين عليهم السلام قربه أثناء محاسبة أعماله ومشاهدتهم لأخطاءه وذنوبه، كنت أريد الموت من الخجل😔، عندما تؤذي المعصومين بعض أعمالي كنت أحزن كثيراً.

تم محو الكثير من أعمالي الحسنة، لم يبقَ الكثير في صحيفة أعمالي📖، وقع نظري للحظةٍ على الدنيا وبالذات على بيتنا🏠.

كانت زوجتي والتي تمضي الشهر الرابع من حملها جالسة على السجادة وتقسم على الله بحق السيدة الزهراء عليها السلام بعينين باكيتين 😭 أن أبقى أنا على قيد الحياة.

وقع نظري على طرفٍ آخر، كان هناك يتيمان في بيتٍ في منطقتنا يقسمان على الله أن أعود🙏🏻، كانا يقولان لله: إلهي نحن لا نريد أن نصبح أيتاماً مرة أخرى.

عليّ القول بأن الله قد أعطاني توفيق دفع كفالة هذين اليتيمين وكنت أسعى للقيام بالأبوة لهما👨🏻، كانا يعلمان بقصة عمليتي الجراحية وكانا يطلبان من الله أن أبقى حياً بينما هما يبكيان.

قلت للشاب الذي كان خلف الطاولة: يديّ خالية، ألا يمكنك القيام بشيء لأعود‼️ ألا يمكنك أن تطلب من أمنا السيدة الزهراء عليها السلام أن تشفع لي، لعلهم يسمحون لي بالعودة والقيام بالقليل من الأعمال الحسنة التي تركتها أو أصلح الأعمال السيئة الماضية؟

كان جوابه النفي، لكني أصررت مرة أخرى، قلتُ له: أطلب من أمنا السيدة الزهراء عليها السلام أن تشفع لي.

بعد لحظات نظر إليّ الملك الذي خلف الطاولة وقال: 👈🏻من أجل دموع هذين الطفلين اليتيمين ومن أجل دعاء زوجتك ومن أجل إبنتك التي ستأتي للدنيا عن قريب ودعاء أبيك وأمك، شفعَت لك السيدة الزهراء عليها السلام لتعود إلى الدنيا مرة أخرى♥️.

ما إن قيل لي: عُد، فجأةً صار مكان محطَّ أقدامي خالياً! تماماً مثل ذلك التلفاز القديم ذات اللونين الأبيض والأسود📺، فعندما كان ينطفئ، كان له حالة خاصة حيث يستغرق الأمر لحظات حتى تُمحى الصورة، مررتُ بحالة مشابهة لها وبعدها تُرِكتُ دفعةً واحدة‼️....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٣

🍃 وجدت نفسي في أقلّ من لحظة نائماً على سرير المستشفى 🛌 والفريق الطبي منشغل بإعطائي الصدمة الكهربائية،
قاموا بوصل جهاز الصدمة الكهربائية عدة مرات بجسمي، ثم قال الأطباء: تمّ إحياء المريض .

عادت الروح إلى الجسد، كانت لديّ حالة خاصّة عجيبة، كنت سعيداً لأنني أُمهِلتْ🙂 وحزيناً لأنني عدتُ من وادي النور إلى هذه الدنيا الفانية مرةً أخرى😔.

أكمل الأطباء عملهم 🩺، في الحقيقة كنت قد أصبتُ بجلطةٍ قلبية عندما أخرجوا الغدّة و كانت العملية في مراحلها الأخيرة،
ثم قاموا بإحيائي من خلال الصدمة الكهربائية.

كنتُ شاهداً على ما عملوا في كل تلك اللحظات، بعد إكمالهم لعملهم قاموا بنقلي إلى الغرفة المجاورة من أجل التعافي، اختفى أثر التخدير تدريجياً بعد ساعة تقريباً👆🏻، وعادت الآلام والمعاناة إلى جسمي مرةً أخرى.

بعد مدة من الزمن، تحسّنت حالي إلى أفضل ممّا سبق، وتمكنتُ من فتح عيني اليمنى👁، لكني لم أشأ الإبتعاد عن تلك اللحظات الجميلة التي مررت بها حتى للحظةٍ واحدة.

كنت أراجع مع نفسي كل الذكريات💭 التي إكتسبتها من هذا السفر المعنوي في هذه الساعات.

كم كان صعباً! يا لها من ظروف صعبة تلك التي مررتُ بها، لقد رأيت الجنة البرزخية بكل نعمها، رأيت الأشخاص المتورطين، ذهبت نحو الجنة حتى ما كان يفصلني عنها إلا خطوات قليلة‼️.

لقد رأيت أمي السيدة الزهراء عليها السلام من مسافة قليلة💕، لقد تيَقّنتُ من مقام أمّنا في ذلك العالم، كان تحمّل الدنيا صعبًا حقاً بالنسبة لي.

بعد دقائق، دخلت ممرضتان إلى الصالة لينقلاني إلى جناح المستشفى🏨، كانتا تريدان نقل سريري المتحرك بالمصعد، ما إن اقتربن حتى أصابني الرعب حقاً عندما رأيت وجه إحداهما، كنت أراها كالذئب الذي يقترب مني🦊، ثم قاموا بنقلي إلى جناح المستشفى.

كان بقربي أخي وبعض أصدقائي، أراد بعض أقربائنا المجيء لرؤيتي، فخرجوا من المنزل🏡 وكانوا في طريقهم إلى المستشفى، لقد أدركت أنهم في طريق مجيئهم، أصابني الرعب حقًا من رؤية وجوههم الباطنية، فارتجف جسمي.

قلت لأحد مرافقيني: إتّصل وقُل لفلان أن يعود، لا أتحمّل رؤية أي أحد، كنت أشعر بأن باطن أكثر الناس مَرئيٌّ لي، باطن الأعمال والأفعال و...

كنت لا أنظر إلى الطعام الذي يحضرونه لي، كنت أخشى من رؤية باطن الطعام🥘، لكني كنت مجبراً على الأكل بسبب شدة الجوع.

كنت لا أحب النظر الى أي أحد💔، جاء بعض الأصدقاء كي لا أكون وحيداً لكنهم لم يعلموا أن وجودهم يشعرني بالوحدة أكثر، حاولت أن أعرض بوجهي نحو الجدار، لم أشأ رؤية أي أحد، لكني واجهتُ شيئاً خطف لوني، كنت أسمع صوت تسبيحات الله من الباب والجدار‼️....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٤

🍃كان المرافقين لي يصرّون عليّ بنصيحةٍ من الطبيب 👨🏻‍⚕كي أفتح عينيّ، لكنهم لم يعلموا أني أخاف رؤية وجوه المحيطين بي ولذلك لا أفتح عينيّ.

في ذلك اليوم طلبت من الله بالدعاء والتوسل 🤲🏻 أن يرفع عني هذه الحالة، لم أكن أستطيع الإستمرار هكذا؛ فإن إستمر هذا الوضع، لا يمكنني حتى التحدث مع بعض أقربائي والإرتباط معهم.

الحمدلله رُفعتْ هذه الحالة وعادت حياتي إلى حالتها العادية، لكني كنت أريد البقاء وحيداً، لأراجع ما رأيت من محاسبة للأعمال✏️.

كنت أحبّ وأفضّل الوحدة، كنت أراجع كل الحوادث التي كنت شاهِداً عليها في وحدتي، كم كانت لحظات جميلة لم يكن الزمن هناك مطروحاً❗️لم يكن هناك حاجة للكلام❗️.

كان يُنقل لنا ما نشاء بنظرةٍ واحدة! كان يمكن مشاهدة الأول حتى الآخر هناك! لقد رأيت حتى بعض الحوادث التي لم تحدث بعد.

حتى أني انتبهت في ذلك الوقت إلى بعض المسائل التي لا يمكن ذكرها، 👈🏻في اللحظات الأخيرة لحضوري في ذلك الوادي رأيت بعض أصدقائي وزملاني الذين استشهدوا، كنت أريد أن أعرف هل حدث هذا أم لا؟

اتّصلت من نفس المستشفى بواسطة أحد الاقرباء 📱وتابعت الأمر وسألت عن سلامتهم، وذكرت اسم عدد منهم. قالوا: كلا، فكل رفاقك سالمين، تعجبت😮 إذًا ما القصد؟ لقد رأيتهم وهم يدخلون البرزخ شهداء.

بعد عدّة أيام من العملية، خرجت من المستشفى🏨، فقد أصبحتْ حالي أفضل قليلاً، لكن كل فكري كان منشغلاً بشدة🤯 لِمَ رأيتُ بعض أصدقائي الذين هم الآن منشغلون بالأعمال في الإدارة برداء الشهادة؟!

ذهبت في أحد الأيام للتسوق 🛍 مع زوجتي وأولادي كي تتغير حالي، ما إن دخلت السوق حتى رأيت ابن أحد الأصدقاء، فمرّ بنا وسلّم علينا🤝، انخطف لوني وقلت لزوجتي: ألم يكن هذا فلاناً؟ حين انتبهت زوجتي لقلقي قالت: ماذا حصل؟ نعم، لقد كان هو....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٥

🍃كان هذا الشاب مُدمن مخدّرات ويذهب دائماً تجاه الأعمال السيئة، كان يفعل كلّ شيء ليحصل على المال 💵 من أجل شراء المخدّرات.

قلتُ: ألم يمت هذا؟ لقد رأيت بنفسي كم كانت حاله سيئة جداً، كان يتوسّل بملائكة الله🙏🏻، حتى إنّني أعلم سبب موته أيضاً.

ابتسمت زوجتي وقالت: هل متأكّد أنّك لم تخطئ؟ ما هو سبب موته قلتُ: كان منشغلاً بسرقة أسلاك الضغط العالي للكهرباء على البرج🗼 فتصعقه الكهرباء ويُقتل، قالت زوجتي: إنّه سالم بالفعل!

في تلك الليلة فكّرت كثيراً حين عدنا للمنزل🏡، هل ما رأيته كان وَهمًا؟ بعد يومين أو ثلاث انتشر خبر موت ذلك الشاب ثمّ أقيم تشييع الجنازة ومراسم ذلك الشاب.

بقيتُ متعجباً وحائراً مما حصل😮، سألت صديقي الذي كان من عائلة ذلك الشاب: ما هو سبب موت هذا الشاب؟ قال: لقد مات في حادث.. غرقت في التفكير أكثر💭، لكنّي رأيت هذا الشاب بنفسي، لم تكن حاله على ما يرام، أعماله وذنوبه وحقّ الناس و... قد ورّطته بشدّة وكان يتوسّل بالجميع كي يفعلوا شيئاً له🙏🏻.

بعد عدّة أيام جاء أحد الأقرباء لزيارتي، كان يعمل في إدارة كهرباء أصفهان💡،
من بين ما ذكره قال: منذ بضعة أيّام، ذهب شاب أعلى برج الكهرباء ليقطع سلك الضغط العالي ويسرقه، يبدو أنه كان مدمن مخدرات وكان يفعل هذه الأعمال من قبل أيضاً، فصعقته الكهرباء وهو في الأعلى و رُمي كالخشبة اليابسة إلى الأسفل👇🏻.

حدّقتُ بوجه هذا الضيف وقلت: أتقصد فلاناً؟ قال:نعم، هو بنفسه👌🏻، فسألته: هل أنت واثق، قال:نعم، لقد جئت بنفسي فوق رأسه لكن يبدو أنّ عائلته قالوا شيئاً آخر‼️....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٦

🍃 بعد الحادثة التي وقعت للشاب الذي كان يتعاطى المخدرات، علمتُ أنّي قد رأيتُ بعض حوادث المستقبل.

لم أعلم كيف يمكن ذلك، لذا ذهبت إلى أحد العلماء وطرحت الأمر عليه، 👈🏻 فأشار إلى أنّ حالة المكاشفة التي كنت فيها لم يكن فيها أيّ معنى للزمان والمكان، لذا فليس من المستبعد أني رأيت بعض حوادث المستقبل.

بعد هذا الكلام تيقّنتُ من أمر شهادة بعض زملائي، بعد حوالي أسبوع أو إسبوعين من تعافي، أصيب أبي 👨🏻 بحادث فاجع و توفّي بعد عدة أيام، كنت حزيناً جداً، لكني تذكّرت كلام عمّي المرحوم حين قال: هذه الحديقة 🏞 لي ولأبيك الذي سيلحق بنا قريباً.

في أحد أيام نقاهتي، مررتُ بمدينة طفولتي ومراهقتي، ذهبت إلى مسجد المنطقة القديم 🕌 وتداعت لي ذكريات الطفولة والمراهقة، رأيت أحد مسنّي المسجد القدامى، فسلمنا على بعضنا البعض ودخلنا المسجد للصلاة🤲🏻.

تذكّرتُ المشاهد التي رأيتها من الحساب كلها دفعة واحدة، تذكّرت ذلك المسن الذي اتّهمني وأعطاني ثواب حسينيّته لأرضى عنه🏢، كانت هذه الأفكار ومشهد حزن ذلك المسنّ جميعها كانت أمام ناظري👁.

قلتُ في نفسي: عليّ التحقّق لأعلم مدى صحّة هذه الحادثة، على الرغم من أنني كنت أعلم أن هذا الأمر صحيح أيضاً كبقيّة الأمور، لكني كنت أحبّ رؤية الحسينية التي أعطي ثوابها لي عن قرب.

قلت لذلك المسن: أتذكر فلان؛ الذي توفي منذ أربعة سنوات؟ قال:نعم، أنار الله قبره، كم كان رجلاً طيّباً، كان يفعل الخير في الخفاء، كان رجلًا صالحاً، قلّما تجد مثله.

فقلت: نعم، لكن هل تعلم ما إذا قام بوقف شيء في هذه المدينة✋🏻؟ مثلاً مسجد أو حسينية؟ قال: لا أعلم، لكن فلاناً كان رفيقه الحميم👬، لا بدّ أنه يعلم، فهو جالس في المسجد الآن.

ذهبنا لذلك الشخص بعد الصلاة، و ذكرنا ذلك المرحوم بالخير وطرحت سؤالي مرة أخرى؛ هل قام بوقف شيء قال هذا الرجل المسن: رحمه الله🙏🏻، لم يكن يحبّ أن يعلم آحد بذلك، لكني سأخبركم لأنّه مات.

👈🏻فأشار إلى الجهة اليسرى من المسجد وقال: أترى هذه الحسينية المبنيّة هنا، لقد بناها الحاج الذي ذكرته بالخير وجعلها وقفاً، لا تعلم كم لهذه الحسينية من خير وبركة.

نحن نبنيها الآن لنهدم جدار الحسينية ونُلحقها بالمسجد 🕌 كي يتّسع مكان الصلاة، أخذت جواب سؤالي دون قول شيء ثم مررتُ بحسينيّتي بعد الصلاة و عُدت إلى المنزل....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٧

🍃كنت أتحدّث مع زوجتي في الليل، فالكثير مما جرى لي لم يكن ليُصدّق، ثم قلت لزوجتي التي أمضت الشهر الرابع من حملها: صحيح، لقد ذهبنا للتصوير بالموجات فوق الصوتية (سونار) قبل ذهابي للمستشفى وقالوا لنا أن طفلنا وَلد👶🏻، صحيح؟

قالت: نعم، فالتقرير الطبي عندي📄، سكتُّ قليلاً ثم إبتسمتُ وقلت لزوجتي: لكنهم قالوا لي في تلك اللحظة الأخيرة: من أجل دعاء زوجتك و إبنتك التي ستأتي للدنيا تمّت الشفاعة لك🤲🏻.

قلت لزوجتي: وهذه علامة أيضاً، إذا كان هذا الطفل فتاة، فسيتضح بأن كل هذه الحوادث كانت صحيحة👍🏻.

لقد وُلِدت إبنتي في خريف تلك السنة، لكن بعيداً عن هذه الحوادث، فإن الشيء الوحيد الذي قام بإيجاد خوف شديد 😰لديّ وكان يؤذيني لسنوات عدة، هو خوف الحضور في المقابر! كنت أسمع أصواتاً مرعبة وقد كانت مخيفةً ومروعة.

لكن لم يكن هذا الأمر يحدث جنب مرقد الشهداء أبداً، هناك توجد السكينة وروح المعنوية التي تملأ وجود الانسان، لذا لم أذهب إلى المقبرة لمدة طويلة، و من بعد ذلك صرت أذهب صباح الجمعة إلى قبر الأصدقاء والأقرباء.

👈🏻 لابد من الإشارة إلى ملاحظة مهمة وهي أني شاهدت في كتاب أعمالي 📖ميزان العمر المضاف إلى عمري، لقد كانوا قد أمهلوني عدة سنوات فرصة والتي قد انتهت أيضاً! إني الآن في ذلك العمر المضاف إلى عمري!

قالوا لي: إن الوقت الذي أصرفه في زيارة أقربائك وصلة أرحامك و خدمة والديك، لم يحسب من ضمن عمرك، حتى إن الوقت الذي تصرفه في العبادة المخلصة لله و زيارة أهل البيت عليهم السلام لم يحسب من عمرك‼️....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٨

🍃 تيَقّنتُ من أن شهادة زملائي ما هي إلا حقيقة، كيف كان عليّ أن أثبت لهم هذا الكلام، في عصرٍ لم يكن فيه خبر عن الشهادة، لذا لم أقل شيئاً🤐.

لكنّي كل يوم حين أرى زملائي في الإدارة، كنت على يقين بأني ألتقي مع شهيد سيصل إلى محبوبه بعد مدة. لكن كيف سيحدث هذا؟ هل هناك حرب مُقبلة‼️

بعد أربعة أشهر من عمليتي الجراحية وأوائل الشهر من عام 1394ق/2015م، أعلنت الإدارة: أن كل من يحب الحضور في صفوف مدافعي الحرم يستطيع التسجيل📝.

أخذ الزملاء يتهافتون على مركز التسجيل، كل من كان في ذهني💭 وأعتقدتُ أنه سيحضر قد سَجّل، أنا أيضاً وفقتُ بعد متابعة كثيرة للذهاب إلى سوريا معهم، بعد دورة التعليم التكميلية📚.

👈🏻كان يجب تحرير آخر مدينة مهمة في شمال سوريا أي مدينة حلب والمناطق المهمة المحيطة بها، استقرّت قواتنا في المنطقة 🛣 وبدأ العمل، تمّ إكمال عدة مراحل من العمليات و تمّ قطع إرتباط الارهابيين مع تركيا، بعدها تمّ محاصرة مدينة حلب بالكامل.

كنت أطلب من الله بتردد أن يلحقني بالشهداء مع قافلة مدافعي الحرم🙏🏻، لم تكن لدي أي رغبة في البقاء في الدنيا، إلا إذا أردت القيام بشيء من أجل رضا اللهلقد رأيت مقام الشهداء في ذلك العالم، لذا كنت أتمنى أن أكون معهم.

رتّبتُ أعمالي وكتبت وصيتي📝 و عوضت عن المسائل التي فكرت بوجوب تعويضها وتحضّرت للرحيل، أذكر أنه كانت لدي الكثير من المشاكل قبل الإيفاد، لم يكونوا موافقين على ذهابي و... لكن بعون الله حُلّت كل الأمور👍🏻.

لا يخفى عليكم أن كل تصرفاتي وأخلاقي تغيرت بعد الحادثة التي حدثت لي في غرفة العمليات، أي أني أراقب أعمالي كثيراً 👀 كي لا أؤذي قلب أحد لا سمح الله💔 وكي لا يبقى حق الناس في عنقي، لم أعد بعد إلى ذلك المزاح والخداع و...

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٩

🍃إجتمعتُ مع رفاقي الحميمين الذين هم زملائي لسنوات 👬 قبل العمليات العسكرية بليلة أو ليلتين، قال أحدهم: سمعتُ بأنه كانت لديك حالة تشبه الموت في غرفة العمليات و..

الخلاصة هي أنهم أصرّوا كثيراً كي أحكي لهم، لكني لم أقبل بذلك، كنت قد حكيت لشخص أو شخصين بشكل غامض جداً وهم لم يصدقوا❗️، لذا قررت أن لا أحكي لأي أحد.

قامَ كل من جواد محمدي و سيد يحيى براتي و سجاد مرادي و عبد المهدي كاظمي و أخ مرتضى زارع و علي شاهسنائي و... بأخذي إلى أحد غرف المقرّ وأصروا علي أن أتكلم🗣.

تكلمت قليلاً عن الحادثة، فإنقلبت حال رفاقي كثيراً، خاصة في مسألة حق الناس ومقام الشهادة.

في غد ذلك اليوم وفي إحدى العمليات كنت مسؤولاً عن كسر خط العدو،
جُرحت أثناء العمليات وسقطت، كان جرحي سطحياً لكني سقطت في مرمى العدو تماماً👌🏻.

لم أكن أستطيع القيام بأي حركة، ولم يكن هناك أحد يستطيع الإقتراب مني🚫، تلفظت الشهادتين، في هذه اللحظات، كنت أنتظر الشهادة برصاصةٍ من القناص الإرهابي.

لكن في هذه الظروف الحرجة، خاطرَ عبد المهدي كاظمي وجواد محمدي بحياتهما وتقدّما🚶‍♂، قاما بنقلي إلى الخندق بسرعة عالية.

تألمت كثيراً من هذا التصرف😔، فقلت: لمَ فعلتم هذا؟ فقد كان من الممكن أن يرمونا جميعاً! قال جواد محمدي: أنت عليك البقاء لكي تروي ما رأيت في ذلك العالم‼️.

بعد عدة أيام، طلب مني هؤلاء الأشخاص في جلسة خصوصية أن أحدّثهم عن البرزخ مرة أخرى، نظرتُ في وجوههم فرداً فرداً 👀 و قلت: سيستشهد عدد منكم غداً....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٠

🍃خيّم صمت عجيب على تلك الجلسة😐، كانوا يتوسّلون لي بنظراتهم كي لا أصمت، لا يمكن وصف حال الرفاق في تلك الجلسة، فقلت لهم كل ما رأيت.

كنت قلقاً على نفسي من جهة، فماذا لو لم أكن منهم، لكن لا، إن شاء الله سأكون منهم🙏🏻.

كان جواد يسألني بإصرار وأنا أجيبه،
قال في النهاية: ما هو أكثر شيء ينفعنا في ذلك العالم❗️ قلت: بعد الإهتمام بالصلاة، إعملوا أعمالكم لله ولخلق الله بقدر ما تستطيعون و بنية إلهية وخالصة.

أذكر أنه في اليوم التالي أبدا أحد مسؤولي الجمهورية الإسلامية رأيه في المسائل النظامية، كان رأياً نافعاً للغربيين، تألم الكثير من المجاهدين المدافعين عن الحرم من كلامه جداً😟.

أراني جواد محمدي كلام ذلك المسؤول وقال: أترى، غداً حين يموت هذا المسؤول الذي يهدر دماء المجاهدين 🩸 على هذا النحو سيقولون عنه أنه شهيد، قلت بهدوء جداً: سيد جواد، لقد رأيت موت هذا الرجل، سيموت في هذه السنين بطريقة لا يمكن لأي أحد أن يفعل شيئاً له🤷🏻‍♂، كما أن موته سيّبيّن بُعده عن طريق ونهج الإمام والشهداء.

بعد عدّة أيام قمنا بالإستعداد للعمليات، أخذنا المؤونة الحربية و جهزنا المعدات💣، كنت قد حضّرت نفسي جيداً للشهادة.

أخذتُ الآر بي جي (RBJ) وذهبتُ جنب الرفاق الذين كنتُ متأكداً من شهادتهم، قلت إنه من الأفضل أن أكون بالقرب منهم، فمن المحتمل أن استشهد مع كل هؤلاء💔.

لم تتحرّك القوات بعد حتى وصل جواد محمدي إليّ، كانت له مسؤولية وهو من كان عليه متابعة الأمور.

جاء إليّ بسرعة وقال: نحن ذاهبون الآن إلى العمليات والمنطقة حساسة جداً👌🏻، كان يريد صرفي عن مرافقة القوات بطريقة ما.

👈🏻 ثم قام قليلاً بتوضيح صعوبة العمل فقلت له: سيستشهد عدد من هؤلاء المجاهدين غداً، فأريد أن أكون معهم💔، عسى أن يحصل لنا التوفيق بسببهم،
وأكدت له مرة أخرى: سيستشهد كل من كان معنا في تلك الليلة، سنكون معاً في ذلك العالم إن شاء الله🙏🏻....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_ ٥١

🍃صدر الأمر بالحركة، كنت أرى جواد محمدي وهو منتبه لي من بعيد، لم أكن أعلم ما يدور في خُلده💭.

تحرّكت القوات، كنت مستعداً منذ ساعات، كنت واقفاً في مقدّمة القوات ومستعداً بشكل كامل لأكون أول العارجين♥️.

لم نتحرك بعد عدة خطوات حتى جاء جواد محمدي بالدرّاجة إلى الأمام و ناداني🗣، قال بجدية تامة: إركب، فعليك أن تكون كاسراً لخط المحور في جهة أخرى.

كان جواد هو القائد وكان عليّ قبول كلامه، فركبت دراجة جواد بسرور 🏍، ذهبنا مدة عشر دقائق حتى وصلنا إلى التل، فقال لي: استعجل، بسرعة❗️..

ثم صرخ جواد: تعال يا سيد يحيى، فجاء سيد يحيى بسرعة وركب الدراجة، قلت لجواد: أين هذا المكان؟أين الخط؟أين القوات⁉️ فقال جواد: خذ هذا الآر بي جي (RBJ) واذهب أعلى التل، سيقوم المجاهدين بتوجيهك هناك.

ذهبت أعلى التل وعاد جواد بالدراجة، كانت المنطقة هادئة جداً، فعجبت لذلك😧، سألت عدة أشخاص كانوا موجودين في الخندق: ماذا علينا أن نفعل؟أين هو خط العدو؟ فقال أحدهم: اجلس، هنا هو الخط الدفاعي، علينا فقط أن نراقب حركة العدو👀.

عرفت للتو ماذا فعل جواد محمدي، إنتهت العمليات في اليوم التالي فقلت لجواد محمدي حين رأيته: ما أسأل الله أن يفعل بك، لم أخذتني إلى الخطوط الخلفية؟ فابتسم 😊 وقال: لا يجب عليك أن تستشهد الآن، عليك أن تُخبر الناس عن ذلك العالَم، لذا أخذتك إلى مكانٍ تكون فيه بعيداً عن الخطوط الأمامية.

لكن رفاقنا ضربوا خط العدو في تلك الليلة،👆🏻كان أول الشهداء سجاد مرادي وسيد يحيى براتي اللذين كانا في مقدمة القوات ثم يليهما مرتضى زارع وشاهسنائي وعبد المهدي و... لقد عرج كل رفاقنا الذين كنا معهم في مدة قصيرة ورحلوا.

👌🏻تماماً كما رأيت من قبل، لقد لحق بهم جواد محمدي في السنة التالية، قاموا بنقل مجاهدي أصفهان إلى إيران، ورجعت أنا من بين مدافعي الحرم بيدٍ خالية إلى إيران، عُدت بحسرة لا تزال تؤذي أعماق وجودي💔.....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_ ٥٢

🍃مضت مدة على حادثة المستشفى🏨، بعد شهادة مدافعي الحرم من أصدقائي، ساءت حالي جداً، فلقد قربت من الشهادة لكني أعلم لِمَ فقدت توفيقها.

لقد قالوا لي أن كل نظرة حرام 👁 تؤخر الشهادة عن عُشّاقها مدة ستة أشهر على الأقل.

في اليوم الذي تمّ فيه إيفادنا إلى سوريا، كان موعد طائرتنا وطائرة (آنتاليا) في نفس الوقت✈️، جاءت أمامي عدة فتيات شابّات بثياب مقرفة جداً، فوقعت عيني عليهن لا إرادياً، فنهضت وغيرت مكاني، ومهما حاولت صرف فكري عنهن💭، لم أستطع ذلك.

لكن بقيّة أصدقائي كانوا جالسين في مكان لا يكون فيه أي أجنبية بقربهم، جاءت هذه الفتيات مرة أخرى أمامي، لا أعلم فربما قد ظنن أني مسافر إلى (آنتاليا)أيضاً🤷🏻‍♂.

مهما يكن، فيبدو أنه كان من المقرر أن يُمتحن إيماني و إعتقادي وكأنّ الشيطان وأنصاره 👹 قد جاءوا ليثبتوا لي أني لست مستعداً بعد، على الرغم من أنني لم أتكلم معهن أو أُبدي أي ردّة فعل مقابل إغراءتهم لكني للأسف لم أحصل على درجة القبول في هذا الإمتحان💔.

كنت أعرف آخرين من بين الأصدقاء👬 الذين كنا معهم في سوريا، أنهم من ضمن الشهداء، كنت أعلم أنهم هم أيضاً سيُدعَون شهداء.

أحدهم كان علي خادم، كان علي ولداً بسيطاً ومحبوباً 🤗 في الحرس الثوري، كان هادئاً ومخلصاً.

لقد جلس في المطار في مكان لا يكون أمامه أحد كي لا يتلوث بنظرة حرام👁، لقد جُرح علي عند شهادة رفاقنا لكنه عاد معنا إلى إيران، كنت أفكر في نفسي أن علياً سيستشهد قريباً، لكن كيف وأين⁉️....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٣

🍃لقد كنتُ مع إسماعيل صديقين حميمين جداً، جاء لزيارتي في أحد أيام سنة 1397ق/2018م، تكلّمنا معًا مدة ساعة تقريباً⌚️، ثم ودعني إسماعيل وقال: من المقرر أن أوفد إلى المناطق الحدودية في مهمة.

تمّ إيفاد رفاقنا إلى سيستان، 👈🏻 لقد كانت القضايا الأمنية في تلك المنطقة على نحوٍ يتم فيه إيفاد الأصدقاء من الحرس الثوري إلى هناك في مهمة.

بحثت عن علي خادم في غد ذلك اليوم فقيل لي أنه ذهب إلى سيستان، فقلت في نفسي: أخشى أن يكون باب الشهادة🚪 قد فُتح لرفاقنا في سيستان؟

كتبتُ إلى القيادة بسرعة 📝 وأصررت في طلبي على الذهاب إلى الحدود الشرقية، لكن لم يُسمح لي بالذهاب إلى سيستان.

مضت مدة، كنت على تواصل مع الرفاق لكني لم أستطع مرافقتهم، و في أحد أيام شهر بهمن عام 1397ق/2018م، إنتشر خبر، لقد كان خبراً قصيراً جداً، لكنه صدمني و صدم كل الرفاق بشكلٍ كبير😮.

قام انتحاريّ وهابيّ بضرب نفسه بباص الحرس الثوري 🚌 مما أدى إلى شهادة العشرات من المجاهدين الذين انتهت مهمتهم.

تمّ إرسال قائمة الشهداء في اليوم التالي🗒، كان علي خادم وإسماعيل كرمي من بين الشهداء، بالطبع فقد ذهبت إلى الحدود الشرقية بعد شهادة أصدقائي، حضرت لمدة في نقطة التفتيش الحدودية لكن لم يكن هناك خبرٌ عن الشهادة💔.

في أحد الايام رأيت إثنان من حرس الثورة وقد جاءا إلى المقرّ، تغيرت حالي برؤيتهما👀، لقد رأيتهما وقد كانا في زمرة الشهداء وقد دخلا الجنة بلا حساب وبروؤس مقطوعة‼️.

ولكي أطمئن من ذلك سألتهما : إن إسم كلاكما هو محمد، صحيح؟ فأيّدا ذلك و انتظراني لأكمل كلامي 🗣 لكني غيرت مجرى الحديث ولم أقل شيئاً....

#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٤

🍃 في الأيام التي تلت حضوري في سوريا كنت منشغلاً بالعمل في الادارة بحسرة لا تصدق، فرأيت في أحد الأيام شابين جالسين جنب بعضهما البعض في مصلى الإدارة فتقدّمت وسلمت عليهما🤝.

كان وجههما مألوفاً لي كثيراً، فقلت للأول: لا أعلم أين رأيتك🤔، لكنك مألوف لي جداً، هل يمكنني السؤال عن لقبك؟ فعرّف الأول عن نفسه، ما إن سمعت بإسمه حتى خُطف لوني❗️، تذكرت ذكريات غرفة العمليات الجراحية و...

فقلت فورًا لصديقه الجالس جنبه: لابدّ من أن أسمك هو حسين، صحيح؟ فأيّد ذلك وانتظراني لأخبرهما كيف أعرفهما، لكن أنا الذي انقلبت أحوالي🔃، ودّعتهما ونهضت.

لقد كنت أتذكّر جيداً 💭 هذين الشابين اللذين هما من الحرس الثوري وقد دخلا معاً البرزخ ثم الجنة بدون محاسبة لأعمالهما📝.

كانا قد استشهدا معاً في حين كانت لديهما مسؤولية وقيادة، راجعت ذهني مرة أخرى💭، هناك عدد آخر من القوات مألوفين لي، لقد شاهدت خمسة أشخاص من الإدارة 🖐🏻 و هم الآن متفرّقون ويعمل كل منهم في قسم مختلف لكني رأيت عروجهم أيضاً، سيستشهد هؤلاء الخمسة معاً💔....

#يتبع_الحلقة_الأخيرة
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٥_والأخيرة

🍃 صحيح أنّ قصّة حضوري لمدة ثلاث دقائق في ذلك العالم و محاسبة أعمالي مرّت بصعوبة جداً💢، إلا أنني أتذكر الكثير من الأحداث بعد مرور السنوات من ذلك الحادث في مختلف الموارد.

قبل عدّة أيام حيث كنت بالعمل، بعد طباعة النسخة الأولى من الكتاب📔، جاء أحد مسؤولي مدينة طهران من أجل تفحّص إدارتنا، ما إن دخل غرفتنا توجّه نحوي وجاء إليّ وبدأ بتقبيلي.

ناداني بإسمي 🗣 وقال: كيف حالك؟ مع أنّي لم أتذكّره، قلت: الحمد لله🙏🏻.
قال: كما يبدو لم تذكرني؟ قبل عشرة سنين عمِلنا لفترةٍ قصيرة في تلك الإدارة، عندما قرأتُ كتاب ثلاث دقائق في القيامة، خمّنت أنّها قد تكون قصّتك، صحيح؟ قلت: نعم، ثم تكلّمنا قليلاً..

ذكر لي أن أحد أقرباءه قد تحوّل عند قراءته لهذا الكتاب❗️، وقد دفع الملايين ردّاً للمظالم بعنوان إرجاع حق الناس و بيت المال💵.

بعد أن تكلّمنا قليلاً ذهب، وبقيتُ أنا غارقاً بالتفكير؛ أين رأيت هذا الرجل🤔؟! فجأةً تذكرت !!! فإني رأيته ضمن أولئك الذين مرُّوا من جانبي ودخلوا الجنة من دون حساب، فهو شهيدٌ أيضًا💔.

إن رؤيتي لهؤلاء الاصدقاء يومياً يزيد من حسرتي أكثر، إلهي أخشى أن لا يكون موتي بالشهادة😔، كما يقول الأخ علي رضا قزوه:
《عندما لا يكون الغزل شفاءٌ للقلب المتعب
فعلام جلوسنا خلف الباب المغلق؟
ذهبوا ويا له من ألمٍ وعبروا ويا لها من حرقةٍ في القلب
هؤلاء هم اللاطمون في حرمها دفعةً بعد دفعة
أقول وأعلم أنه من هذا الزقاق المظلم
هناك طريقٌ لمنزل القلوب المنكسرة
ليست هناك من جرأةٍ لطلبه في يوم الجزاء
القدم التي لم تُجرح بجرح العبور
لن يكون من نصيبي أن يضعوا على مزاري
حجر لم تُرسم عليه وردة التوليب

#إنتهى
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#كنت_في_انتظارك 8⃣1⃣

#الحلقة_الأخيرة

...ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة..

🔸لا أصدّق نفسي ! أنا في حَضرة مولاي الإمام الحسين (عليه السلام) 💔 كانت تنهمرُ الدموع من عينيّ وكنت أشعر بحرارتها التي تحكي حرارة الحبِّ وشدّة الحزن الذي يحرق قلبي على مولاي الحسين المظلوم الشهيد..

🔹تقدَّمتُ خطواتٍ وقلبي يرتجف من هَيْبة المكان، وما إن وقعَت عيناي على الضريح الشريف حتى عَلا صوتي بالبكاء... في تلك اللحظة، نسيتُ كل شيءٍ حولي، تفجَّر في نفسي ندمٌ رهيبٌ على كل ما اقترفتُه من ذنوبٍ وإسرافٍ على نفسي..

😔 تُرى يا مولاي هل ترحم قلبَ عبدٍ مُنيبٍ أتاكَ بعد مُرور أكثر من عامٍ أذاب فيه الندم لحمه؟ وسلَبه الحزن والحسرة نَومه؟ فقام في الأسحار مستغفراً، وتضرع لربّه منيباً، وبكى على خسارة علاقته بإمام زمانه(عجل الله فرجه الشريف) بكاء الأم الثَكلى على ولدها؟

🔸أردتُ أن أقابِل الإمام الحسين بقلبٍ طاهر.. وبكلِّ ما أعطاني ربّي من عزمٍ، عاهدتُ نفسي على هجران كل الذنوب ما دُمت حياً.. رَمَقتُ الضريح الشريف بنظرةٍ ومن أعماق قلبي قلتُ {أستغفر الله ربّي وأتوب إليه}

🔹لم أتمكّن من الإقتراب لِتقبيل الضريح بسبب الحُشود المتدافعة.. رُحتُ أنظر إلى الضريح من بعيدٍ ولسان حالي :
💔 السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ‏..
💔السَّلَامُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلَاتِ، السَّلَامُ عَلَى الْأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الْخَدِّ التَّرِيبِ‏ ، السَّلَامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الثَّغْرِ  الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ..
😭سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ..

🔸في تلك اللحظة، شعرتُ أن غليان العشق في قلبي قد تأجّج ثم تفجَّر، وأن نفسي قد تقطَّعت لأشلاء..
إن الدنيا قد سقطَت من عيني من غير رَجعة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ...}
لقد تمَّت البَيعة.. لكَ يا ربِّ دَمي ولَحمي وروحي ونفسي، وإنّ جنَّتي هي رضاكَ، فاجعَلني من أنصار حُجّتك على خلقِك واشفِي بِلحمي ودَمي ألَم إمامي الحسين ووَجع سيّدتي الزهراء عليهما السلام..

🔹وبينما أنا مُستغرقٌ في مناجاتي، شعرتُ وكأنّ أحدهم قد إقترب من خَلفي ووضع يدَه على كَتِفي، إلتفتُ إليه فإرتجفَ بَدني من أعلى رأسي إلى قدمَي..
إنّه هو ! ذلك الوَليّ الذي رأيته في صِغري عند الإمام الرضا ! إنه صاحب الزمان💓

🔸كنتُ أرتجف من هَيبته، مدهوشاً من جماله، آهٍ وكيف يَخفى عليكَ سيّدي كم بكَت عيناي لخسارتك، وكم لطمتُ صدري، وكيف أذاب الندم لَحمي على ذنوبٍ حالَت بيني وبينك، آهٍ كم أشتاق لتلك المَسحة التي مسحتَها يوماً على رأسي، وتلك البسمة التي تعلَّق بها قلبي.. آهٍ.. آهٍ..

🔹 أمسكَ بيدي واحتضنَني، ومسح على رأسي، كنتُ أستطيعُ سماع نبضاتِ قلبه الشريف في أُذني، وبينما أنا واضعٌ رأسي على صدره الشريف، همس في أذني :
#كنت_في_انتظارك، ثم أكملَ {..وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ الله ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

🔸إقشَعَّر بدني من كلامه لكنّ ابتسامته قد أذابَت قلبي، ولو قلت أنها كانت بالنسبة لي أعظم من نعيم الجنّة ما كذَبت..

#يتبع 👇🏻
#دمعة_10

مَا إِن عَلَتْ صَرختِي بالتوبةِ متوسِلاً بالحُسَينِ (عليه السلام)، حتى تََكسَّرت كلُّ السلاسِل التي كانَت تُقيِّدني واخْتَفَتْ، وتغيَّر كُلُّ شيءٍ مِن حَولي، فكانَتْ السَّماء مُحْمَرَةً تَشوبُها غيومٌ سَوْداء، والهُدوءُ الصَّامتُ يَعُّمُ المكان، ثُمَّ أَبْصَرَتْ عيْنايَ منظراً مَهُولاً لا يحتملُه قلبُ إِنسان، أجسادٌ مَطروحةٌ على الرِمال والدِماءُ في كلِّ مكان، رماحٌ تخترقُ أجسامَ شهداءٍ وُجوهُهم كالبُدورِ السَّاطعة، كان مشهداً أليماً، أدركتُ حينَها أنَّ ما وصلنَا من كربلاء وهَوْلِ الفاجِعة لم يكن إلَّا القليل!

وإِذا بي أسمعُ صوتَ أنينٍ خافتٍ حزينٍ، مِلْتُ بِطَرفي ناحيةَ الصوت، فَرأيْتُ الحُسَيْن (عليه السلام) يقومُ من مصرعِ شهيدٍ يسطعُ من وجهِهِ النورُ لكنَّه مقطوعُ الكَفَّيْن! والسهمُ نابتٌ في العين! وقُربةُ ماءٍ مُمَزقةٍ بجانبِهِ قد غَرِقَتْ بدمائِه.. أفجعَ المشهدُ قلبي! ثُمَّ مَشَى الحُسَيْنُ (عليه السلام) وحيداً فريداً يُكَفْكِفُ دموعَ عيْنَيْه بكُمِّه! ثُمَّ نادى بصوتٍ وصلَ صَداهُ إلى السَّماء :
《 أمَا مِن ناصرٍ ينصرُني ؟!》

تقطَّع قلبي في هذه اللحظةِ الأليمةِ، وإنهمَلَتْ مِن عَيْنِي دمعةٌ ساخنةٌ سَالَتْ على خدِّي، ونظرتُ الى الحُسَيْنِ (عليه السلام) وبقلبٍ مُنكسِرٍ حزينٍ ناديتُهُ : 《 لَبَيْكَ يا حُسَيْن !!》

وفجأةً في تلكَ اللحظةِ انكشَفَتْ كلُّ الحُجُب عنِّي فَرأيْتُ بجانبِي صفوفاً من الأرواحِ من الأولينَ والآخرينَ يَقِفُونَ كمَوقِفِي ويُلَّبُون الحُسَيْن (عليه السلام) بِصَوتٍ واحدٍ 《لَبَيْكَ يا حُسَيْن!》

وبينَمَا أنا مُنْدَهِشٌ مِمَّا رأيتُه، سطعَ نورٌ قويٌّ في عَيْنَيّ، وسمعتُ إمرأةً تُنادي باكيةً :
《 لقد إِستيقظ! لقد إِستيقظ ببركةِ سيِّد الشُهداء (عليه السلام) !! 》
فتحتُ عينايَ وإِذَا بي أرَى نفسي مُحاطاً بالأطباءِ، وأُمِي واقفةٌ فوقَ رَأسِي والدُموعُ تنهمرُ من عيْنَيْهَا، وصَوتُ التلفازِ في الغرفةِ يَعلُو بمَجلسِ العَزاءِ على مُصَابِ سَيِّد الشُهداء (عليه السلام)، وشعرتُ في تلكَ اللحظةِ بسخونَةِ الدَّمعةِ على خَدِّي !!

كانَ لِسانُ حالِي في تلك اللحظاتِ : 《لِماذا أَرْجَعتُمُونِي من ذلك المكان ؟! لِماذا لَمْ تَترُكُوني في كربلاء؟! لِماذا حَرَمْتُمُونِي من الشهادةِ بين يَدَيّ الحُسَيْن (عليه السلام) ؟! 》

بعدَ هذِهِ الحادثةِ، بَقيتُ فترةً طويلةً في الفراشِ مغموماً مهموماً مُتألماً من مُصابِ أبِي عبدالله الحُسَيْن (عليه السلام)، ومنذُ ذلكَ الحين إِنقلَبَتْ أحوالِي، وإلتزمْتُ بعهدِي مع ربِّي وأهلِ البَيْتِ (عليه السلام) بهجرانِ جميعِ المعاصي والذُنوب، ولَمْ أترُكْ يوماً زيارةَ عاشوراء، فقد كانت نجاتي ببركةِ هذهِ الدمعةِ على سيّدِ الشُهداءِ (عليه السلام) !

وعملتُ جاهداً في إصلاحِ نَفسِي ومُراقبَتِهَا وسعيتُ لتقويةِ علاقتي مع إمامِ زماني (عج) حتى مَنَّ الله عليَّ برضاه (عج) عنِّي !

نعم ! إنّ الحُسَيْنَ (عليه السلام) لمَّا نادى يومَ عاشوراء 《أَمَا مِن نَاصِرٍ يَنْصُرُنِي》 كان يعلمُ حينها أنّه لم يكُنْ هناك من ناصرٍ حاضرٍ بِجَسَدِهِ لِيَنصُرَهُ، لكنهُ أرادَ أن يُوَجِهَ هذا النِدَاءَ إلى الأجيالِ القادمةِ، إلَيْكُم ! إلى كلّ شيعي، إلى كلّ شابٍ وفتاةٍ !!
وأنتُم من يُقررُ إِمّا تلبيةُ نداءِ الحُسَيْنِ (عليه السلام) ونُصرَتِهِ أو خِذلانِهِ بذنُوبِكُم كَمِا فعلَ مُعظَمُ أهلِ هذه الدُنيا !!

#دمعة
#الحلقة_الأخيرة
#أعظم_الله_أجوركم